ما معنى قول ( لفظي بالقرآن مخلوق ) وما صحة هذه العبارة .؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : وقد يخفى هذا الكلام على بعض الحاضرين فإليكم المثال ، لو أن مفتياً سُئل ونفترض أن بضاعته في الحديث مزجاة ، قالوا: يا سيدي الشيخ أنا كنت في ساحل البحر وجدت سمكة كبيرة جدا ميتة هل يجوز أكلها ؟ يقول له: لا ، إيش الدليل؟ قال تعالى: حرمت عليكم الميتة القرآن صريح في ذلك . فهل هذا الجواب صحيح ؟!
السائل : لا طبعا
الشيخ : ليه ؟
السائل : لأنه في حديث عن الرسول الله صلى عليه وسلم أن السمك حلال
الشيخ : بارك الله فيك، إذن أنت الآن تمشي على السنة تجمع بين القرآن والسنة، أما هذا الذي ضربته أنا أخطأ حينما اعتمد على القرآن، انظر الآن الحديث الذي أنت كنت متوهم أنه صحيح وحجتك أنه درسوه إياك في المدرسة، لا عم بيدرسوه الدكاترة في الجامعات، بم تحكم؟ قال بكتاب الله، بس؟ لا قال بم تحكم ؟ قال بكتاب الله، فإن لم تجد ؟ فبسنة رسول الله، هكذا صحيح هذا الكلام ؟
السائل : لا طبعا
الشيخ : بارك الله فيك ، إذن قُضي الأمر الذي فيه تستفتيان ، هذا الحديث ضعيف سندا ، منكرا متنا ، وخذ العبرة الآن وخليها في بالك حتى تعرف العلم الماشي الآن في الجامعات الإسلامية أنه قد دخل فيه زغل دخل فيه غش ، دخل فيه ما ليس من الإسلام بشيء من قريب ولا من بعيد ، وقبل هذا كنا نتكلم في موضوع مهم جدا جدا جدا ألا وهو لأن الأذان ينتهي ويجب أن نقوم إلى الصلاة الإسلام اليوم يعيش بين فرق قديمة وأحزاب جديدة وكل حزب بما لديهم فرحون ، والمسلمون في كل أقطار الدنيا يستغيثون ولا مغيث ، وهاي مصيبة الأفغان بعد اثني عشر سنة من الجهاد ذهبت الدماء المجاهدة بريئة ، وأخيرا في البوسنة والهرسك إلخ، ولا مغيث ليه؟ لأن المسلمين كلهم بعيدين عن منهج الكتاب والسنة ، لذلك قلنا لا بد من التصفية والتربية ، التصفية يشمل أمور كثيرة وكثيرة جدا ، تصفية العقائد من الشركيات والوثنيات والمخالفات للكتاب والسنة الصحيحة ، السنة دخل فيها ما ليس منها وهذا هو المثال بين يديك الآن ، والفقه فيه أحكام ما أنزل الله بها من سلطان بعضها دس وبعضها اجتهاد خطأ ، هذا كله يحتاج إلى تصفية وللحديث بقية والسلام عليكم ورحمة الله .
السائل : جزاك الله خيرا .
أبو ليلى : يا إخوانا أي إنسان عنده سؤال يرفع إصبعه ، ولما يأذن له الشيخ يتكلم و إلّا ما يتكلم إلا بإذن حتى يكون الشغل منظم إن شاء الله
الشيخ : طيب اللي عنده سؤال يرفع إصبعه ، تفضّل
سائل آخر : السؤال ما حكم من قال: لفظي بالقرآن مخلوق ، ما مدى صحة هذه العبارة وما معناها ماذا تعني ؟ جزاك الله خير .
الشيخ : أعتقد أن هذا السؤال كما يقال في هذا العصر غير ذي موضوع ، يعني لا يترتب من ورائه فقه ولا عقيدة إلا إذا كان هناك فعلا يوجد شخص يقول: لفظي بالقرآن مخلوق ، حينئذ نسأله ماذا تعني أنت بهذا اللفظ ؟ لأن هذا اللفظ يمكن استعماله بمعنيين متناقضين تماما ، معنى صحيح ومعنى باطل ؛ ولذلك صح عن الإمام أحمد أن من يقول هذه الكلمة لفظي بالقرآن مخلوق هذا جهمي ، بينما تلميذه الإمام البخاري كان يقول لفظي بالقرآن مخلوق أو من قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو مصيب ، كيف هذا ؟ لأن هذه اللفظة تعني معنيين متعاكسين تماما ، ما أدري يعني كأني أقول أني مضطر أن نخوض في مسألة تعتبر من علم الكلام المذموم لكن كنت أتمنى أن لا يُطرح هذا السؤال أولا وما دام أنه طُرح هل هناك من يقول اليوم لفظي بالقرآن مخلوق فيما تعلم ؟
سائل آخر : يعني أنا هذا السؤال قرأته بس ما أجدت حفظه وما فهمت معناه ... .
الشيخ : اسمع
سائل: فيه ناس شيخنا
الشيخ: اسمع الآن الجواب ، أظنكم تعلمون جميعا أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا لا يتكلمون بتفصيل في ما يتعلق بآيات الصفات وأحاديث الصفات وإنما كما جاء عن بعض الأئمة أمرّوها كما جاءت يعني مثلا وجاء ربك والملك صفا صفا لغةً وجاء مفهوم ، ربك صفة الخالق غير صفة المخلوق ، إذن لا تتعمقوا فيها ، لا تقولوا كما يقول المعتزلة مثلا وغيرهم وجاء ربك أي جاء عذاب ربك أو جاء مثلا أمر ربك ، هذه تآويل، أمروها كما جاءت ، الصحابة هكذا كان موقفهم تجاه ما يُعرف عند علماء التوحيد أو علماء الكلام بآيات الصفات وأحاديث الصفات أمروها كما جاءت ، لكن فيما بعد حينما اتسعت رقعة العالم الإسلامي وبدأ يتحقق شيء من نبوءة القرآن إذا جاء نصر الله والفتح و رأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا حينما بدأ الناس بسبب الفتوحات الإسلامية يدخلون في دين الله أفواجا وكما تعلمون نضرب مثلا قريب جدا رجل مسلم لكن خلينا نسميه مسلم جغرافي يعني مسلم اسما ، ما بتعرفوا من إسلامه شيء إلّا أنّ اسمه مثلا أحمد بن عبد الله لكن تاب بعد زمان تاب تاب الله عليه هذا مو فاهم عن الإسلام شي إلا ما يسمعه من العجائز من عامة الناس إلخ ، هذا صورة المسلم أبا عن جد ، فمن كان مثلا نصرانيا جورج مثلا ابن طنيوش عرف أن الإسلام إجمالا حق قال أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صار مسلم صار له ما لنا وعليه ما علينا هذا الآن إذا مضى عليه سنين في إسلامه وتعلم شي من الإسلام ربما يفسر بعض النصوص القرآنية أو الأحاديث النبوية متأثرا بثقافته السابقة النصرانية فهنا بقى بيبدأ بدخل في الإسلام من المفاهيم من التفاسير ما لم يكن يعرفها السلف الأول ، لذلك نحن نقول كما شرحنا في درس مضى أنا نحن سلفيين ليه ؟ لأنه ما نسلط عقولنا وأهواءنا وتقاليدنا وعاداتنا على كلام الله وسنة رسول الله، لا . بنشوف السلف شو موقفهم ونمشي معهم خشية مثل هذه الآراء الجديدة التي تسربت إلى بعض المسلمين حديثا ، فالصحابة ما كانوا يقولون كلام الله القرآن مخلوق أو غير مخلوق ؟ لأن كلمة مخلوق أو غير مخلوق ما جاءت طاريها ولا جاء ذكرها إطلاقا في ألسنتهم لكن هم في حقيقة الأمر يعلمون يقينا بأن القرآن كلام الله وكلام الله صفة من صفاته ، وصفة من صفاته كذاته لا يمكن أن يكون مخلوقا لكن ما استعملوا هذه الكلمة حتى جاءت المعتزلة وجاء أولهم جهم بن صفوان و إليه تنتسب الجهمية المعطلة ، فبدأ يشيع بين الناس أفكار ما يعرفها السلف الصالح منها مثلا يقول كلام الله مخلوق ، موقف أهل السنة تجاه هذه الكلمة لابد أن يكون أحد موقفين إما يسكتوا كما سكت السلف وحينئذ سكوتهم يُستغل من حزب جهم و أتباعه لذلك وجدوا لابد من مواجهة البدعة الضالة لأن لفظة كلام الله مخلوق فيه طعن في الذات الإلهية أي بمعنى أنه خلق من خلق الله الذي هو كلام هو ليس صفة من صفات الله وبتسمعوا بقى القرآن كله آيات خطاب من الله للملائكة خطاب لإبليس الرجيم ما منعك أن تسجد لما خلقت ... وخطابه للأنبياء والرسل وموسى وعيسى ومحمد عليه السلام إلخ، فاضطروا أن يجابهوه بأن كلام الله صفة من صفاته والصفة من صفاته ليست مخلوقة فكلام الله غير مخلوق ، صار هنا مشكلة ذات طرفين أيضا ، المشكلة التي نتجت من هذا الخلاف صار بعض الناس من أهل السنة كلام الله صح صفة من صفات الله لكن هذا الكلام المسطور في اللغة بين الدفتين هذا الكلام اللي أنا بتكلم فيه أنا بقول: قل هو الله أحد قل هو الله أحد هو كلام الله لكن أنا لما بتكلم فيه هو مخلوق؟ لفظي أنا مخلوق ولّا غير مخلوق؟ لفظي أنا مخلوق ، لكن هذا الكلام الإلهي الذي هو صفة من صفات الله هو غير مخلوق ، الإمام البخاري طبعا طبعا لبعض الشيوخ قال هذه الكلمة لرفع هذه الشبهة أنه ما يختلط كلام الله الذي هو قديم وصفة من صفاته بكلام عبد الله الذي هو حادث إذن أنا أقول كلام الله صفة من صفاته غيرمخلوق ، لفظي بالقرآن مخلوق ، الإمام أحمد أنكر أشد الإنكار هذا اللفظ أي قول القائل لفظي أنا بالقرآن مخلوق ، لماذا قال الإمام أحمد كل واحد له وجهة وكما قال تعالى: ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات الإمام أحمد قال: هذه اللفظة دهليز يستعمله الجهمية لإيهام الناس أنه أنا لما بقول كلام الله مخلوق يعني لفظي دهليز مصيدة يعني ولذلك هو سد هذا الباب وقال لا أحد يقول لفظي بالقرآن مخلوق لأنه يتخذه الجهمية المعطلة القائلون صراحة بأن كلام الله مخلوق يأتون إلى عامة الناس من هذه الزاوية من هذا الباب فيقول لفظي بالقرآن مخلوق هات بقى واحد ينتبه إلى دسيستهم الإمام أحمد تنبه لبعض مقاصد الجهمية فسدّ هذا الباب ، الإمام البخاري حتى ما يختلط صفة الخالق بالمخلوق قال: أنا لفظي بالقرآن مخلوق لكن القرآن باعتباره صفة من كلام الله غير مخلوق ، فأنا أقول لكم الآن شو استفدتوا من هذا الكلام ؟!
السائل: لا شيء
الشيخ: لا شيء، لكن يجب أن تعتقدوا أن كلام الله ومنه القرآن هو ليس مخلوقا لأنه صفة من صفات الله وكفى المؤمنين القتال ويسعكم ما وسع السلف الصالح ، لكن أنا لما بدي أجادل المعتزلة والآن نحن بُلينا بواحد في عمان يصرح ويقول أنا معتزلي أنا معتزلي حينئذ نحن نجي نضطر نفصل له هذا التفصيل ، يا أخي أنت بتقول كلام الله مخلوق تقصد لفظك أنت؟ و إلّا الله لما كلّم الملائكة وكلّم موسى وكلّم الأنبياء كلهم كان يكلمهم بواسطة كما يقول المعتزلة بواسطة الشجرة ، الشجرة قالت: فاستمع لما يوحى ، إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني الشجرة قالت تحكي هيك كلام؟! هذا ضلال كبير جدا ، لكن إذا بدوا يخلط على الناس مثلما فعل الجهمية قديما نحن نفصل له ، أنا إذا رويت حديثا عن رسول الله فأنا أنقل إليكم لفظ رسول الله أما هذا ليس لفظي ، وكذلك إذا قلت لكم قال الله: قل هو الله أحد أنا أقول كلام الله وهذا ليس كلامي فرق بين كلام الله وبين فهو غير مخلوق وبين لفظي أنا الذي أتلفظ به فهو مخلوق ، يمكن أنا الآن يأتيني الأجل وما أستطيع أن أتكلم ولا كلمة فهذا هو الذي ينبغي أن نعلمه في هذه القضية لكن عامة المسلمين ما يجوز لهم أن يدخلوا في هذه المتاهات وفي هذه الضلالات لأنها تضر ولا تنفع حتى لو قلت كلام الله غير مخلوق كلام الله غير مخلوق قد يأتيك المجادل بالباطل ويلف عليك و يدور و يرميك لا سمح الله على أم رأسك عليك أن تقول يسعنا ما وسع السلف الصالح وكفى الله المؤمنين القتال .
سائل آخر : يا شيخ
الشيخ : تفضل ما خلّصت
سائل آخر : لا أقصد هل ممكن أفهم من الكلام أن هو اللفظ كلفظ هو مخلوق ، لكن المتلفظ به هو كلام الله .
الشيخ: هذا كلام الله
السائل : لا طبعا
الشيخ : ليه ؟
السائل : لأنه في حديث عن الرسول الله صلى عليه وسلم أن السمك حلال
الشيخ : بارك الله فيك، إذن أنت الآن تمشي على السنة تجمع بين القرآن والسنة، أما هذا الذي ضربته أنا أخطأ حينما اعتمد على القرآن، انظر الآن الحديث الذي أنت كنت متوهم أنه صحيح وحجتك أنه درسوه إياك في المدرسة، لا عم بيدرسوه الدكاترة في الجامعات، بم تحكم؟ قال بكتاب الله، بس؟ لا قال بم تحكم ؟ قال بكتاب الله، فإن لم تجد ؟ فبسنة رسول الله، هكذا صحيح هذا الكلام ؟
السائل : لا طبعا
الشيخ : بارك الله فيك ، إذن قُضي الأمر الذي فيه تستفتيان ، هذا الحديث ضعيف سندا ، منكرا متنا ، وخذ العبرة الآن وخليها في بالك حتى تعرف العلم الماشي الآن في الجامعات الإسلامية أنه قد دخل فيه زغل دخل فيه غش ، دخل فيه ما ليس من الإسلام بشيء من قريب ولا من بعيد ، وقبل هذا كنا نتكلم في موضوع مهم جدا جدا جدا ألا وهو لأن الأذان ينتهي ويجب أن نقوم إلى الصلاة الإسلام اليوم يعيش بين فرق قديمة وأحزاب جديدة وكل حزب بما لديهم فرحون ، والمسلمون في كل أقطار الدنيا يستغيثون ولا مغيث ، وهاي مصيبة الأفغان بعد اثني عشر سنة من الجهاد ذهبت الدماء المجاهدة بريئة ، وأخيرا في البوسنة والهرسك إلخ، ولا مغيث ليه؟ لأن المسلمين كلهم بعيدين عن منهج الكتاب والسنة ، لذلك قلنا لا بد من التصفية والتربية ، التصفية يشمل أمور كثيرة وكثيرة جدا ، تصفية العقائد من الشركيات والوثنيات والمخالفات للكتاب والسنة الصحيحة ، السنة دخل فيها ما ليس منها وهذا هو المثال بين يديك الآن ، والفقه فيه أحكام ما أنزل الله بها من سلطان بعضها دس وبعضها اجتهاد خطأ ، هذا كله يحتاج إلى تصفية وللحديث بقية والسلام عليكم ورحمة الله .
السائل : جزاك الله خيرا .
أبو ليلى : يا إخوانا أي إنسان عنده سؤال يرفع إصبعه ، ولما يأذن له الشيخ يتكلم و إلّا ما يتكلم إلا بإذن حتى يكون الشغل منظم إن شاء الله
الشيخ : طيب اللي عنده سؤال يرفع إصبعه ، تفضّل
سائل آخر : السؤال ما حكم من قال: لفظي بالقرآن مخلوق ، ما مدى صحة هذه العبارة وما معناها ماذا تعني ؟ جزاك الله خير .
الشيخ : أعتقد أن هذا السؤال كما يقال في هذا العصر غير ذي موضوع ، يعني لا يترتب من ورائه فقه ولا عقيدة إلا إذا كان هناك فعلا يوجد شخص يقول: لفظي بالقرآن مخلوق ، حينئذ نسأله ماذا تعني أنت بهذا اللفظ ؟ لأن هذا اللفظ يمكن استعماله بمعنيين متناقضين تماما ، معنى صحيح ومعنى باطل ؛ ولذلك صح عن الإمام أحمد أن من يقول هذه الكلمة لفظي بالقرآن مخلوق هذا جهمي ، بينما تلميذه الإمام البخاري كان يقول لفظي بالقرآن مخلوق أو من قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو مصيب ، كيف هذا ؟ لأن هذه اللفظة تعني معنيين متعاكسين تماما ، ما أدري يعني كأني أقول أني مضطر أن نخوض في مسألة تعتبر من علم الكلام المذموم لكن كنت أتمنى أن لا يُطرح هذا السؤال أولا وما دام أنه طُرح هل هناك من يقول اليوم لفظي بالقرآن مخلوق فيما تعلم ؟
سائل آخر : يعني أنا هذا السؤال قرأته بس ما أجدت حفظه وما فهمت معناه ... .
الشيخ : اسمع
سائل: فيه ناس شيخنا
الشيخ: اسمع الآن الجواب ، أظنكم تعلمون جميعا أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا لا يتكلمون بتفصيل في ما يتعلق بآيات الصفات وأحاديث الصفات وإنما كما جاء عن بعض الأئمة أمرّوها كما جاءت يعني مثلا وجاء ربك والملك صفا صفا لغةً وجاء مفهوم ، ربك صفة الخالق غير صفة المخلوق ، إذن لا تتعمقوا فيها ، لا تقولوا كما يقول المعتزلة مثلا وغيرهم وجاء ربك أي جاء عذاب ربك أو جاء مثلا أمر ربك ، هذه تآويل، أمروها كما جاءت ، الصحابة هكذا كان موقفهم تجاه ما يُعرف عند علماء التوحيد أو علماء الكلام بآيات الصفات وأحاديث الصفات أمروها كما جاءت ، لكن فيما بعد حينما اتسعت رقعة العالم الإسلامي وبدأ يتحقق شيء من نبوءة القرآن إذا جاء نصر الله والفتح و رأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا حينما بدأ الناس بسبب الفتوحات الإسلامية يدخلون في دين الله أفواجا وكما تعلمون نضرب مثلا قريب جدا رجل مسلم لكن خلينا نسميه مسلم جغرافي يعني مسلم اسما ، ما بتعرفوا من إسلامه شيء إلّا أنّ اسمه مثلا أحمد بن عبد الله لكن تاب بعد زمان تاب تاب الله عليه هذا مو فاهم عن الإسلام شي إلا ما يسمعه من العجائز من عامة الناس إلخ ، هذا صورة المسلم أبا عن جد ، فمن كان مثلا نصرانيا جورج مثلا ابن طنيوش عرف أن الإسلام إجمالا حق قال أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صار مسلم صار له ما لنا وعليه ما علينا هذا الآن إذا مضى عليه سنين في إسلامه وتعلم شي من الإسلام ربما يفسر بعض النصوص القرآنية أو الأحاديث النبوية متأثرا بثقافته السابقة النصرانية فهنا بقى بيبدأ بدخل في الإسلام من المفاهيم من التفاسير ما لم يكن يعرفها السلف الأول ، لذلك نحن نقول كما شرحنا في درس مضى أنا نحن سلفيين ليه ؟ لأنه ما نسلط عقولنا وأهواءنا وتقاليدنا وعاداتنا على كلام الله وسنة رسول الله، لا . بنشوف السلف شو موقفهم ونمشي معهم خشية مثل هذه الآراء الجديدة التي تسربت إلى بعض المسلمين حديثا ، فالصحابة ما كانوا يقولون كلام الله القرآن مخلوق أو غير مخلوق ؟ لأن كلمة مخلوق أو غير مخلوق ما جاءت طاريها ولا جاء ذكرها إطلاقا في ألسنتهم لكن هم في حقيقة الأمر يعلمون يقينا بأن القرآن كلام الله وكلام الله صفة من صفاته ، وصفة من صفاته كذاته لا يمكن أن يكون مخلوقا لكن ما استعملوا هذه الكلمة حتى جاءت المعتزلة وجاء أولهم جهم بن صفوان و إليه تنتسب الجهمية المعطلة ، فبدأ يشيع بين الناس أفكار ما يعرفها السلف الصالح منها مثلا يقول كلام الله مخلوق ، موقف أهل السنة تجاه هذه الكلمة لابد أن يكون أحد موقفين إما يسكتوا كما سكت السلف وحينئذ سكوتهم يُستغل من حزب جهم و أتباعه لذلك وجدوا لابد من مواجهة البدعة الضالة لأن لفظة كلام الله مخلوق فيه طعن في الذات الإلهية أي بمعنى أنه خلق من خلق الله الذي هو كلام هو ليس صفة من صفات الله وبتسمعوا بقى القرآن كله آيات خطاب من الله للملائكة خطاب لإبليس الرجيم ما منعك أن تسجد لما خلقت ... وخطابه للأنبياء والرسل وموسى وعيسى ومحمد عليه السلام إلخ، فاضطروا أن يجابهوه بأن كلام الله صفة من صفاته والصفة من صفاته ليست مخلوقة فكلام الله غير مخلوق ، صار هنا مشكلة ذات طرفين أيضا ، المشكلة التي نتجت من هذا الخلاف صار بعض الناس من أهل السنة كلام الله صح صفة من صفات الله لكن هذا الكلام المسطور في اللغة بين الدفتين هذا الكلام اللي أنا بتكلم فيه أنا بقول: قل هو الله أحد قل هو الله أحد هو كلام الله لكن أنا لما بتكلم فيه هو مخلوق؟ لفظي أنا مخلوق ولّا غير مخلوق؟ لفظي أنا مخلوق ، لكن هذا الكلام الإلهي الذي هو صفة من صفات الله هو غير مخلوق ، الإمام البخاري طبعا طبعا لبعض الشيوخ قال هذه الكلمة لرفع هذه الشبهة أنه ما يختلط كلام الله الذي هو قديم وصفة من صفاته بكلام عبد الله الذي هو حادث إذن أنا أقول كلام الله صفة من صفاته غيرمخلوق ، لفظي بالقرآن مخلوق ، الإمام أحمد أنكر أشد الإنكار هذا اللفظ أي قول القائل لفظي أنا بالقرآن مخلوق ، لماذا قال الإمام أحمد كل واحد له وجهة وكما قال تعالى: ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات الإمام أحمد قال: هذه اللفظة دهليز يستعمله الجهمية لإيهام الناس أنه أنا لما بقول كلام الله مخلوق يعني لفظي دهليز مصيدة يعني ولذلك هو سد هذا الباب وقال لا أحد يقول لفظي بالقرآن مخلوق لأنه يتخذه الجهمية المعطلة القائلون صراحة بأن كلام الله مخلوق يأتون إلى عامة الناس من هذه الزاوية من هذا الباب فيقول لفظي بالقرآن مخلوق هات بقى واحد ينتبه إلى دسيستهم الإمام أحمد تنبه لبعض مقاصد الجهمية فسدّ هذا الباب ، الإمام البخاري حتى ما يختلط صفة الخالق بالمخلوق قال: أنا لفظي بالقرآن مخلوق لكن القرآن باعتباره صفة من كلام الله غير مخلوق ، فأنا أقول لكم الآن شو استفدتوا من هذا الكلام ؟!
السائل: لا شيء
الشيخ: لا شيء، لكن يجب أن تعتقدوا أن كلام الله ومنه القرآن هو ليس مخلوقا لأنه صفة من صفات الله وكفى المؤمنين القتال ويسعكم ما وسع السلف الصالح ، لكن أنا لما بدي أجادل المعتزلة والآن نحن بُلينا بواحد في عمان يصرح ويقول أنا معتزلي أنا معتزلي حينئذ نحن نجي نضطر نفصل له هذا التفصيل ، يا أخي أنت بتقول كلام الله مخلوق تقصد لفظك أنت؟ و إلّا الله لما كلّم الملائكة وكلّم موسى وكلّم الأنبياء كلهم كان يكلمهم بواسطة كما يقول المعتزلة بواسطة الشجرة ، الشجرة قالت: فاستمع لما يوحى ، إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني الشجرة قالت تحكي هيك كلام؟! هذا ضلال كبير جدا ، لكن إذا بدوا يخلط على الناس مثلما فعل الجهمية قديما نحن نفصل له ، أنا إذا رويت حديثا عن رسول الله فأنا أنقل إليكم لفظ رسول الله أما هذا ليس لفظي ، وكذلك إذا قلت لكم قال الله: قل هو الله أحد أنا أقول كلام الله وهذا ليس كلامي فرق بين كلام الله وبين فهو غير مخلوق وبين لفظي أنا الذي أتلفظ به فهو مخلوق ، يمكن أنا الآن يأتيني الأجل وما أستطيع أن أتكلم ولا كلمة فهذا هو الذي ينبغي أن نعلمه في هذه القضية لكن عامة المسلمين ما يجوز لهم أن يدخلوا في هذه المتاهات وفي هذه الضلالات لأنها تضر ولا تنفع حتى لو قلت كلام الله غير مخلوق كلام الله غير مخلوق قد يأتيك المجادل بالباطل ويلف عليك و يدور و يرميك لا سمح الله على أم رأسك عليك أن تقول يسعنا ما وسع السلف الصالح وكفى الله المؤمنين القتال .
سائل آخر : يا شيخ
الشيخ : تفضل ما خلّصت
سائل آخر : لا أقصد هل ممكن أفهم من الكلام أن هو اللفظ كلفظ هو مخلوق ، لكن المتلفظ به هو كلام الله .
الشيخ: هذا كلام الله
الفتاوى المشابهة
- هل يصح أن يقال لفظي بالقرآن مخلوق أو غير مخل... - ابن عثيمين
- التعليق على الأبيات السابقة، بيان صفة الكلام... - ابن عثيمين
- معنى قول الناظم: عن فهمه كتقاصر الأفهام عن..... - ابن عثيمين
- حكم من قال القرآن مخلوق - اللجنة الدائمة
- شرح قول المصنف: " فصل في اللفظ والملفوظ .الك... - ابن عثيمين
- ما معنى قول الإمام أحمد (لايجوز أن نقول القر... - ابن عثيمين
- التعليق على الأبيات السابقة، وبيان قول المعت... - ابن عثيمين
- هل يجوز القول إن لفظنا بالقرآن مخلوق ؟ - الالباني
- الفرق بين قول لفظي بالقرآن مخلوق وقول ال... - اللجنة الدائمة
- حكم عبارة "لفظي بالقرآن مخلوق" - ابن باز
- ما معنى قول ( لفظي بالقرآن مخلوق ) وما صحة هذه... - الالباني