تم نسخ النصتم نسخ العنوان
ما أنواع الاختلاف .؟ - الالبانيالشيخ :  إذاً حينما نريد أن نجيب عن مثل هذا السؤال فيجب أن نتذكر أن الاختلاف اختلافين ، اختلاف مذموم ، واختلاف غير مذموم ، لا أقول ممدوح ، يجب أيضاً أن ...
العالم
طريقة البحث
ما أنواع الاختلاف .؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : إذاً حينما نريد أن نجيب عن مثل هذا السؤال فيجب أن نتذكر أن الاختلاف اختلافين ، اختلاف مذموم ، واختلاف غير مذموم ، لا أقول ممدوح ، يجب أيضاً أن نكون دقيقين فهماً وتعبيراً ، إذا كان الاختلاف اختلاف فهم ، فهو اختلاف غير مذموم ، سواءً كان في العقيدة أو في الأصول حسب الاصطلاح المذكور أو كان في الفروع ما يضر مثل هذا الاختلاف إطلاقاً ما دام أن السبب الحامل عليه إنما هو اختلاف أفهام الناس في فهم النصوص ، أما إذا كان الاختلاف إنما يحمل عليه تحزب والتكتل والتعصب فهذا ممقوت ومذموم سواء كان في الفروع أو كان في الأصول إذاً الاختلاف المقصود والذي لا يحاول أصحابه الخلاص منه فهو كله مذموم ، فروعاً وأصولاً والعكس بالعكس ، الاختلاف فيما يسمونه في الأصول وفي الفروع دون تعصب ودون تحزب وإنما نشأ ذلك بسبب الاختلاف في الأفهام ، فهذا أمر جائز في الإسلام بناء على القاعدة العظيمة المقررة فيه ، لا يكلف الله نفساً إلا وسعها فإذا عدنا إلى المثال المطروح في تضاعيف السؤال ، أن أصحاب الرسول عليه السلام اختلفوا في كون الرسول عليه السلام رأى ربه ليلة الإسراء والمعراج أو لم يره ، فعلاً اختلفوا ، فيتوهم بعض الناس ، وهنا يأتي النكتة التي قلناها آنفاً لا بأس في أن يصطلح الناس على بعض الاصطلاحات لكن بشرط أن لا تبني أحكاماً على هذه الاصطلاحات هي أحكام مخالفة للشريعة ، فهنا يقول بعض الناس لا نستطيع أن نقول أن الرؤية رؤية الله التي اختلف فيها أصحاب الرسول فضلاً عمن بعدهم ، رؤيته لربه هي مسألة فرعية أو مسألة حكمية ، وإنما هي مسألة أصولية عقائدية ، فإذاً لماذا يأتي السؤال هنا الذي نشأ منه توجيه هذا السؤال ، لماذا تنكرون على الماتريدية ، وعلى الأشاعرة ؛ لأنهم تبنوا عقائد أو أصولاً تخالف ما كان السلف الصالح والسلف الصالح أنفسهم اختلفوا في بعض هذه الأصول في بعض هذه العقائد ، والاختلاف في زعم هؤلاء الذين قسموا الشريعة إلى أصول وفروع يقولون إنما يجوز الاختلاف في الفروع ، دون الأصول لكنهم في الواقع يصطدمون بالواقع فيرون الصحابة اختلفوا أيضاً ليس في الفروع بل وفي الأصول فاستغلوها فرصة ليبنوا على ذلك الإنكار على الذين ينكرون على الذين يخالفون السلف في فهمهم لبعض الآيات المتعلقة بصورة عامة بالأمور الغيبية منها مسألة رؤية الرسول عليه السلام لنبيه ليلة الإسراء ، ومنها : الرحمن على العرش استوى فنحن نقول كما ننكر الاختلاف في هذه الأمور التي يسمونها أمور أصول وعقائد ، لا فرق عندنا نحن ننكر هذا الاختلاف ، كما ننكر اختلافهم في تعصبهم لقولهم هذه الصلاة صحيحة ، وأولئك يقولون باطلة ، هذا الوضوء صحيح ، وآخرون يقولون غير صحيح ونحو ذلك . كل ما كان مخالفاً للكتاب والسنة ، فنحن ننكره ونعود في ذلك ، إلى الكتاب والسنة ، بضميمة الرجوع إلى ما كان عليه السلف الصالح ، وذلك لأنهم كانوا أطهر وأنقى الناس قلوباً وأزكاهم فهماً إلى آخر ما هناك من صفات معروفة فيهم ، من ذلك أنهم كانوا أقرب عهداً بالقرآن وبحديث الرسول عليه الصلاة والسلام ، إذاً خلاصة الجواب من الخطأ التفريق بين مسألة وأخرى ، بدعوى هذه من الأصول وهذه من الفروع ، وما دام أن الصحابة اختلفوا في الأصول ، فيجوز أن نختلف في الأصول ، جوابنا إذا كان الاختلاف في الأصول ناشئاً عن فهم خاص ، وليس عن تعصب لعقيدة معينة أو لمذهب معين فهذا جائز ، ومن هذا الباب اختلف أصحاب الرسول عليه السلام في تلك المسألة التي ذكرها السائل كمثال وهي : هل رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ربه ، منهم من قال رآه ، ومنهم من قال لم يره ، ولكن ما الذي يقصده هؤلاء حينما يقولون ما دام أن الصحابة اختلفوا في الأصول في حد تعبيرهم ، فإذاً لماذا تنكرون الاختلاف علينا نحن المتأخرين بحجة أن هذا اختلاف في الأصول فقط ، نقول نحن ننكر لا لأنه اختلاف في الأصول وحده وإنما نحن ننكر الاختلاف كله ما دام صار مذهباً متبعاً ، سواء كان في الأصول أو كان في الفروع ، ونقر الاختلاف الصادر عن الإخلاص وعن الحرص في فهم النص من الكتاب والسنة ، فهماً صحيحاً ، ومع ذلك اختلفت المفاهيم ، فنحن نقر هذا ، ولا ننكره ، ومعنى نقره أي لا نتخذ الذين يخالفون رأينا في هذه المسألة التي يسمونها من العقائد لا نتخذهم أعداء وخصوماً لنا ؛ لأنهم خالفونا باجتهاد منهم ، لكننا ننكر التعصب المذهبي بصورة عامة سواء كان هذا التعصب متعلقاً بالأصول أو الفروع ، هذا أظن جواب سؤالك هذا .

Webiste