تم نسخ النصتم نسخ العنوان
لماذا هم النبي صلى الله عليه وسلم بتحريق المتخ... - الالبانيالشيخ :  و لذلك أكّد النبي صلى الله عليه و آله و سلم المعنى المتضمّن في هذا الحديث الآمر كل من يسمع النداء أن يجيب بمثل قوله عليه الصلاة و السلام:  لقد ...
العالم
طريقة البحث
لماذا هم النبي صلى الله عليه وسلم بتحريق المتخلفين عن صلاة الجماعة ثم لم يفعل ؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : و لذلك أكّد النبي صلى الله عليه و آله و سلم المعنى المتضمّن في هذا الحديث الآمر كل من يسمع النداء أن يجيب بمثل قوله عليه الصلاة و السلام: لقد هممت أن آمر رجلا فيصلي بالناس ثم آمر رجلا فيحطب حطبا ثم أخالف إلى أناس يدعون الصلاة مع الجماعة فأحرّق عليهم بيوتهم و الذي نفس محمد بيده لو يعلم أحدهم أن في المسجد مرماتين حسنتين لشهدها ، في هذا الحديث وعيد شديد جدّا لمن يتخلف عن الصلاة في مسجد المسلمين دون عذر شرعي أنه يستحق أن يحرق بالنار في الدنيا قبل الآخرة ذلك لأن النبي صلى الله عليه و آله و سلم قد قال كما سمعتم: لقد هممت أن آمر رجلا فيصلي بالناس أي نيابة عنه ثم يفعل ما يأتي قال: ثم أخالف إلى أناس يدعون الصلاة مع الجماعة فأحرّق عليهم بيوتهم , أخالف إلى أناس يدعون الصلاة مع الجماعة أي أباغتهم و أفاجئهم لأن المفروض في هؤلاء المتخلّفين أن يجيبوا نادي الله كما قلنا و المفروض أنهم يعلمون أن الرسول صلى الله عليه و آله و سلم يصلي في المسجد إماما كما هي عادتهم و لكنه همّ عليه الصلاة و السلام أن يوكل رجلا يصلي نيابة عنه ليباغت المتخلفين عن الصلاة في المسجد فيحرق عليهم بيوتهم ثم قال عليه الصلاة و السلام مبينا البلاء الذي يصيب كثيرا من الناس و بخاصة في آخر الزمان كزماننا هذا أنهم يتخلفون عن الجماعة لأمر دنيوي مهما كان حقيرا فقال عليه الصلاة و السلام: و الذي نفس محمد بيده لو يعلم أحدهم أن في المسجد مرماتين حسنتين لشهدها يعني عظمتين من أسفل قدم الشاة أو المعزاية ترمى عادة في الأرض لا قيمة لها لو يعلم أنه يجد في المسجد فائدة دنوية كهاتين المرماتين لشهدها أي صلاة العشاء إلى هنا ينتهي هذا الحديث و هو من أصح الأحاديث حيث أخرجها الإمامان البخاري و مسلم في صحيحيهما و هنا سؤال قد يرد في خاطر بعض الناس عادة ألا وهو لماذا هم عليه الصلاة و السلام بحرق المتخلفين عن الصلاة و لم يفعل قال لقد هممت لكنه ما فعل و لذلك هذا الحديث يذكّرنا بآية في القرآن الكريم قد يسيء فهمها بعض التالين و القارئين للقرآن الكريم حينما يمرون بقوله تبارك و تعالى في سورة يوسف: و لقد همّت به و هم بها لولا أن رأى برهان ربه فالهمّ لا يعني الفعل و إنما هو من مقدّمات الفعل فالعلماء يقسمون ما يخطر في بال المسلم ثم ما ينتج من وراء ذلك من العمل إلى أقسام : القسم الأول الخاطرة , خاطرة تخطر في بال إنسان سواء كان خيرا أو كان شرا فإذا قويت هذه الخاطرة و أخذت مكانها من بال الإنسان صار همّا فإذا قويت و ازدادت قوة هذه الخاطرة و وصلت إلى مرتبة الهمّ يلي ذلك العزم و ليس بعد العزم إلا الفعل و لذلك قال تعالى في مسألة الطلاق: و إن عزموا الطلاق فإن الله سميع عليم فالشاهد أن العزم هو قبل الفعل ليس بعده إلا الفعل فلما همّ النبي صلى الله عليه و آله و سلم على التحريق فهو لم يعزم لماذا ؟ فضلا عن أنه لم ينفّذ ؟ الجواب أن في البيوت كما تعلمون من لا تجب عليه صلاة الجماعة أول ذلك النساء ثم الصبيان الذين لم يدخلوا في مرتبة التكليف و يكون أيضا في البيوت ناس مكلفين لكنهم من المعذورين و لذلك كان من حكمة الرسول عليه السلام أن أوعد و لم ينفذ فقد جمع بين تحقيق المصلحة و هي الحض على حضور صلاة الجماعة و دفع المفسدة و هو عدم تحريق البيوت بمن فيها لأنه لو فعل ذلك لأصاب الحريق من لا يستحق الحرق .
إذن في هذا الحديث وعيد شديد لأولئك الذين يتخلفون عن صلاة الجماعة دون عذر شرعي و ليس هناك من الأعذار ما يمكن أن يذكر بهذه المناسبة إلا أن يكون الرجل مريضا , إلا أن يكون نائما و أن يكون نومه أيضا مشروعا و هذا له بحث طويل و لا أريد الآن الخوض فيه خشية أن نخرج عما نحن في صدده .

Webiste