تم نسخ النصتم نسخ العنوان
ما حكم إقامة صلاة الظهر بعد صلاة الجمعة ؟ - الالبانيالسائل : بدي أسأل سؤال ؛ كنت قرأت شيء في " جريدة اللواء " اللي صدرت عن رجال ... بيجوز أنك قرأته ، الرجل ده كنت صليت معاه وراه يوم الجمعة ، كان أول مرة أ...
العالم
طريقة البحث
ما حكم إقامة صلاة الظهر بعد صلاة الجمعة ؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : بدي أسأل سؤال ؛ كنت قرأت شيء في " جريدة اللواء " اللي صدرت عن رجال ... بيجوز أنك قرأته ، الرجل ده كنت صليت معاه وراه يوم الجمعة ، كان أول مرة أدخل مسجد لأنُّو مكتوب عليه ... فدخلت ... فبعد الصلاة بالجمعة قام صلاة ، فسألت ما هي الصلاة ؟ قالوا : صلاة الظهر . فخرجت على هذا الأساس ، ولم أعرف كيف صلاة الظهر ... يوم الجمعة ؛ فأريد أن أعرف يعني ... وأية بدعة هذا الـ ؟

الشيخ : مين هذا الرجل تصلوا وراءه ؟

السائل : ... .

الشيخ : أنت تقول : قرأت في " جريدة اللواء " ؟

سائل آخر : لا ، قرأت القول تبعه ؛ يعني في قول كذا ممكن قرأته أنت .

الشيخ : يعني بتقصد دكتور ستيتيَّة ؟

سائل آخر : آ .

الشيخ : هو صلى إمامًا ؟

سائل آخر : صلى إمامًا يوم الجمعة ... خطب وأمَّ الناس بصلاة الجمعة ، وبعد ذلك أذَّن المؤذِّن ... .

السائل : مسجد دار الحديث والفقه في " الوحدات " ، هو ... " عادل الشريف " .

الشيخ : هو " عادل الشريف " ، إي نعم ، هو يعني إمام هناك ؟

السائل : في مسجد ... .

الشيخ : ... شيبة هذا ، تبع الحقد الكمين هذا نابع من هناك .

سائل آخر : آ .

الشيخ : إي ، فسؤالك الآن ما هو ؟

السائل : تبيين صلاة الظهر هذه بعد صلاة الجمعة ؟

الشيخ : صلاة الظهر - بارك الله فيك - بعد صلاة الجمعة لا أصل لها في الإسلام ، بل هي منكر من أشدِّ المنكرات في الإسلام ؛ لأنها تخالف صريح القرآن ؛ أَلَا وهو قوله - تبارك وتعالى - : فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ ، فهذه الآية قاصمة ظهر هؤلاء المبتدعة والمتعصِّبة للمذهب الذي يسمُّونه بالمذهب الشافعي ، والمذهب الشافعي لا يقرُّ باتخاذ صلاة الظهر فريضة أخرى يُؤتى بها في كل مسجد تُصلى فيه صلاة الجمعة ، على أن هناك يعني أئمة آخرين لا يقولون بجواز صلاة الجمعة صلاة الظهر بعد الجمعة مطلقًا ، وهذا هو النَّصُّ القاطع بين أيديكم في الآية السابقة : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ .
الآية أوَّلًا نصٌّ صريح في إبطال صلاة فريضة بعد الفريضة السابقة وهي الجمعة ، وفيها إشعار لطيف لقوله - عليه السلام - : فصلُّوا أيها الناس في بيوتكم ؛ فإنَّ أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة ، فبيقول : فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ ، مش معناها لا تصلوا السنة ، بس معناها لا تصلوا فرض أخرى بعد الفريضة ؛ لأنُّو الفريضة تُصلى في المسجد بنصِّ هذا الحديث : فصلوا أيها الناس في بيوتكم ؛ فإن أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة . فهذه المكتوبة التي هي الظهر بعد الفريضة كيف تكون مكتوبةً والله يقول في صريح هذه الآية إذا قضيتم المكتوبة الأولى وهي الجمعة فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ ؛ شايف ؟ لذلك فأداء ما يُسمَّى بفريضة الظهر بعد فريضة الجمعة هذا خلاف النَّصِّ القرآني ؛ فضلًا خلاف عن عمل المسلمين على مرِّ القرون والدهور ؛ فإننا لا نعرف خاصَّة في القرون الثلاثة المشهود لها بالخيرية أنهم صلوا فريضتين في مسجد واحد ، فريضة الجمعة فريضة الظهر بعدها .
ثم إن بعض التعليلات التي يتشبَّث بها الذين يصلون الظهر هذه الفريضة المزعومة بعد الجمعة هي حجَّة عليهم لأننا حين نسألهم : لماذا تصلون الظهر بعد الجمعة ؟ يقولون : لأننا نشكُّ في صحة صلاة الجمعة . وحين نسألهم : لماذا تشكُّون في صحة صلاة الجمعة ؟ يأتون بشروط هي كما قال - عليه السلام - : كلُّ شرطٍ ليس في كتاب الله فهو باطل ؛ ولو كان مئة شرط ؛ يقولون - مثلًا - : لا يجوز تعدُّد الجمعة في البلدة الواحدة . نقول : ما دليلكم ؟ ليس هناك دليل أبدًا في عدم الجواز ؛ لا سيَّما وهم يقصدون بعدم الجواز يعني شرط لصحة صلاة الجمعة أن لا تتعدَّد ، أين هذا الدليل الذي يدل على الشرطية ؟ يقولون : إن النبي - صلى الله عليه وسلم - ما صلى في المدينة إلا في مسجده ، أما هذا فنقول لهم : صدقتم ، لكن ما أصبتم . صدقتم وما أصبتم ؛ لم ؟ لأن الرسول - عليه السلام - كما أنه لم يصلِّ الجمعة إلا في مكان واحد مسجد واحد ؛ فكذلك الشأن في صلاة العيد لم يصلِّ إلا في مكان واحد في مصلى واحد ؛ فما الذي جعلكم تقولون بشرطية عدم التعدُّد في صلاة الجمعة ولا تقولون بشرطية عدم التعدُّد في صلاة العيد والدليل واحد ، وهو فعل الرسول - عليه السلام - ؟ هو صلى جماعة واحدة في الجمعة ، وصلى جماعة واحدة في صلاة العيد ، كيف هذا صار شرطًا وهذا لم يصبح شرطًا ؟ تناقض وتنافر ، وهذا شأن الكلام الباطل يدفع بعضه بعضًا ويضرب بعضه بعضًا .
ثم إذا كان هذا فَعَلَه الرسول - عليه السلام - وذاك ؛ ما صلى الجمعة ولا العيد إلا في مكان واحد ؛ هذا إنما يدل على أنُّو هذا هو الأفضل ليس على أنه شرط ؛ لأن الفعل لا يدل على الشرطية ، الأمر لا يدل على الشرطية ، أمر الرسول الذي لا يجوز مخالفته لا يدل على الشرطية ؛ فما بالك فعله ؟! لكن فعله يدل على أنُّو هذا بلا شك الأفضل ، والعلماء جميعًا متَّفقون على أن صلاة الجماعة فضلًا عن صلاة الجمعة كلما كَثُرَ المصلون فيها كلما كانت أفضل عند الله - عز وجل - ؛ هذا أمر لا شك فيه ؛ فلذلك نحن نقول أن يجتمع المسلمون في مسجد واحد هذا بلا شك أفضل ، لكن لا نفرض ذلك عليهم فضلًا عن أن نشرط ذلك عليهم لصحة صلاة الجمعة ؛ لأننا نقول : ليس هناك ما يُوجب أن نفرض ذلك عليهم فضلًا عن أن نشرط ذلك عليهم ، وأظن تفرِّقون معي بين الفرض والشرط ؛ لأن المعلوم عند الفقهاء : " كلُّ شرط فرض ، وليس كلُّ فرض شرطًا " ؛ فحين أقول : لم يثبُتْ هناك على فرضية عدم التعدُّد فضلًا عن أن يثبت شرطية عدم التعدُّد ، لكن ثبت فضيلة عدم التعدُّد بسبب أن الرسول - عليه السلام - ما عدَّد ، وكان أهل العوالي - يعني أطراف المدينة - كانوا ينزلون يوم الجمعة ويصلون خلف النبي - صلى الله عليه وسلم - .
بل نحن نقول مثل هذا الكلام في صلاة الجماعة ؛ فلا ينبغي أن تتعدَّد المساجد التي تُقام فيها صلاة الجماعة بحيث يتفرَّق أهل المحلة في عديد من المساجد ، فالمسجد الواحد - مثلًا - يكمل فيه صف أو لا يكمل ، بينما إذا كان هناك مسجد واحد - مثلًا - أو مسجدين يسع أهل المحلَّة فالأفضل أن يجتمعوا في صلاة الجماعة ولا يتفرَّقوا ؛ لأن التفرُّق ضعف كما تعلمون والاجتماع قوة ، وهو الأحبُّ إلى الله - تبارك وتعالى - كما قال : المؤمن القويُّ أفضل عند الله - عز وجل - من المؤمن الضَّعيف وفي كلٍّ خير .
نقول لهؤلاء الناس : لماذا تُعيدون صلاة الظهر بعد الجمعة ؟ يقولون لأننا نشك في الصحة . لماذا شككتم ؟ لأنُّو لا بد من توحيد صلاة الجمعة ، قلنا أنه لم يقم الدليل على شرطية هذا التوحيد وإنما على الأفضلية ؛ مع ذلك حين تشكُّون في صحة صلاة الجمعة تُرى هل تكون هذه الصلاة صحيحة ؟ نسألهم : هل يجوز يدخل في الصلاة وهو يشكُّ أنها صحيحة لسبب أو أكثر ، مثلًا يشكُّ أنه على طهارة أم لا ؛ تُرى صلاته تكون صحيحة ؟ هو يقول : الله أكبر وهو شاكك ؛ هل هو على طهارة أم لا ؟
لا شك باتفاق العلماء هذه الصلاة مرفوضة ؛ ليه ؟ لأنُّو شاكك في شرط من شروط الصلاة ، شرط من شروط صحة الصلاة ؛ إذًا هذه الصلاة غير صحيحة ؛ فلماذا تصلون صلاة الجمعة وأنتم تشكُّون في صلاتها ، في صحتها ؟ فإن قالوا : لا ، نحن ما نشك . نحن نقول بأنُّو هذه الصلاة صحيحة ؛ فيعود السؤال : لماذا تعيدون الظهر ؟ يقولون : أحوط . بعضهم يجيب هكذا ؛ نقول : من أين جئتم بهذا الأحوط والسلف الصالح كلهم ما صلوا هذه الصلاة مع أنُّو الأزمنة اختلفت ، والجمعة والجوامع تعدَّدت ؟
خلاصة القول : بعض العلماء المتأخِّرين - حتى من الشافعية - اهتدوا وألَّفوا بعض الرسائل في النَّهي عن أداء صلاة الظهر بعد الجمعة ؛ لأن صلاة الجمعة صحيحة مئة في المئة ، ولأن أيَّ شرط يُشترط لصحة صلاة الجماعة غير شرط الجماعة فهو ليس بصحيح ، وحسبُكم قوله - تعالى - في الآية السابقة : إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ، فإذا صلوا جماعة صلاة الجمعة فقد صحَّت صلاتهم ولا يُشترط فيها شيء آخر أبدًا .
غيره ؟

Webiste