تم نسخ النصتم نسخ العنوان
وجوب زكاة الحلي مع ذكر الأدلة على ذلك و الكل... - ابن عثيمينالشيخ : وأخرج أهل السنن من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عبد الله بن عمرو بن العاص  أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم وفي يد ابنتها مسكتان من ذهب...
العالم
طريقة البحث
وجوب زكاة الحلي مع ذكر الأدلة على ذلك و الكلام على سند عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده في زكاة الحلي .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : وأخرج أهل السنن من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عبد الله بن عمرو بن العاص أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم وفي يد ابنتها مسكتان من ذهب أتدرون ما المسكتان ؟ السواران والغليظتان المتينتان فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أتؤدين زكاة هذا قالت لا ، قال أيسرك أن يسورك الله بهما سوارين من نار فخلعتهما وألقتهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت : هما لله ورسوله وهذا الحديث قال الحافظ ابن حجر في بلوغ المرام : "إن إسناده قوي " وقال شيخنا عبد العزيز بن باز : " أنه صحيح " وشاهده ما أشرنا إليه في الحديث الأول حديث أبي هريرة : ما من صاحب ذهب ولا فضة وقد أخرجه مسلم وفي هذا دليل على وجوب الزكاة في حلي المرأة لكن إذا بلغ النصاب وهو خمسة وثمانون غراماً أو إحدى وتسعون غراماً على حسب ما في الذهب من الخليط وحديث عمروا بن شعيب الذي أشرت إليه أعله بعض الناس بعلتين علة في السند وعلة في المتن لكنهما علتان عليلتان أما العلة الأولى في السند فقالوا إن هذا السند عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده سند ضعيف ولكن هذا القول بعيد عن الصحة ولم يقل أحد أنه ضعيف إلا من ليس من أهل الشأن في الحديث ولهذا ذكر النووي رحمه الله في مقدمة شرح المهذب أن أهل الحديث صححوا هذا السند قال: "وهم أهل الشأن وهم أدرى بذلك من غيرهم " وقال البخاري رحمه الله : " رأيت أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وإسحاق بن راهويه وأبا عبيد وعامة أصحابنا يحتجون بحديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ولم يتركه أحد من المسلمين ، فمن الناس بعد هؤلاء ؟! وقال ابن القيم في زاد المعاد: " إن الأئمة الأربعة احتجوا بحديثه في مسألة المنكوحة إذا تزوجت ولها أبناء من الزوج الأول أو بنات فإنها إذا نكحت زوجاً آخر زالت حضانتها عن أولادها " فالسند هذا من أصح الأسانيد حتى قال اسحاق بن راهوية : إذا صح السند إلى عمرو بن شعيب فهو كحديث مالك عن نافع عن ابن عمر وهذا السند يسمى عند المحدثين سلسلة الذهب لأنه أقوى ما يكون في الإسناد في ثقة الرواة وفي الاتصال فإذا كان هذا شأن هذا السند فكيف يعلل بأنه ضعيف وأئمة أهل الحديث يصححونه يحتجون به وأما علة المتن فقال بعضهم كيف يتوعد النبي صلى الله عليه وسلم هذه المرأة بهذا الوعيد الشديد دون أن يخبرها بوجوب الزكاة ونحن نعلم أن من هدي الرسول عليه الصلاة والسلام الرفق في الدعوة إلى الحق فكيف يتوعد هذه المرأة وهي لم تعلم والجوا على ذلك أنه لما كان من المعلوم عندهم أن الزكاة واجبة في الذهب كان ترك التزكية عن هذا الحلي موجب للعقوبة وكان تهديدها بذلك موافقاً للحكمة وهذا نظير ما ثبت في الصحيح من أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً وفي وعليه خاتم من ذهب فنزعه النبي صلى الله عليه وسلم أي نزع خاتم الذهب من يد الرجل ورمى به وقال : يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيضعها في يده ثم انصرف النبي صلى الله عليه وسلم فقيل للرجل خذ خاتمك قال : والله لا آخذ خاتماً طرحه النبي صلى الله عليه وسلم ، الشاهد من هذا أن الرسول صلى الله عليه وسلم نزع الخاتم من يد الرجل وقال: يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيضعها في يده لأنه كان من المعلوم عندهم أن الذهب حرام على الرجال ، وبهذا سقطت العلة في المتن وإذا تبين سقوط العلتين علة السند وعلة المتن ولم يوجد لهذا الحديث معارض مقاوم صار الحديث سالماً من المعارض المقاوم وصار الأخذ به عين الصواب .

Webiste