تم نسخ النصتم نسخ العنوان
الكلام على أن السنة جاءت مبينة لكتاب الله تعال... - الالبانيالشيخ :  و هنا لابد لي من كلمة قصيرة لبيان و تأكيد هذه النقطة بدءا من قوله تبارك و تعالى في القرآن الكريم  و أنزلنا إليك الذكر لتبيّن للناس ما نزّل إليه...
العالم
طريقة البحث
الكلام على أن السنة جاءت مبينة لكتاب الله تعالى وبيان أن السنة دلت على كتابة الحديث بالقول والفعل والتقرير .
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : و هنا لابد لي من كلمة قصيرة لبيان و تأكيد هذه النقطة بدءا من قوله تبارك و تعالى في القرآن الكريم و أنزلنا إليك الذكر لتبيّن للناس ما نزّل إليهم وأنزلنا إليك يا رسول الله الذكر أي القرآن كما قال في آية أخرى إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون أنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم فهذه الآية تتضمن شيئين اثنين أحدهما أنزله الله على قلب محمد عليه الصلاة و السلام و الآخر بيان الرسول قيامه بواجب البيان لهذا الذي أنزل عليه من القرآن و أنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم فبيانه عليه السلام هو حديثه إذن لابد أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم بحكم هذه الآية الكريمة أن يقوم ببيان ما أنزل إليه من القرآن وهذا البيان له أنواع النوع الأول بقوله صلى الله عليه و آله و سلم كما جاء في حديث النهي عن الكتابة و في حديث الأمر بالكتابة و الآخر بفعله عليه الصلاة و السلام وهذا واضح جدا في كثير من العبادات و بخاصة منها الصلاة فكيفية الصلاة و كيفية الصيام كثير من الأحكام إن لم نقل أكثر الأحكام فهمت من بيانه عليه السلام فعلا و بعضه قولا و القسم الثالث من البيان التقرير ، التقرير إذن بيانه صلى الله عليه و آله و سلم للقرآن كان بهذه الطرق الثلاثة ومن الطرائف أن الحديث بيّن كتبه بهذه الطرق الثلاثة بالأمر و الفعل و التقرير ذلك لأن الرسول أمر بالكتابة ذلك أن الرسول كتب إلى هرقل و إلى كما ذكرنا ذلك أن الكتابة وقعت بين يديه عليه السلام و استمرت الكتابة إلى آخر وفاته و في مرض موته كما تعلمون أمر أن يؤتى إليه ليكتب له لكن شاء الله لحكمة بالغة أن يختلف الصحابة و أن يقول عمر بن الخطاب حسبنا كتاب الله المهم أنه في آخر رمق من حياته عليه السلام أقر الكتابة و أمر بها لذلك يبقى موضوع كتب الحديث أمر قد ثبت بقوله و فعله و تقريره و المسلمون جروا على كتابة الحديث و على حفظ الحديث و انتهى بنا كلامنا أخيرا أنه لا يضرنا أن نعترف بالواقع أن حديث النبي صلى الله عليه و آله و سلم قسم كبير منه حفظ حفظا و لم يكتب كتابة ، لكن الكتابة لها أصل و إذا كان الله عز و جل قد تعهد بصريح القرآن الكريم بحفظه كما ذكرت آنفا في قوله تبارك و تعالى إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون و إذا كان لا سبيل لفهم القرآن إلا ببيان الرسول عليه الصلاة و السلام و لذلك اقتضت حكمة الله تبارك و تعالى أن يحفظ على المسلمين أيضا حديث النبي صلى الله عليه و آله و سلم بأقسامه الثلاثة من قول و فعل و تقرير لأن هذا الحفظ من تمام حفظ القرآن الكريم لأننا لو تصورنا المستحيل ضياع السنة و ذهابها من بين يدي الأمة ماذا سيقع في المسلمين سيتفرقون أكثر مما تفرقوا أكثر من ثلاث و سبعين فرقة مع أنهم تفرقوا هذا التفرق و السنة معروفة لكن طريقة الحصول عليها كما هو معلوم بطريقة طلب الأسانيد و الاتصال بالصحابة ثم بالتابعين ثم بأتباعهم و هكذا فالله عز و جل إذن قد حفظ على المسلمين حديث النبي صلى الله عليه و آله و سلم و سنته لأن في ذلك حفظا لمعاني القرآن الكريم المعاني هذه هي التي تكون ألفاظ القرآن قوالب لها و ليس المقصود بالقرآن هو الألفاظ دون المعاني و إنما اللفظ و المعنى معا بل إن الألفاظ بالنسبة للمعاني تجري مجرى الوسائل بالنسبة للغايات و لذلك فلا يكفي أن يؤمن مسلم ما و لنضرب على ذلك مثلا أن يؤمن بكل حرف في القرآن الكريم بكل آية في القرآن الكريم لكنه يحول معناها و يصرف معنى الآية إلى معنى غير صحيح فهو يؤمن ببعض الكتاب و يكفر ببعض يؤمن باللفظ و يكفر بالمعنى لنضرب مثلا معاصرا اليوم توجد طائفة جديدة هي بلا شك من الفرق الضالة مع أنها تتبنى الأركان الخمسة و الإسلام و أشهد أن لا إله إلا الله محمد رسول الله و يصلوا و يصوموا و يحجون و يتصدقون و هم طائفة القاديانية طائفة القاديانية لكن هؤلاء لهم عقائد خالفوا فيها لا أقول السلف فقط كما هو شأن بعض الفرق القديمة التي منها مثلا الأشاعرة و الماتريدية بل خالفوا السلف و الخلف معا في بعض عقائدهم منها اعتقادهم بأنهم يأتي أنبياء بعد رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و هم يعتقدون بأنه قد جاء فعلا أحدهم وهو المسمى بميرزا غلام أحمد القادياني هم يعتقدون ببقاء النبوة في الأمة الإسلامية و يؤمنون معنا بقوله تبارك و تعالى و لكن رسول الله و خاتم النبيين لكن ينفرقون عنا بتأويلهم لهذه الآية و تعطيلهم لمعناها فإنهم يقولون ليس معنى الآية آخر الأنبياء خاتم الأنبياء ، آخر الأنبياء لا ليس هذا هو المعنى و إنما المعنى أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم هو زينة الأنبياء كالخاتم في الإصبع هو زينة الأصابع هو زينة الكف حرفوا الكلم من بعد مواضعه فوقعوا في الضلال المبين و خالفوا سبيل المؤمنين فصدق فيهم الوعد الكريم ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى و يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى و نصله جهنم و ساءت مصيرا إذن السنة محفوظة و النبي صلى الله عليه و آله و سلم نهى عنها في أول الأمر ثم أمر بكتابة الحديث و فعله و أقر الكتابة بين يديه و ختاما أقول يذكر المحدثون الحكمة في نهي الرسول عليه السلام عن كتابة الحديث قالوا لكي يتعلم المسلمون الفرق بين القرآن و بين حديث الرسول عليه السلام ذلك لأن القرآن كلام الله يتعبد بتلاوته بخلاف حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم يتعبد بحفظه و العمل به فحينما علم النبي صلى الله عليه و آله و سلم أن الحكمة و الغاية من النهي عن كتابة الحديث قد تحققت أذن لهم بكتابة الحديث فهذا النهي و هذا الأمر له أمثلة كثيرة في السنة أكتفي الآن بمثال واحد ختاما لجواب عن ذاك السؤال ألا وهو قوله عليه الصلاة و السلام كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنها تذكركم الآخرة غير ألا تقولوا هجرة كنت نهيتكم عن زيارة القبور لماذا لأنهم كانوا حديثي عهد بالشرك كانوا حديثي عهد بعبادة الأصنام و كانوا حديثي عهد بعبادة الأشخاص و الأصنام فلما علم النبي صلى الله عليه و آله و سلم أن الإيمان تمكن من قلوبهم و عرفوا التوحيد الصحيح أذن لهم بزيارة القبور لأن في زيارتها عبرة و ذكرى و بهذا القدر كفاية و الحمدلله رب العالمين

Webiste