تم نسخ النصتم نسخ العنوان
مواصلة الشيخ شرح الحديث.(......واعدد نفسك في ا... - الالبانيالشيخ : ففي هذا الحديث وفي حديث جبريل ونحو ذلك من الأحاديث نقضٌ في هذه المراقبة المبتدعة وتأسيس للمراقبة الشرعية وهي أن يراقب العبد ربه فقط لا غير وأن ي...
العالم
طريقة البحث
مواصلة الشيخ شرح الحديث.(......واعدد نفسك في الموتى واذكر الله عند كل حجر وعند كل شجر ).
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : ففي هذا الحديث وفي حديث جبريل ونحو ذلك من الأحاديث نقضٌ في هذه المراقبة المبتدعة وتأسيس للمراقبة الشرعية وهي أن يراقب العبد ربه فقط لا غير وأن يراقبه بهذه الحالة كأن هذا العبد المُراقِب يرى الله بعينه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك هذه موعظة من مواعظ النبي صلى الله عليه وسلم لصاحبه معاذ بن جبل ، ومن ذلك قال واعدد نفسك في الموتى ، سبق نحو هذه العبارة في حديث ابن عمر وعد نفسك في أصحاب القبور أو كما قال ، ثم زاد في حديث معاذ واذكر الله عند كل حجرٍ وعند كل شجر هذا معناه الاستمرار ، استمرار العبد في ذكر الله عز وجل وهذا واضح ، عند كل حجر وعند كل شجر وهذا يعني ألا يغفل الإنسان عن ذِكر ربه أولًا ، هذا يعني أولًا ألا يغفل الإنسان عن ذكر ربه عز وجل في كل أحواله سواء كان جالسًا أو منطلقًا يمشي ، وشيئًا آخر أنّ ذِكر الله عز وجل المأمور في السنة ومنها هذا الحديث أن تذكر الله عند كل حجر وعند كل شجر معنى هذا أن ذكر العبد لربه لا يحتاج إلى مراسيم وإلى طقوس وإلى مجالس وحلقات ذِكر تسمى ونحو ذلك أيضًا مما أُدخل في الإسلام، لأنه يقول لك اذكر الله عند كل حجر وشجر يعني اذكر الله يعني اعمل لي مجلس ذكر وصلاة على الرسول عند كل حجر وشجر ؟ لا، هو يعني لا تتقيد بجلوس معين حتى ولو أن تستقبل القبلة قد يبدو لبعض الناس أن ذكر الله كالصلاة، لازم نستقل له الآداب بل الواجبات التي يقوم بها الذي يريد الصلاة ؟ الجواب لا . لم يأتِ في السنة فضلًا عن القرآن أي شرط للذكر ، شرط ، أي شرط للذكر كيف وربنا عز وجل يقول في وصف نوع من عباده المصطفين الأخيار يصفهم بقوله الذين يذكرون الله قيامًا وقعودًا وعلى جنوبهم فإذا جلست أنت جلسة تأخذ بها راحة لجسمك فذكرت الله في هذه الحالة فلا ضير عليك شرعًا إطلاقًا وإن كان لا يروق مثل هذا لبعض الذين يستحسنون أحكامًا في الدين بدون إذنٍ من رب العالمين ، أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ فالله عز وجل يصف كما قلت نخبة من عباده المصطفين الأخيار مش عامة الناس الذين يذكرون قيامًا وقعودًا وعلى جنوبهم أي يذكرون الله حين يكونون قائمين ويذكرون الله حين يكونون قاعدين، ويذكرون الله حين يكونون مضطجعين، فلا يلزمنا ربنا عز وجل أن نتمسك بصفة من هذه الصفات الثلاثة وإنما كما يتيسر لك وكأن هذا الحديث أو هذه الفقرة من هذا الحديث مقتبسة من هذه الآية اذكروا الله عند كل حجر وعند كل شجر ، لست مكلفًا أن تتخذ هيئات ومن ذلك إعلان خاص، كأنما يجتمع المسلمون لصلاة الاستسقاء أو لصلاة الكسوف، هذه العبادات التي شرعها الإسلام على لسان الرسول عليه الصلاة والسلام ومع الأسف الشديد أصبحت نسيًا منسيًا، ومن أسباب ذلك: أن الناس أحلوا محلها وأقاموا مقامها عبادات اخترعوها هم لأنفسهم، فهل سمعتم أحدًا منهم أعلم في بضع سنين صلاة استسقاء، صلاة خسوف أو كسوف ؟ أبدًا . أما الصلاة التي يستطيعها المسلم بينه وبين ربه في أي وقتٍ بدا له أو تيسر له هذه تُعقد لها مجالس خاصة وذلك ليس من السنة في شيء، وأنا حين أقول هذا أعرف أن ناسًا سينقمون ويستنكرون فنجابههم سلفًا بسنة أصحاب الرسول عليه السلام وخطتهم في إنكارهم لمحدثات الأمور ولو كانت هذه المحدثات حسنة في زعم الجمهور كما يقول عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه " كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة "

Webiste