تم نسخ النصتم نسخ العنوان
هل من يضع القوانين الوضعية يشترط لتكفيره الا... - ابن عثيمينالطالب : هل قوله:  ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون  إذا استحله، أما إذا لم يستحله فهذا غير كافر ؟الشيخ : ... هو على كل حال الذي يضع القانون...
العالم
طريقة البحث
هل من يضع القوانين الوضعية يشترط لتكفيره الاستحلال .؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الطالب : هل قوله: ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون إذا استحله، أما إذا لم يستحله فهذا غير كافر ؟

الشيخ : ... هو على كل حال الذي يضع القانون بدلا عن القانون السماوي هل استحله أو لا ؟ ...
بل رآه أفضل، فيكون كافرا، مع أن من استحل الحكم بغير ما أنزل الله وإن لم يحكم به فهو كافر، من قال: إنه يحل أن نحكم بغير ما أنزل الله فهو كافر وإن لم يحكم.
وهذه مشكلة كثيرا ما يلجأ بعض الناس إلى الاستحلال أو إلى الجحود، مثلا يقول: من ترك الصلاة جاحدا فقد كفر، هذا تحريف للكلم عن مواضعه، وهذه مسألة أخبركم بأنه يلجأ إليها المتعصب لقوله، فيحاول أن يلوي أعناق النصوص إلى ما يقول، فمثلا: من ترك الصلاة فقد كفر الذين قالوا لا يكفر ماذا عملوا ؟ قالوا من تركها جاحدا لوجوبها فقد كفر، نحن نقول: سبحان الله أنتم إذا فعلتم ذلك جنيتم مرتين على كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، المرة الأولى حملكم الكلام على غير ظاهره، والمرة الثانية إثبات أمر لم يقله الرسول عليه الصلاة والسلام، الرسول قال: من تركها ولم يقل من جحدها هل في لسانه عي أن يقول من جحدها، ثم نقول لكم: الجحد كفر وإن صلى، والرسول يقول: من ترك الصلاة لو أن الإنسان قال: إن الصلاة ليست بواجبة، ولكنه أو من يواظب عليها وهو أول من يأتي للمسجد وآخر من يخرج يكفر، كيف تلغون وصف الترك وتأتون بوصف جديد تعلقون به الحكم، وهذه مشكلة.
ولما قيل للإمام أحمد في قوله تعالى: ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزائه جهنم خالدا فيه وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما قالوا له: إن فلانا يقول هذا فيمن استحل قتل المؤمن، ضحك الإمام أحمد قال: " سبحان الله من استحل قتل المؤمن فهو كافر قتله أو لم يقتله " وهذا تحريف لا شك أنه مضحك، كذلك أيضا من استحل الحكم بغير ما أنزل الله فهو كافر سواء حكم أم لم يحكم، والآية علقت الحكم بالحكم ومن لم يحكم بما أنزل الله أعرفت الآن، وهذه مسألة احذروها، احذورا تحريف الكلم عن مواضعه من أجل اعتقاد تعتقدونه، واجعلوا اعتقادكم وحكمكم على الشيء تابعا للنصوص لا تجعلوا النصوص تابعة، إذا جعلت النص تابعا لما تعتقد فإن هذا هو إتباع الهوى تماما، اجعل نفسك بين يدي النصوص كالميت بين يدي الغاسل، تقلبك النصوص ولا تقلبها، هذا هو المؤمن، لكن نعم قد يكون أحيانا النصوص بعضها يقيد بعضا أو يخصص بعضا، أو الفقه بالشريعة يقتضي تقييد المطلق أو تخصيص العام وما أشبه ذلك، وهذا لا يخرج بنا عن إتباع النصوص، نعم .

Webiste