تم نسخ النصتم نسخ العنوان
ما رأيكم في هجران المساجد التي فيها بدع .؟ - الالبانيالسائل :  بسم الله الرحمن الرحيم هناك أيضا بعض الشباب في المغرب وفي هولندا وغيرها من البلدان يهاجرون المساجد بحجة أن أئمتهم مبتدعة مثلا الصلاة على رسول ...
العالم
طريقة البحث
ما رأيكم في هجران المساجد التي فيها بدع .؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم هناك أيضا بعض الشباب في المغرب وفي هولندا وغيرها من البلدان يهاجرون المساجد بحجة أن أئمتهم مبتدعة مثلا الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم جماعة وقراءة القرآن جماعة وما

الشيخ : إذن أنت تقصد أنهم يهجرون المساجد

السائل : أي نعم

الشيخ : وليس يهاجرون

السائل : لايهتمون بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم

الشيخ : لا يأتمون ؟

السائل : لا يهتمون

الشيخ : لا يهتمون ؟

السائل : نعم بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم

الشيخ : مثلا

السائل : مثلا في تسوية الصفوف ويعني الجهر بآمين وكذلك قراءة القرآن والتصلية جماعة وغير ذلك من البدع

الشيخ : يعني هؤلاء الأئمة الذين هجرتهم الجماعة الذين أنت تتحدث عنهم من أخطائهم أنهم لا يقومون بالسنن أكذلك ؟

السائل : نعم

الشيخ : هذا أمر يعتبر مخالفا للسنة أي هجر المساجد من أجل تقصير أئمة هذه المساجد في تطبيق الأحكام الشرعية وعدم اهتمامهم بالسنة المحمدية لا يجوّز للحريصين على اتباع السنة أن يهجروا المساجد اللهم إلا إذا هجروا مسجدا فيه مثل هذه البدع إلى مسجد آخر ليس فيه بدعة أما وأن يكون الهجر كما جاء في السؤال هجرا مطلقا لكل المساجد فهذا مَثله كمثل الذي يبني قصرا ويهدم مصرا ذلك لأن إقامة الصلاة أو الصلوات الخمس مع جماعة المسلمين في المساجد فرض ولا يجوز للمسلم أن يُعرض أو أن يُهمل القيام بهذا الفرض إلا لعذر شرعي وليس من العذر إطلاقا أن يهجر المساجد مطلقا من أجل أن بعض المصلين ولو كان هو الإمام نفسه يخالف السنة في كثير أو في قليل إلا ما ذكرت آنفا أنه إذا كان يترك المسجد الذي مثلا هو قريب منه فيذهب إلى مسجد آخر لأنه خال عن البدعة فهذا هو العمل الواجب على الذين يريدون التمسك بالسنة ذلك لأن المسلم في هذا الزمان لو أراد أن يدقق مع أئمة المساجد هذا التدقيق للزم منه أن يعتزل الناس جميعا لأنك اليوم قلما تجد مسجدا قائما على السنة من جميع النواحي , هذا أمر مستحيل ذلك لأن المساجد كلها أو جلها أولا تبنى بأموال غير نظيفة وتبنى على كيفيات مخالفة للسنة لا تكاد تجد اليوم مسجدا إلا مزينا مزخرفا حتى مكة وحتى المدينة كما تعلمون فأين يذهب هؤلاء إذا كانوا لا يريدون أن يصلوا في مسجد فيه بدعة معناها أنهم سيتركون جماعات المسلمين كلها ويقبعون في زوايا بيوتهم ويصلون فيها وهنا ينطبق عليه أحاديث كثيرة فيمن خالف الجماعة مات ميتة جاهلية نحن نجد عذرا لمن قد يدع مسجدا إلى مسجد آخر أقل بدعة لا أقول إنه ليس فيه بدعة هذا لا وجود له اليوم لكن كما قيل قديما: " حنانيك بعض الشر أهون من بعض " فبعض المساجد يمكن أن يجد المسلم قريبا منه أو بعيدا مسجد تقام فيه الصلاة على السنة لكن كله نقوش وكله زخارف لكن هذا لا يملك التصرف فيه , المسلم اليوم كما قال عليه السلام في بعض الأحاديث الصحيحة: ساددوا وقاربوا أما أن يطلب المسجد النبوي الذي كان في زمن الرسول عليه السلام فلن يجده في هذا الزمان وبالتالي هل يعتزل الناس في بيته ويقطع العلاقة بينه وبين المسلمين في أقدس وفي أطهر بلاد الله وكما جاء في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن خير البقاع وعن شر البقاع فقال: خير البقاع المساجد وشر البقاع الأسواق فإذا كان المسلم يبغى مسجدا ليس فيه أي مخالفة شرعية معنى ذلك أنه سيدع خير البقاع وهي المساجد وهذا لا يجوز لأن النبي صلى الله عليه وسلم كما تعلمون ولا نطيل الكلام في هذا حض وأكد الصلاة مع جماعة المسلمين في المساجد بل إن الله عز وجل أمر بذلك في القرآن الكريم حينما قال: وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين ولذلك فهؤلاء الذين يتخلفون أو يهجرون الصلاة في المساجد فهؤلاء ليسوا على علم لأنهم لو كانوا على علم لعرفوا قاعدة أن المسلم إذا وقع بين شرين اختار أقلهما أقلهما شرا فهم إما أن يصلّوا في هذه المساجد التي لا يملكون فيها إلا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يستطيعون تغييرا للمنكر باليد وقد يستطيعون بالكلمة الطيبة فإذا تركوا الصلاة في هذه المساجد إلى البيوت معناها تركوا القاعدة الشرعية أن المسلم إذا وقع بين شرين اختار أخفهما شرا لكني قلت أن المسلم إذا كان هناك مسجد أقل مخالفة للسنة وقصد ذاك المسجد وترك المسجد الذي بجانبه فهذا هو الذي نحن نأمر به ونحرص عليه في حدود استطاعتنا , يمكن لأمثال هؤلاء الناشئين في العلم ربما قرأ أحدهم مثلا أثرا في سنن أبي داود أن ابن عمر دخل المسجد فسمع رجلا يثوّب في الصلاة يثوب بالصلاة يقول الصلاة الصلاة عنا بالشام بعد الأذان بيفتح النافذة وبيطالع صوته إلى الشارع : يا مصلين الصلاة يا مصلين الصلاة والمؤذن نادى حي على الصلاة حي على الفلاح عبثا هذا استدراك على الشارع ولذلك لما دخل ابن عمر إلى المسجد وسمع هذا الرجل يثوب قال : هذا مسجد فيه بدعة وخرج منه لكن هذا لا يعني اترك المساجد كلها هذا يعني اذهب إلى مسجد ليس فيه بدعة ولذلك فهؤلاء إنما أوتوا من قلة العلم ومن الغلو في السنة وفي العبادة والنبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول ناصحا لأمته : إن لكل عمل شرّة ولكل شرّة فترة فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى ومن كانت فترته إلى بدعة فقد ضل هم يفرون من بعض البدع التي لا يملكون لها إصلاحا فيقعون في بدعة أكبر هم يملكون لها علاجا وهكذا وقعوا في مذهب أبي نواس الذي قال : " وداوني بالتي كانت هي الداء " غيره

Webiste