تم نسخ النصتم نسخ العنوان
فضيلة الشيخ رجل أعطاني جمرات في اليوم الثاني... - ابن عثيمينالسائل : فضيلة الشيخ رجل أعطاني جمرات في اليوم الثاني عشر لكي أرمي بدلاً عنه بحجة أنه مسافر والمسافة بعيدة ولعلمكم بأنه ليس مريضاً فما حكم الشرع في نظرك...
العالم
طريقة البحث
فضيلة الشيخ رجل أعطاني جمرات في اليوم الثاني عشر لكي أرمي بدلا عنه بحجة أنه مسافر والمسافة بعيدة ولعلمكم بأنه ليس مريض فما حكم الشرع في نظركم في هذا العمل .؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : فضيلة الشيخ رجل أعطاني جمرات في اليوم الثاني عشر لكي أرمي بدلاً عنه بحجة أنه مسافر والمسافة بعيدة ولعلمكم بأنه ليس مريضاً فما حكم الشرع في نظركم في هذا العمل؟

الشيخ : نظرنا أن هذا العمل لا يُجزئه لأنه ترك واجبا من واجبات الحج وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إنما جعل الطواف بالبيت وبالصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله ومن وكّل غيره بذلك فإنه لم يُقِم ذكر الله في هذه الجمرات.
وعلى هذا فإن رمي هذا الوكيل لا يُجزئ عن موكّله والواجب على موكّله الأن أن يستغفر الله ويتوب إليه مما صنع وأن يذبح فدية توزّع على الفقراء في مكة، يذبح فدية في مكة توزع على الفقراء هناك لأنه ترك واجبا من واجبات الحج وقد قال أهل العلم: إن الإنسان إذا ترك واجبا من واجبات الحج وجبت عليه فدية تُذبح في مكة وتوزّع جميعها على الفقراء هناك.
وليُعلم أن الحج عبادة يتقرب بها الإنسان إلى ربه وأن الإنسان نفسه مكلّف بها وبإتمامها كما قال الله تعالى: وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فالواجب على من شرع في حج أو عمرة أن يُتمها بنفسه ولا يجوز أن يوكّل فيها لا في الطواف ولا في السعي ولا في المبيت ولا في الرمي ولا في الوقوف بعرفة لا بد أن تُباشر أنت بنفسك هذه الأعمال.
ولولا أن الصحابة كانوا يرمون عن الصبيان لقلنا إن من عجز عن رمي الجمرات فإنه لا يستنيب أحدا لأنها عبادة متعلقة ببدن الفاعل فإن قدر فذاك وإن لم يقدر سقطت عنه فإن كان لها بدل أتى ببدلها وإن لم يكن لها بدل سقطت بالكلية.
وأما تهاون بعض الناس اليوم في التوكيل في رمي الجمرات فإنه يدل على أحد أمرين، إما على نقص في العلم أو على ضعف في الدين وأما من كان عنده علم بشريعة الله فإنه يتبيّن له أن رمي الجمرات كغيره من واجبات الحج لا بد أن يقوم الإنسان به بنفسه ولا يجوز أن يوكّل غيره فإن الله تعالى قال: وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ والإتمام يشمل إتمام جميع أعمالهما فإن قال قائل: إذا كان معي نساء فإن النساء ضعيفات لا يستطعن مقاومة هذا الزحام الشديد الذي قد يحصل به الموت أحيانا وذلك لغُشْم الناس وعدم معرفتهم بما ينبغي أن يكونوا عليه في هذه المناسك من الرفق والرحمة بإخوانهم فإذا ذهبنا بالنساء للرمي سار عليهن مشقة وربما يحصل عليهن ضرر؟ فالجواب عن هذا أن نقول: إن هذا الزحام ليس دائما بل هذا الزحام يكون عند ابتداء وقت الرمي في الغالب ثم يخف الناس شيئا فشيئا فانتظر وقت خفة الناس ولو أن ترمي في الليل فإن الرمي في الليل جائز ولاسيما عند هذا الزحام الشديد ولا يجوز أن يوكّل النساء من يرمي عنهن من أجل الزحام ولهذا أذن النبي صلى الله عليه وسلم للضعفة من أهله أن يدفعوا من مزدلفة في ءاخر الليل ليرموا الجمرات قبل زحمة الناس فأمرهم أن يقتطعوا جزءا من المبيت في مزدلفة مع أن المبيت بمزدلفة من شعائر الله ومن المشاعر العظيمة قال الله تعالى: فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ ومع هذا أمرهم النبي عليه الصلاة والسلام أن يقتطعوا جزءا من هذه العبادة من أجل أن يسلموا من الزحام ولم يقل صلى الله عليه وسلم: اجلسوا لا تدفعوا إلا معنا ووكّلوا من يرمي عنكم ولو كان هناك مساغ للتوكيل لكان التوكيل أهْون من أن يقتطعوا جزءا من المبيت في مزدلفة.
ورخص لهم أن يتقدموا وأن يرموا قبل الوقت الذي رمى فيه والصحيح أنه يجوز أن يرموا ولو قبل الفجر متى أبيح لهم الدفع من مزدلفة أبيح لهم الرمي متى وصلوا إلى منى لأن رمي الجمرات تحية منى وكذلك الرعاة أذن لهم الرسول عليه الصلاة والسلام أن يرموا يوما ويدعوا يوما ولم يأذن لهم أن يوكّلوا من يرمي عنهم في اليوم الذي هم فيه غائبون عن منى.
فلهذا يجب على المسلم أن يتقي الله في نفسه وأن يؤدي أفعال النسك بنفسه إلا ما عجز عنه وورد فيه التوكيل. نعم.

السائل : بارك الله فيكم فضيلة الشيخ. في سؤاله الثاني يقول المستمع عزت جودة مصري الجنسية مقيم بالمملكة.

Webiste