السائل : سؤال آخر يقول السائل: كل فرقة تقول عقيدتنا صحيحة وتتهم غيرها بفساد العقيدة والمسملون يزدادون اليوم شتاتا ولا يعرفون الفرقة التي عقيدتها صحيحة فهل عقيدة الإخوان المسلمين صحيحة وحزب التحرير صحيحة والأحباش صحيحة ؟

الشيخ : هذا السؤال ينبئ مع الأسف عن جهل قال تعالى: ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ، والحديث الذي أشرت إلى آخره آنفا وهو في وصفي للفرقة الناجية ذكرت آنفا كل الطوائف الإسلامية كل الجماعات الإسلامية كل الأحزاب الإسلامية يقولون كما سمعتم نحن على الكتاب والسنة لكن لا يوجد فيها من يقول إلا طائفة واحدة: نحن على الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح فليقل الإخوان المسلمون نحن على الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح وليقل حزب التحرير هذه الكلمة التي لا بد منها وليقلها جماعة التبليغ وحينئذ فالمؤمنون كلهم إخوة أما ولكل طائفة منهم منهج خاص يكفينا الآن أن نذكركم أن لا طائفة منهم يقولون كما قال عليه السلام: ما أنا عليه وأصحابي عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي ما يقولون بهذا كتاب وسنة وبعد ذلك تأتي الفوضى هذه الفوضى التي نحن الآن نعيشها على آلامها و آثارها الفرق الإسلامية القديمة التي تسمعون بها الجبرية المرجئة المعتزلة الخوارج منهم الإباضية كل هؤلاء ما فيهم طائفة أبدا إلا وهم يقولون كما قال السائل نحن على الكتاب والسنة الذين ينكرون تفسير القرآن بالقرآن أو تفسير القرآن بالسنة وإنما يفسرون القرآن باللغة العربية بزعمهم والحقيقة أنهم يفسرون القرآن بأهوائهم لأن اللغة العربية مع أنها لا تساعد على تفسير كثير من النصوص القرآنية ولكن مع ذلك هم يلعبون بتفسير بعض النصوص على خلاف القواعد العربية والبحث في هذا طويل وطويل جدا وقد لا يكون التفصيل والخوض في هذا المجال مناسبا الآن لكني أضرب لكم مثلا واحدا تقيسون عليه الأمثلة التي تعرفونها المثل الواحد قد لا يعرفه الكثير منكم هناك طائفة يمكن ما مضى عليها قرن من الزمان جدت في الأمة الإسلامية وهي المعروفة بالطائفة القاديانية هل تظنون أن الطائفة القاديانية هم لا يقولون: لا إله إلا الله محمدا رسول الله لا يصلون لا يصومون لا يحجون ؟ لا , هم معنا في هذا كله لكن مع ذلك هم ليسوا من المسلمين بلا شك شر منهم النصيرية والعلوية والدروز إلى آخره لأن هؤلاء لا يصلون لا يصومون لا يحجون أما القاديانية إذا شفتهم ما تقول إلا هذا منا و فينا لكنهم ليسوا مسلمين لماذا ؟ لأنهم فسروا القرآن بأهوائهم فادعوا أن هناك أنبياء يأتون من بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وجحدوا نصوص الكتاب والسنة واتفاق السلف الصالح على أنه لا نبي بعد محمد صلى الله عليه وسلم وأنه خاتم الأنبياء و الرسل قالوا: قولكم أو احتجاجكم بقوله تعالى: ولكن رسول الله وخاتم النبيين هذا فهمكم والفهم الصحيح واضبطوا أنفاسكم فلا تضحكوا ولكن تعجبوا مما أصيب به العالم الإسلامي ليس في هذا الزمان في كل زمان الحيدة عن المنهج السلفي قالوا: ولكن رسول الله وخاتم النبيين ليس معنى الآية كما تقولون آخر الأنبياء وإنما هو زينة الأنبياء !! كما أن الخاتم هو زينة الأصبع فهو زينة الأنبياء عطلوا الآية أنكروا معناها فقالوا بتلك الضلالة وفعلا زعموا أنه جاء رجل هناك في الهند في قرية اسمها قاديان خرج منها رجل تطورت به الضلالة في أول الأمر ادّعى الصلاح والتقوى والتصوف ثم لما بدأ بعض العامة أتباع كل ناعق يلتفون حوله ادّعى أنه المهدي المبشر من رسول الله ثم زاد في الدعوى فادّعى أنه نبي يوحى إليه وله كتاب أنا قرأته اسمه حقيقة الوحي مما يقوله ويزعمه أن الله خاطبه قال له: يا أحمد أنت مني بمنزلة توحيدي أنت مني بمنزلة تفريدي هيك الله زعم أنه أوحى إليه بعدين ادّعى أنه عيسى عليه السلام المبشر به بمجيئه ونزوله من السماء في آخر الزمان الآن أتباع هذا الرجل الضال منتشرون في أمريكا وألمانيا وبريطانيا وأنا رأيت في بريطانيا مسجدا لهم مكتوب عليه " لا إله إلا الله محمد رسول الله " ماذا أفادهم " لا إله إلا الله محمد رسول الله " وهم أنكروا عقيدة من عقائد المسلمين هل أنكروا الآية ؟ هنا الشاهد هل أنكروا الآية ؟ ما أنكروا الآية لكن داروا عليها دوبلوا عليها وحرفوا منعناها وطلعوا بهذا المعنى وهو زينة الأنبياء وليس آخر الأنبياء طبعا هناك نصوص في السنة إذا هم سلطوا أهواءهم على نصوص القرآن وهو قطعي الثبوت بإجماع المسلمين أفلا يسلطون أهواءهم على السنة وبعض المسلمين من أهل السنة يشكون فيها بفلسفة ظنية الثبوت من باب أولى مثلا في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم لما سافر إلى تبوك لغزو الروم خلّف في المدينة علي بن أبي طالب رضي الله عنه فبكى ومشى مع الرسول وهو يبكي فسلاه الرسول عزاه وقال لهم: أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي هذا نص أيضا يخالف ما هم فيه من الضلال أنه في أنبياء بعد الرسول هذا واحدهم هذا أحمد القادياني ماذا فعلوا بالحديث ؟ ما فعلوا بالآية حرفوا الحديث فقالوا: أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي يعني معي بجودي في قيد حياتي أما بعد موتي فيه أنبياء وهكذا لا تصدقوا أن طائفة مهما بلغت في الضلال تصرح في إنكار نص القرآن حتى النصارى الذين هم كفار علنا يأخذون بعض الآيات يؤيدون بها شركهم وضلالهم فما بالكم بالمعتزلة القدامى والإباضية الموجودين اليوم و و هؤلاء مثلا نكتفي بهذين المثالين مثل حاضر ومثل غابر هذا الغابر قالوا في قوله تعالى: وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة قالوا ناظرة مش إلى ربها إذا مثل ما فعلت القاديانية هكذا فعلوا قالوا إلى ربها أي إلى نعيم ربها ناظرة مش إلى ربها ! أوّلوا الآية واللغة العربية فعلا تساعد على مثل هذا التأويل - لا حول ولا قوة إلا بالله - الأمثلة بالعشرات والمئات و لذلك من كان منكم يريد أن يكون مسلما حقا وكما قال عليه السلام: ما أنا وعليه وأصحابي فليأخذ هذا المنهج وليضعه أمامه ولا يضطرب ويسأل إيش قولك في الإخوان المسلمين وحزب التحرير نحن نقول من كان معنا على ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو معنا وإلا فلا وأنا أعرف بتجربتي الخاصة أن في الإخوان المسلمين أفرادا يحلمون هذا المنهج لكن طغى عليهم الحزبية في حزب التحرير يحملون هذا المنهج أفراد أما منهج الجماعة والجماعة ليس على هذ أبدا والدليل أمامكم والتجربة أمامكم هل تقولون بما كان عليه السلف الصالح هل تقولون: ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا ؟ يقولون: كتاب وسنة. ثم الكتاب والسنة يفسر كما سمعتم يفسر كما في بعض الأمثلة هذا جوابي عن هذ السؤال .