تم نسخ النصتم نسخ العنوان
في الحج للعام الماضي 1407 هجرية وبخصوص في لي... - ابن عثيمينالسائل : في حج العام الماضي 1407 هجرية وبخصوص في ليلة المبيت بمزدلفة حصل أن انصرفت إحدى قريباتي مع ابنها بعد منتصف الليل بحكم أنها تعتبر من الضعفة حيث ل...
العالم
طريقة البحث
في الحج للعام الماضي 1407 هجرية وبخصوص في ليلة المبيت بمزدلفة حصل أن انصرفت إحدى قريباتي مع ابنها بعد منتصف الليل بحكم أنها تعتبر من الضعفة حيث أنها لا تقوى على رمي الجمرات بعد طلوع الشمس للزحام الشديد إلا أنها بعد انصرافها وكلت ابنها لكي يرمي عنها واحتجت بأنها لا تقدر على ذالك، فهل يلزمها شيء حينما لم ترمي بنفسها أول الجمرات ؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : في حج العام الماضي 1407 هجرية وبخصوص في ليلة المبيت بمزدلفة حصل أن انصرفت إحدى قريباتي مع ابنها بعد منتصف الليل بحكم أنها تعتبر من الضعفة حيث لا تقوى على رمي الجمرات بعد طلوع الشمس للزحام الشديد إلا أنها بعد انصرافها وكلت ابنها لكي يرمي عنها واحتجت بأنها لا تقدر على ذلك ، فهل يلزمها شيء حينما لم ترم بنفسها أول الجمرات نرجوا بهذا إفادة ؟

الشيخ : رمي الجمرات من مناسك الحج لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر به وفعله بنفسه وقال صلى الله عليه وسلم : إنما جعل الطواف بالبيت وبالصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله فهو عبادة يتقرب بها الإنسان إلى ربه وهو عبادة ، لأن الإنسان يقوم برمي هذه الحصيات في هذا المكان تعبداً لله عز وجل وإقامة لذكره فهي مبنية على مجرد التعبد لله سبحانه وتعالى ، لهذا ينبغي للإنسان أن يكون حين رميه للجمرات خاشعاً خاضعاً لله مهما كان ذلك ، وإذا دار الأمر بين أن يبادر برمي هذه الجمرات في أول الوقت أو يأخره في في آخر الوقت لكنه إذا أخره رمى بطمأنينة وخشوع وحضور قلب كان تأخيره أفضل ، لأن هذه المزية مزية تتعلق بنفس العبادة ، وما تعلق بنفس العبادة فإنه مقدم على ما يتعلق بزمن العبادة أو مكانها ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : لا صلاة بحضرة الطعام ولا وهو يدافعه الأخبثان فيؤخر الإنسان الصلاة عن أول وقتها من أجل قضاء الحاجة أو دفع الشوهة الشديدة التي حضر مقتضيها وهو الطعام .
إذاً إذا دار الأمر بين أن يرمي الجمرات في أول الوقت لكن بمشقة وزحام شديد وانشغال بإبقاء الحياة وبين أن يؤخرها في آخر الوقت ولو في الليل لكن بطمأنينة وحضور قلب ، ولهذا رخص النبي صلى الله عليه وسلم للضعفة من أهله أن يدفعوا من مزدلفة في آخر الليل حتى لا يتأذوا بالزحام الذي يحصل إذا حضر الناس جميعاً بعد طلوع الفجر .
إذا تبين ذلك فإنه لا يجوز للإنسان أن يوكل أحداً في رمي الجمار عنه لقوله تعالى : وأتموا الحج والعمرة لله ولا فرق في ذلك بين الرجال والنساء فإذا بين ذلك أيضاً وأن رمي الجمرات من العبادات وأنه لا يجوز للقادر من رجل أو امرأة أن ينيب عنه فيها ، فإنه يجب أن يرمي بنفسه إلا رجلاً امرأة مريضة أو حاملاً تخشى على حملها وما أشبه ذلك فلها أن توكل .
وأما المسألة التي وقعت لهذه المرأة التي ذكر أنها لم ترم مع قدرتها فالذي أرى أن من الأحوط لها أن تذبح فدية في مكة توزعها على الفقراء عن ترك هذا الواجب .

Webiste