تم نسخ النصتم نسخ العنوان
ما رأيكم فيمن يقول إن الجهاد الأفغاني فرض عين... - الالبانيالسائل :  بارك الله فيك ؛ السؤال الأول : ما رأي فضيلتكم فيمن يقول إن الجهاد الأفغاني فرض عين على أهل أفغانستان فقط وكفاية على غيرهم ؛ لأن الواقع هناك أن...
العالم
طريقة البحث
ما رأيكم فيمن يقول إن الجهاد الأفغاني فرض عين على أهل أفغانستان فقط وعلى غيرهم فرض كفاية ؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : بارك الله فيك ؛ السؤال الأول : ما رأي فضيلتكم فيمن يقول إن الجهاد الأفغاني فرض عين على أهل أفغانستان فقط وكفاية على غيرهم ؛ لأن الواقع هناك أنه لا يوجد فعلا عمليات دائما وأن العملية التي يقومون بها المجاهدون يكون فيها العدد زائدا عن المطلوب ومثال ذلك يكون العدد مثلا مائة والذي يقوم بالعملية عشرين أو خمسين فهؤلاء لا عمل لهم إلا أن يتناوبوا مع غيرهم فقط ؟

الشيخ : نقول بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن ولاه ، في اعتقادي أن الأمر لا يعود إلى أن الشعب الأفغاني ليس بحاجة إلى أن يمد برجال آخرين من الشعوب الإسلامية الأخرى إلا لأن الإعداد الموجود في تلك البلاد من حيث ما أراد الله تبارك وتعالى في قوله : وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم فعدم استطاعة الشعب الأفغاني لتهيئة الاستعداد الكامل من السلاح والقوة المادية من هنا يظهر الدعوة السابقة ذكرا وهي أن الأفغان ليسوا بحاجة إلى مدد من الرجال أي لأن السلاح أقل مما يحتاجه الرجال الموجودون الآن في تلك البلاد ؛ فلو أن السلاح كان هناك متوفرا لكن المدد البشري أيضا من جملة الإعداد المأمور به في الإسلام ولكن هذا لا يعني أن الفرض العيني سقط عن الشعوب الأخرى مع ذلك مع الاعتراف بهذه الحقيقة فأنا قلت بأن الأمر يعود إلى قلة السلاح هناك لبيان أنه لا ينبغي لأهل العلم أن يقفوا عند هذه الظاهرة ولا يتعمقوا في معرفة السبب ؛ في رأيي السبب هو ما ذكرت آنفا ، وإلا من الذي يشك بأن الشعب الأفغاني لو كان عنده من السلاح من العتاد والبشر قوة أكثر من الواقع الآن من الذي يعتقد أن الحرب كان ستستمر إلى هذا الوقت وبخاصة بعد أن انحصر القتال على ما نسمع ولم نشاهد مع الأسف انحصر القتال بين المسلمين وبين الشيوعين ووقفوا عند بعض البلاد من العواصم هناك ؛ لماذا ؟ لأن القوة الموجودة في الأفغانيين ما هي كفاية للقضاء على البقية الباقية من الشيوعيين وأن يضعوا يدهم على البلاد الأفغانية بكاملها ، السبب في هذا هو عدم وجود العدة الكافية ، ولو كانت العدة الكافية موجودة كان الأمر طبيعي جدا أن يعقل أولئك الناس بأن فرض العين لم ينحصر في الشعب الأفغاني ، هذا من جهة ومن جهة أخرى أعتقد أنه ولو أن الأمر كان كما وصفنا فلا بد من مشاركة المسلمين الآخرين في الذهاب إلى الجهاد في أفغانستان وذلك من باب أن المرء قوي بأخيه وأن الأفغانيين حينما يرون المسلمين الآخرين يساعدونهم بكل ما لديهم من قوة سواء كانت قوة بشرية أو قوة سلاحية فذلك مما لا شك فيه أنه مما يقوي عزائمهم ويشجعهم على الاستمرار في هذه الحرب المديدة الطويلة التي لو هب المسلمون جميعا هبة رجل واحد لانتهت في أقل هذه المدة بكثير ؛ من جهة أخرى نقول بأن إمداد المسلمين الآخرين للشعب الأفغاني فيه فائدة لهم فضلا عن الفائدة التي ذكرناها والتي تعود إلى الأفغانيين أنفسهم وهي أن يستعد الشعوب الإسلامية للقيام بالجهاد الإسلامي حينما ينادي المنادي ؛ واليوم مع الأسف الشديد لا يوجد شعب مسلم في أي أرض من أراضي الإسلام المديدة الوسيعة لا يوجد شعب يمكن أن نقول متهيئ للخوض في الجهاد في سبيل الله ، نعم قد يوجد هناك عساكر نظامية يتولاها ويوجهها الحكام القائمون على هذه الدويلات ولكن الحكام مع الأسف لا يتبنون الجهاد الذي تتبناه الشعوب المسلمة ؛ وبالتالي مع تبنيهم هؤلاء الشعوب لهذا الجهاد فهم لا يستطيعون حراكا ولا يستطعيون أن يصولوا ويجولوا ويتمردوا ؛ فهذه فرصة سنحت لهم ليؤتوا ما لم يستطيعوا أن يفعلوه في عقر دارهم زد على ذلك ما كنت قد ذكرته في بعض الجلسات حول هذا الموضوع بأن الأفغانيين هم أنفسهم إلى من يجاهد فيهم غير جهادهم ، جهادهم مع الكفار بالسلاح لكن الأفغانيون مع الأسف هم بحاجة إلى إخوانهم المسلمين أن يجاهدوا فيهم في دعوتهم وتعليمهم الأحكام الشرعية المستنبطة من الكتاب والسنة ؛ ولذلك كنت قلت لبعض المشايخ حينما التقينا بهم من العرب بأن ذهاب العرب إلى هناك أوجب من غيرهم لأنهم يجمعون بين جهادين ، جهاد الكافر الذي اجتمعت كلمة الأفغانيين أنفسهم في قتاله وهو الكافر الشيوعي ، وجهاد اللسان والبيان الذي نعتقد جازمين بأن الشعب الأفغاني أكثره بحاجة إليه ؛ فحينما يذهب المجاهدون العرب إلى هناك ويكونون من أهل العلم ومن أهل الكتاب والسنة فهم إذا يحاربون العدو عدو جميع المسلمين من جهة ويبشرون بدعوتهم في صفوف الأفغانيين من جهة أخرى ؛ ولذلك فلا أعتقد أن الفرض العيني سقط عن المسلمين الآخرين غير الأفغانيين ؛ لكن لا شك ولا ريب أن كل المسلمين في كل الأقطار الإسلامية لا يمكنهم بطبيعة الحال أن يحلوا في أرض الأفغان لأسباب لا تخفى على الجميع ؛ ولكن من كان من أهل القوة المادية والعلمية فهذا أوجب ما يكون عليهم الذهاب إلى تلك البلاد بالجمع للمحاربتين إن صح التعبير محاربة العدو الكفار ومحاربة الجهل المتخلل في نفوس كثير من الشعب الأفغاني ؛ هذا رأيي بالنسبة لهذا السؤال .

Webiste