المثال الثاني : رجل وجدناه يعمل عملاً غير عبادة هل ننكر عليه أو لأ ؟ يعني هل الأصل الإنكار أو عدمه ؟ الأصل عدم الإنكار لأن الأصل في غير العبادات الحل والإباحة حتى يقوم دليل على المنع ، بناءً على ذلك ما تقولون في رجل حضر محاضرة فجاء بمسجل مسجل المحاضرة فقال له رجل : هذا حرام وأنكر عليه غاية الإنكار ، هذا حرام ، كيف تفعل هذا ، هل هو على صواب أم على غير صواب ؟
الطالب : على غير صواب
الشيخ : ليش ؟ لأن هذه ليست عبادة أنا لم آتي بالمسجل لأتعبد لله بالمجيئ به لكن لأحفظ هذه المحاضرة بدل من أن أتعب يدي بالكتابة ويفوتني بعض الكلمات ، أسجل وأستمع إلى هذا على طمأنينة ما جئت لأتعبد لله بإحضاره ، كيف تنكر علي ، قال سبحان الله هل هذا المسجل موجود في عهد الرسول ؟ ويش تقول ؟ أجيبوا يا جماعة غير موجود لكن الشريعة صالحة لكل زمان ومكان ، الله عز وجل يقول : { ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء } أين في القرآن والسنة أن هذا ممنوع قل لي أجل الذي هل أنت تقرأ كتاب مطبوع ؟ أسأله اللي قال لي المسجل حرام أقول له : هل أنت تقرأ كتاب مطبوع ؟ سيقول نعم ، إن كان يقرأ سيقول نعم ، هل المطابع موجودة في عهد الرسول وأصحابه ؟ لأ إذن لا تقرأ الكتب المطبوعة لأن هذا مطبوع بآلة حادثة ما كانت معروفة في عهد الرسول ولا في عهد أصحابه ، فهي بدعة لا تقرأ الكتاب المطبوع أبداً وإلا فلا تنكر علي المسجل واضح هذا ؟
إذن الذي ينكر على صاحب المسجل تسجيل المحاضرات النافعة القيمة هل هو على صواب ؟ لا ، إنكاره هو المنكر ، ولهذا نقول لا تنكر إلا ما علمت أنه منكر بالشرع ، جاءنا آخر قال كيف تصلي بالميكرفون ؟ تصلي بالميكرفون ؟! هذا بدعة حرام هذا بوق اليهود أو ... هذا بوق اليهود لأنه لا ينطبق على ناقوس النصارى لكن قال هذا بوق اليهود هذا حرام ، وقام نشدد في الميكرافون واستعماله في الصلاة والأذان ، فلما قلنا كيف يا أخي تشدد علينا ؟! قال هل كان الرسول وأصحابه يستعملونه ؟ ماذا نقول ؟ لا ولا نعم ؟ لأ ، لكن لا يستعملونه لا لأنه حرام ، لا يستعملونه لأنه غير موجود في عهدهم ، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر أصحابه الذين لهم صوت عالٍ أن يبلغوا ، أمر الذي رأى الأذان في المنام أمره أن يلقيه على بلال وقال : "إنه أندى صوتاً منك"، وأمر أبا طلحة يوم خيبر أن ينادي : "إن الله ورسوله ينهينانكم عن لحوم الحمر الأهلية فإنها ركس"، وأمر العباس بن عبد المطلب في غزوة ثقيف أن ينادي الصحابة الذين فروا يا أصحاب السمرة ، يا أصحاب سورة البقرة ، لأن كان قوي الصوت ،
إذن فرفع الصوت بالتبليغ أصله موجود في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام ، لكن الآلة هذه ما هي موجودة ، فالآلة وسيلة فقط لإبلاغ الصوت وإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم أقر أبا بكر على أن يبلغ عنه في الصلاة حينما صلى بالناس مريضاً ، كان أبو بكر يبلغ عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، دل هذا على أنه لا مانع من استعمال ما يبلغ الصوت إلى المصلين ، لكن هنا نقطة وهي أن بعض الناس .