ما حكم التوسل بالصالحين مع التفصيل ؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : هذا السائل الأخ محمد الشتيلي المملكة العربية السعودية الزلفي يقول فضيلة الشيخ ما حكم التوسّل بالصالحين مع التفصيل جزاكم الله خيرا؟
الشيخ : الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى ءاله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، التوسّل معناه اتخاذ الوسيلة الموصلة إلى المقصود ومن المعلوم أن الوسيلة لابد أن تكون صحيحة في إيصالها إلى المقصود وأما ما لم يكن صحيحا في إيصاله إلى المقصود فإنه باطل لا يجوز فعله لأن ما بني على الباطل باطل وبناء على هذه القاعدة نعرف حكم التوسّل بالصالحين فالتوسّل بالصالحين بعد موتهم لا يجوز لأنهم لن ينفعوا من يتوسّل بهم ولن يستطيعوا أن يدعوا له ولا أن يشفعوا له عند الله إلا بإذن الله لأن النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم قال إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم يُنتفع به أو ولد صالح يدعو له .
أما التوسل بالصالحين الأحياء فهذا على نوعين، النوع الأول أن يتوسّل بأعمالهم الصالحة أو بجاههم عند الله أو ما أشبه ذلك فهذا حرام.
مثال هذا أن يقول أسألك اللهم بصلاة فلان لك أن تغفر لي فإن هذا توسّل ممنوع محرّم لأن صلاة فلان لا تنفع إلا فلانا ولا مصلحة لك منها وليس منك عمل حتى تقول إنه ينفعني عند الله.
وكذلك التوسّل بذات الرجل الصالح أو بجاهه فإنه ممنوع ومحرّم لأن ذاته لا تفيدك شيئا وجاهه لا يُفيدك شيئا فلو قلت "أسألك اللهم بفلان" وهو حي أو ميت أيضا فإنه لا ينفعك ولا يحِل لك التوسل به وكذلك لو قلت "أسألك بجاه فلان" حيا كان أم ميتا فإنه لا يحل لك أن تتوسّل بجاهه لأن جاهه ليس وسيلة يوصلك إلى مقصودك، جاهه ينتفع به هو ولا تنتفع به أنت.
النوع الثاني أن يتوسّل بالصالحين الأحياء بدعائهم فهذا لا بأس به مثل أن يقول "اللهم إني أسألك بدعاء فلان لي أن تقبل دعوته" يعني أن تقبل دعاءه ثم يطلب منه أن يدعو له فهذا لا بأس به وقد كان الصحابة رضي الله عنهم يتوسّلون إلى الله تعالى بالرسول صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم أي بدعائه كما في الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن رجلا دخل والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة فقال يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله يُغيثنا فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه وقال اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا فأنشأ الله السحاب ورعد وبرق وأمطر فما نزل النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم من المنبر إلا والمطر يتحادر من لحييه، وفي الجمعة الثانية دخل رجل أو الرجل الأول والنبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم يخطب فقال يا رسول الله غرق المال وتهدّم البناء فادع الله يُمسكها عنا فرفع النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم يديه وقال اللهم حوالينا ولا علينا اللهم على الآكام والضِراب وبطون الأودية ومنابت الشجر فانجلت الغيوم عن المدينة وصار ما حولها ممطرا فهذا التوسل من التوسل الجائز ولكن هل ينبغي للإنسان أن يسأل غيره أن يدعو له؟ الجواب على هذا أن نقول لا ينبغي للإنسان أن يسأل غيره أن يدعو له لأمرين، الأمر الأول أن في ذلك نوعا من التذلّل للمطلوب منه الدعاء.
والأمر الثاني أن المطلوب منه الدعاء قد يلحقه الغرور والإعجاب بالنفس ويقول أنا من أنا، أنا الذي يتوسل الناس إلى ربهم بدعائي لهم فيهلِك ولا شك أن كون الإنسان يسأل الله تعالى بنفسه خير من كونه يطلب من غيره أن يدعو الله له أولا لأن الإنسان إذا دعا ربه بنفسه فقد امتثل أمر الله تعالى في قوله وَقالَ رَبُّكُمُ ادعوني أَستَجِب لَكُم إِنَّ الَّذينَ يَستَكبِرونَ عَن عِبادَتي سَيَدخُلونَ جَهَنَّمَ داخِرينَ .
ثانيا أنه إذا دعا ربه بنفسه استفاد من ذلك قُربة إلى الله تعالى لأن الدعاء من العبادة والعبادة تُقرّب إلى الله.
ثالثا أنه إذا دعا ربه بنفسه أحس بالضرورة إلى الله تعالى والافتقار إليه وأنه سبحانه وتعالى ملجؤه دون خلقه.
رابعا أنه إذا دعا ربه بنفسه فإنه يدعو الله تعالى بما يشاء جملة وتفصيلا فيحصل بذلك الانبساط في الدعاء والتوسّع فيه والإلحاح فيه على الله.
خامسا أنه إذا دعا ربه بنفسه صار معتمدا على الله متوكّلا عليه لا يلجأ إلا لله تعالى وهذا لا شك أن له تأثيرا في إصلاح القلب وصلاحه.
سادسا أنه إذا دعا ربه بنفسه سلِم من أن يمُنّ عليه من طلب منه أن يدعو له.
والمهم أن الذي ينبغي للإنسان أن يدعو ربه بنفسه في قضاء حاجاته للأسباب التي ذكرناها وربما يكون هناك أسباب أخرى عزبت عنا في هذا المكان، هذا هو حكم التوسّل بالصالحين.
وأما ما يظنه بعض الناس توسّلا بالصالحين وهو عبادة لهم في الحقيقة فإنه لا يُسمّى توسّلا بل هو شرك مثل أن يقول عند صاحب القبر يا فلان أغثني من الشدّة، يا فلان يسّر لي الأمر وما أشبه ذلك مما يصنعه الجاهلون ويظنون أنه من باب التوسّل وهو حقيقة شرك يُشبه قول المشركين الذين قال الله عنهم وَالَّذينَ اتَّخَذوا مِن دونِهِ أَولِياءَ ما نَعبُدُهُم يعني يقولون ما نَعبُدُهُم إِلّا لِيُقَرِّبونا إِلَى اللَّهِ زُلفى فعلى المؤمن أن يكون دائما متعلّقا بربه سائلا ربه بنفسه لا يفتقر إلى أحد ولا يلجؤ إلى أحد. والله الموفق.
السائل : جزاكم الله خيرا. إذًا شيخ محمد حفظكم هل هناك توسّل جائز يا شيخ؟
الشيخ : أنواع التوسّل الجائزة كثيرة.
السائل : نعم.
الشيخ : شرعية، منها التوسّل إلى الله تعالى بأسمائه على سبيل العموم.
السائل : نعم.
الشيخ : ومنه حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في دعاء الهم والغم أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك فهذا توسّل إلى الله تعالى بأسمائه كلها، ما علمنا منها وما لم نعلم.
والثاني التوسّل إلى الله تعالى باسم خاص يكون مناسبا للمطلوب كقول القائل "اللهم يا غفور يا رحيم يا كريم اغفر لي وارحمني وتكرّم علي" وما أشبه ذلك وهذا مما جاء في السنّة فإن أبا بكر رضي الله عنه قال للنبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم يا رسول الله علّمني دعاء أدعو به في صلاتي فقال له النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم فهنا دعاء وتوسّل اغفر لي مغفرة من عندك وارحمني دعاء و إنك أنت الغفور الرحيم توسّل إلى الله تعالى بهذين الإسمين المناسبين لما دعا به الداعي وهو أيضا توسّل إلى الله تعالى بصفته أي بصفة من صفاته في قوله ولا يغفر الذنوب إلا أنت .
الثالث التوسّل إلى الله تبارك وتعالى بصفة من صفاته كما في حديث الاستخارة اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم إلى ءاخره.
وكما في القراءة على المريض أعوذ بعزّة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر وكما في قوله اللهم برحمتك أستغيث وما أشبه ذلك.
الرابع التوسّل إلى الله تعالى بأفعاله أن يتوسّل إلى الله تعالى في طلب حاجة من الحاجات. بفعل فعله سبحانه وتعالى نظير ما طلب ومنه اللهم صل على محمد وعلى ءال محمد كما صليت على إبراهيم وعلى ءال إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى ءال محمد كما باركت على إبراهيم وعلى ءال إبراهيم إنك حميد مجيد .
الخامس التوسّل إلى الله تبارك وتعالى بذكر حال الداعي وأنه محتاج ومضطر إلى الله كما في قول موسى عليه الصلاة والسلام رَبِّ إِنّي لِما أَنزَلتَ إِلَيَّ مِن خَيرٍ فَقيرٌ فهنا سأل الله تبارك وتعالى بوصف حاله وأنه محتاج مفتقر إلى الله تبارك وتعالى.
السادس التوسّل إلى الله تبارك وتعالى بدعاء من تُرجى إجابته أي أن يدعو لك من تُرجى إجابته ومنه توسّل الصحابة بدعاء النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم كما ذكرناه ءانفا ومنه قول عمر رضي الله عنه حين استسقى " اللهم إنا نتوسّل إليك بنبيّنا فتسقينا وإنا نتوسّل إليك بعم نبيّنا فأسقنا " فيقوم العباس فيدعو فيُسقون، هذه أنواع كلها جائزة.
وأما التوسّل الممنوع فقد أشرنا إليه في أول كلامنا على هذا السؤال. نعم.
السائل : أحسن الله إليكم يا شيخ.
الشيخ : الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى ءاله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، التوسّل معناه اتخاذ الوسيلة الموصلة إلى المقصود ومن المعلوم أن الوسيلة لابد أن تكون صحيحة في إيصالها إلى المقصود وأما ما لم يكن صحيحا في إيصاله إلى المقصود فإنه باطل لا يجوز فعله لأن ما بني على الباطل باطل وبناء على هذه القاعدة نعرف حكم التوسّل بالصالحين فالتوسّل بالصالحين بعد موتهم لا يجوز لأنهم لن ينفعوا من يتوسّل بهم ولن يستطيعوا أن يدعوا له ولا أن يشفعوا له عند الله إلا بإذن الله لأن النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم قال إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم يُنتفع به أو ولد صالح يدعو له .
أما التوسل بالصالحين الأحياء فهذا على نوعين، النوع الأول أن يتوسّل بأعمالهم الصالحة أو بجاههم عند الله أو ما أشبه ذلك فهذا حرام.
مثال هذا أن يقول أسألك اللهم بصلاة فلان لك أن تغفر لي فإن هذا توسّل ممنوع محرّم لأن صلاة فلان لا تنفع إلا فلانا ولا مصلحة لك منها وليس منك عمل حتى تقول إنه ينفعني عند الله.
وكذلك التوسّل بذات الرجل الصالح أو بجاهه فإنه ممنوع ومحرّم لأن ذاته لا تفيدك شيئا وجاهه لا يُفيدك شيئا فلو قلت "أسألك اللهم بفلان" وهو حي أو ميت أيضا فإنه لا ينفعك ولا يحِل لك التوسل به وكذلك لو قلت "أسألك بجاه فلان" حيا كان أم ميتا فإنه لا يحل لك أن تتوسّل بجاهه لأن جاهه ليس وسيلة يوصلك إلى مقصودك، جاهه ينتفع به هو ولا تنتفع به أنت.
النوع الثاني أن يتوسّل بالصالحين الأحياء بدعائهم فهذا لا بأس به مثل أن يقول "اللهم إني أسألك بدعاء فلان لي أن تقبل دعوته" يعني أن تقبل دعاءه ثم يطلب منه أن يدعو له فهذا لا بأس به وقد كان الصحابة رضي الله عنهم يتوسّلون إلى الله تعالى بالرسول صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم أي بدعائه كما في الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن رجلا دخل والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة فقال يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله يُغيثنا فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه وقال اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا فأنشأ الله السحاب ورعد وبرق وأمطر فما نزل النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم من المنبر إلا والمطر يتحادر من لحييه، وفي الجمعة الثانية دخل رجل أو الرجل الأول والنبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم يخطب فقال يا رسول الله غرق المال وتهدّم البناء فادع الله يُمسكها عنا فرفع النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم يديه وقال اللهم حوالينا ولا علينا اللهم على الآكام والضِراب وبطون الأودية ومنابت الشجر فانجلت الغيوم عن المدينة وصار ما حولها ممطرا فهذا التوسل من التوسل الجائز ولكن هل ينبغي للإنسان أن يسأل غيره أن يدعو له؟ الجواب على هذا أن نقول لا ينبغي للإنسان أن يسأل غيره أن يدعو له لأمرين، الأمر الأول أن في ذلك نوعا من التذلّل للمطلوب منه الدعاء.
والأمر الثاني أن المطلوب منه الدعاء قد يلحقه الغرور والإعجاب بالنفس ويقول أنا من أنا، أنا الذي يتوسل الناس إلى ربهم بدعائي لهم فيهلِك ولا شك أن كون الإنسان يسأل الله تعالى بنفسه خير من كونه يطلب من غيره أن يدعو الله له أولا لأن الإنسان إذا دعا ربه بنفسه فقد امتثل أمر الله تعالى في قوله وَقالَ رَبُّكُمُ ادعوني أَستَجِب لَكُم إِنَّ الَّذينَ يَستَكبِرونَ عَن عِبادَتي سَيَدخُلونَ جَهَنَّمَ داخِرينَ .
ثانيا أنه إذا دعا ربه بنفسه استفاد من ذلك قُربة إلى الله تعالى لأن الدعاء من العبادة والعبادة تُقرّب إلى الله.
ثالثا أنه إذا دعا ربه بنفسه أحس بالضرورة إلى الله تعالى والافتقار إليه وأنه سبحانه وتعالى ملجؤه دون خلقه.
رابعا أنه إذا دعا ربه بنفسه فإنه يدعو الله تعالى بما يشاء جملة وتفصيلا فيحصل بذلك الانبساط في الدعاء والتوسّع فيه والإلحاح فيه على الله.
خامسا أنه إذا دعا ربه بنفسه صار معتمدا على الله متوكّلا عليه لا يلجأ إلا لله تعالى وهذا لا شك أن له تأثيرا في إصلاح القلب وصلاحه.
سادسا أنه إذا دعا ربه بنفسه سلِم من أن يمُنّ عليه من طلب منه أن يدعو له.
والمهم أن الذي ينبغي للإنسان أن يدعو ربه بنفسه في قضاء حاجاته للأسباب التي ذكرناها وربما يكون هناك أسباب أخرى عزبت عنا في هذا المكان، هذا هو حكم التوسّل بالصالحين.
وأما ما يظنه بعض الناس توسّلا بالصالحين وهو عبادة لهم في الحقيقة فإنه لا يُسمّى توسّلا بل هو شرك مثل أن يقول عند صاحب القبر يا فلان أغثني من الشدّة، يا فلان يسّر لي الأمر وما أشبه ذلك مما يصنعه الجاهلون ويظنون أنه من باب التوسّل وهو حقيقة شرك يُشبه قول المشركين الذين قال الله عنهم وَالَّذينَ اتَّخَذوا مِن دونِهِ أَولِياءَ ما نَعبُدُهُم يعني يقولون ما نَعبُدُهُم إِلّا لِيُقَرِّبونا إِلَى اللَّهِ زُلفى فعلى المؤمن أن يكون دائما متعلّقا بربه سائلا ربه بنفسه لا يفتقر إلى أحد ولا يلجؤ إلى أحد. والله الموفق.
السائل : جزاكم الله خيرا. إذًا شيخ محمد حفظكم هل هناك توسّل جائز يا شيخ؟
الشيخ : أنواع التوسّل الجائزة كثيرة.
السائل : نعم.
الشيخ : شرعية، منها التوسّل إلى الله تعالى بأسمائه على سبيل العموم.
السائل : نعم.
الشيخ : ومنه حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في دعاء الهم والغم أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك فهذا توسّل إلى الله تعالى بأسمائه كلها، ما علمنا منها وما لم نعلم.
والثاني التوسّل إلى الله تعالى باسم خاص يكون مناسبا للمطلوب كقول القائل "اللهم يا غفور يا رحيم يا كريم اغفر لي وارحمني وتكرّم علي" وما أشبه ذلك وهذا مما جاء في السنّة فإن أبا بكر رضي الله عنه قال للنبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم يا رسول الله علّمني دعاء أدعو به في صلاتي فقال له النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم فهنا دعاء وتوسّل اغفر لي مغفرة من عندك وارحمني دعاء و إنك أنت الغفور الرحيم توسّل إلى الله تعالى بهذين الإسمين المناسبين لما دعا به الداعي وهو أيضا توسّل إلى الله تعالى بصفته أي بصفة من صفاته في قوله ولا يغفر الذنوب إلا أنت .
الثالث التوسّل إلى الله تبارك وتعالى بصفة من صفاته كما في حديث الاستخارة اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم إلى ءاخره.
وكما في القراءة على المريض أعوذ بعزّة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر وكما في قوله اللهم برحمتك أستغيث وما أشبه ذلك.
الرابع التوسّل إلى الله تعالى بأفعاله أن يتوسّل إلى الله تعالى في طلب حاجة من الحاجات. بفعل فعله سبحانه وتعالى نظير ما طلب ومنه اللهم صل على محمد وعلى ءال محمد كما صليت على إبراهيم وعلى ءال إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى ءال محمد كما باركت على إبراهيم وعلى ءال إبراهيم إنك حميد مجيد .
الخامس التوسّل إلى الله تبارك وتعالى بذكر حال الداعي وأنه محتاج ومضطر إلى الله كما في قول موسى عليه الصلاة والسلام رَبِّ إِنّي لِما أَنزَلتَ إِلَيَّ مِن خَيرٍ فَقيرٌ فهنا سأل الله تبارك وتعالى بوصف حاله وأنه محتاج مفتقر إلى الله تبارك وتعالى.
السادس التوسّل إلى الله تبارك وتعالى بدعاء من تُرجى إجابته أي أن يدعو لك من تُرجى إجابته ومنه توسّل الصحابة بدعاء النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم كما ذكرناه ءانفا ومنه قول عمر رضي الله عنه حين استسقى " اللهم إنا نتوسّل إليك بنبيّنا فتسقينا وإنا نتوسّل إليك بعم نبيّنا فأسقنا " فيقوم العباس فيدعو فيُسقون، هذه أنواع كلها جائزة.
وأما التوسّل الممنوع فقد أشرنا إليه في أول كلامنا على هذا السؤال. نعم.
السائل : أحسن الله إليكم يا شيخ.
الفتاوى المشابهة
- في التفريق بين أنواع التوسل البدعي والتوسل الش... - الالباني
- أنواع التوسل - ابن باز
- حكم التوسل بالأنبياء والصالحين وما وجه الخلا... - ابن عثيمين
- حكم التوسل بالنبي وبيان التوسل المشروع - ابن باز
- حكم التوسل بغير الله تعالى - الفوزان
- التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم - الفوزان
- ما حكم التوسل بالنبي صلى الله عليه و سلم عند... - ابن عثيمين
- ما حكم التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم... - ابن عثيمين
- ما حكم التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم... - ابن عثيمين
- سؤاله عن التوسل يقول فضيلة الشيخ ما حكم التو... - ابن عثيمين
- ما حكم التوسل بالصالحين مع التفصيل ؟ - ابن عثيمين