تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تتمة للفرق بين الاستحلال والإقرار . - الالبانيالشيخ :  لكن يعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن هذا الصحابي ما آمن بالله ورسوله إلّا فرارا من الشرك ولكن لم ينتبه لسوء اللفظ وسوء التعبير الذي يدلّ عل...
العالم
طريقة البحث
تتمة للفرق بين الاستحلال والإقرار .
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : لكن يعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن هذا الصحابي ما آمن بالله ورسوله إلّا فرارا من الشرك ولكن لم ينتبه لسوء اللفظ وسوء التعبير الذي يدلّ على أن إرادة الله مقرونة بإرادة رسول الله أو أن إرادة رسول الله مقرونة بإرادة الله ، لو اعتقد إنسان هذا لكفر ولا ريب لكن ما خطر في باله هذا المعنى ولذلك اكتفى عليه الصلاة والسلام بالإنكار اللفظي أيضا لأن الرجل إنما وقع في الكفر اللفظي ولم يقع في الكفر القلبي لذلك اكتفى عليه السلام بأن ينكر عليه لفظا ، الرجل الذي رأى تلك الرؤيا في المنام فيها أن الرسول قال له: هل قصصتها على أحد؟ ، قال: لا ، قال مخاطبا لأصحابه كان يسمعهم يقولون هذه الكلمة فيستحي منهم لو كان يعلم أنهم يقولونها قاصدين معناها وهو الشرك بعينه لما استحيى منهم لكن لمّا كان قد لاحظ عليه الصلاة والسلام أنهم على جاهليتهم السابقة من التهاون في التعبير إلى أن ذكرنا آنفا أن أحدهم كان يقول: لقست نفسي خبثت نفسي فأصلح ذلك الرسول منهم وقال: ليقل: لقست نفسي كذلك كانوا يستعملون مثل هذه العبارات حتى فيما يتعلق بذات الله تبارك وتعالى ، فهنا الآن الإقرار والاستحلال كل من الأمرين قد يكون عمليا وقد يكون قلبياً ، الاستحلال يقول الرسول عليه السلام في حديث البخاري الصحيح وإن كان صورته عند بعض المحدثين صورة الحديث المعلق ليكوننّ في أمتي أقوام يستحلون الحِرَ والحرير والخمر والمعازف يمسون في لهوٍ ولعب ويصبحون وقد مسخوا قردة وخنازير هذا الاستحلال يمكن أن يقع من هؤلاء الممسوخين استحلالاً اعتقاديا وهذا هو الظاهر لشدة العقوبة التي يُخبر الرسول عليه السلام عنها في هذا الحديث ويمكن أن يكون استحلالاً قلبياً وكل عاصٍ لا بد له من استحلال على وجه من الوجهين المشار إليهما كل عاصٍ الذي يشرب الخمر والذي يسرق والذي يزني والذي يأكل الربا كل هؤلاء بلا شك فسّاق وعصاة وبعض هذه الأمور من أكبر الكبائر كما جاء في بعض الأحاديث الصحيحة فهل هؤلاء يحكم عليهم أنهم كفار لأنهم استحلوا ارتكاب ما حرّم الله عز وجل؟ الجواب لا لانقول هذا ولانقول خلافه وإنما لا بد من التفصيل من واقَعَ شيئا من هذه المحرمات وهو يعترف بمخالفته لربه فهو كفره كفر عملي ومن يستحل ذلك قلباً وقالباً فكفره كفر اعتقادي هكذا يقال عن الشخص يقر المعصية أي لا ينكرها أو يستحلها عملياً في نفسه فإما أن يكون هذا الإقرار وذاك الاستحلال قلباً فهو الكفر بعينه أو بدنا فهو كفر دون كفر كما صح عن ابن عباس .

Webiste