الشيخ : باعتبار أنك لأوَّل مرَّة تشرفنا بهذا المكان .
أن الاجتهاد - أخي - هذا له شروطه ، الاجتهاد هو أشبه شيء لمعرفة الطرق العلمية التي يُستَدَلُّ بها لمعرفة الأحكام الشرعية أوَّلًا ، ثم ممارستها عمليًّا من هذا العالم في حياته العلمية . اليوم هؤلاء المفتون اللي بيتسرَّعوا بالإفتاء ... لا تجد فيهم أوَّلًا رجلًا قضى شطرًا من حياته الطويلة المباركة في دراسة الكتاب والسنة وتطبيق هديك الوسائل اللي أشرنا إليها على واقع حياة المسلمين اليوم ؛ يعني هذا كأيِّ علم يدرسه الدارس دراسة نظرية ماذا تتصوَّر ؛ هل يستطيع أن ينجح فورًا إذا ما باشَرَ التطبيق لهذه النظريات العلمية عمليًّا ولَّا بدو ممارسة وزمن طويل ؟ ثم لا شك أنُّو قد يخطئ قد ... إلى آخره . ونحن نعرف هذا في حياتنا المهنيَّة اللي حدثتك عنها ؛ فأنا ساعاتي ابن ساعاتي ، أبي - رحمه الله - كان أحيانًا ، طبعًا يفكُّ الساعة بهالمفكِّ الناعم الدقيق بيتزحلق المفك ... ويروح يكسب ... مع أنُّو هو صار له زمان ، لكن ما ... الإنسان يخطئ ، لكن إذا كان أبي أخطأ مرة أو مرتين في حياته لكن اللي درس هيك نظريًّا أول ما يمسك المفك بدو يبلِّش بالتكسير فضلًا أنُّو يحسن إيش ؟ التصليح ، هكذا علم الشريعة ومعرفة أدلتها الشرعية إذا لم يمارسها طالب العلم أو العالم ممارسة عملية فهو لا يحسن الاجتهاد ولا يحسن الفتوى ، وستكون الفتاوى تبعه سطحية شكلية ... .
لهذا أنا في اعتقادي الآن وكنت وجَّهت هذا السؤال وأنا ما جمعت أفكاري ... الأول والثاني والثالث ، لكن اللي بدو يفتي الناس بدو ساعة فراغ ، وساعة كما يقال تجلِّي من الله على عبده يجمع أفكاره في هذه المسألة ، ويتَّقي الله - عز وجل - حتى ما يفتي يجوز أو لا يجوز إلا بعد إيش ؟ إفراغ الجهد ؛ ولذلك قال - عليه السلام - : إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران ، ومن أخطأ فله أجر واحد ، ما قال إذا حكم الحاكم فأصاب فله أجران ، وإن أخطأ فله أجر واحد . لا ؛ وضع شرط إذا حكم الحاكم فاجتهد ؛ شو معنى اجتهد ؟ أي : أفرغ جهده لمعرفة الصواب في المسألة التي هو في صدد المبادرة فيها ... تُرى اللي ما حمل حياته كلها على التفقُّه في كتاب الله وعلى دراسة حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذا الحديث الذي يُعدُّ الألوف المؤلفة هذا أوَّلًا ، ثم هو لا يستطيع أن يميِّز صحيح من الحديث من الضعيف من ... هذا ما يستطيع ... وإن أفتى وتورَّط في فتواه بعض الناس فإنما إثمه على نفسه .


السائل : ... أستاذ ، قلت في الحديث : كسر عظم المؤمن ، فلو قلنا ... كافر ... .

الشيخ : طبعًا ... مش عبثًا بالتالي بهذا اللفظ لأنُّو الحديث فيه روايتان : كسر عظم الميت ككسره حيًّا ، والرواية الثانية : كسر عظم المؤمن الميت ؛ لأن الميت له هذه الحرمة ... أما الكافر فهو ليس له هذه الحرمة وإن كان ... كما كان - عليه السلام - إذا مرَّ بقتلى المشركين أمر بدفنهم ، و هذه ناحية صحية قبل أن تكون شرعية .

السائل : ممكن يعني أن الكافر يشيل ... .

الشيخ : نعم ، ممكن ، ليش لا ؟ ... .