تم نسخ النصتم نسخ العنوان
الجمع بين آية وحديث - الفوزانمعنى حديث: إن لله تعالى عبادًاسؤال: ما معنى الحديث الشريف في حال صحته، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لله تعالى عبادًا اختصهم بحوائج الناس، يفزع ا...
العالم
طريقة البحث
الجمع بين آية وحديث
الشيخ صالح بن فوزان الفوزان
معنى حديث: إن لله تعالى عبادًا

سؤال: ما معنى الحديث الشريف في حال صحته، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لله تعالى عبادًا اختصهم بحوائج الناس، يفزع الناس إليهم في حوائجهم، أولئك الآمنون من عذاب الله ؟

الجواب: الحديث رمز له السيوطي في الجامع الصغير بأنه حديث حسن.

ومعناه واضح: أن الله سبحانه وتعالى اختص بعض الناس بقضاء حوائج المحتاجين، واختصهم بأن مكنهم من قضاء حوائج المحتاجين، واختصهم بأن مكنهم من قضاء حوائج الناس بمالهم وبجاههم وبعلمهم، وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء من عباده، وهؤلاء العباد الذين اختصهم الله بهذه الخاصية، المراد حال وجودهم في الحياة الدنيا ومع الناس، لا بعد وفاتهم كما يظن المخرفون المتعلقون بالأموات، والله أعلم.
[الجمع بين آية وحديث]

سؤال: كيف نجمع بين قوله سبحانه وتعالى: يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ [المائدة: ١٠٥] ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان .

الجواب: إن الله تعالى يقول: يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده الحديث، والسائل يطلب الجواب، يعني الجمع بين الآية والحديث، فنقول: ليس بين الآية والحديث تعارض؛ لأن الله سبحانه وتعالى أمرنا أن نأخذ بأنفسنا إلى طريق الحق، وأن نلزمه، وألا ننظر إلى فعل الآخرين وانحراف الآخرين، ولا نكون مع الناس، إن أساءوا أسأنا، وإن أحسنوا أحسنا، بل نلزم طريق الإحسان دائمًا وأبدًا، مع أننا نقول بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حسب استطاعتنا كما في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان ، وهذا تشير إليه الآية الكريمة حيث قال سبحانه: لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ [المائدة: ١٠٥] ، ومن الاهتداء أن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر، حسب استطاعتنا، بعد إصلاح أنفسنا والأخذ بزمام أنفسنا إلى الخير، ونكون أول من يمتثل الخير، ويجتنب الشر.
وصديق هذه الأمة وأفضلها بعد نبيها أبو بكر الصديق رضي الله
تعالى عنه تنبه لهذا، وقال: يا أيها الناس إنكم تقرءون هذه الآية: يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ [المائدة: ١٠٥] ، وإني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه ، فهو بين بهذا أنه لا تعارض بين الآية والحديث، وأن من ظن أن معنى الآية ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقد أخطأ في فهمه للآية، والله تعالى أعلم.

Webiste