تم نسخ النصتم نسخ العنوان
بيان كيفية أذية المؤمنين والمؤمنات . - ابن عثيمينالشيخ : من أذية المؤمنين، من أذية المؤمنين أن يُسمع المؤمنين ما يؤثّر عليهم من شتم أو سبّ أو قدح أو ما أشبه ذلك، بل من أذية المؤمنين أن يتخطّ رقابهم في ...
العالم
طريقة البحث
بيان كيفية أذية المؤمنين والمؤمنات .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : من أذية المؤمنين، من أذية المؤمنين أن يُسمع المؤمنين ما يؤثّر عليهم من شتم أو سبّ أو قدح أو ما أشبه ذلك، بل من أذية المؤمنين أن يتخطّ رقابهم في أوقات الصلاة يوم الجمعة أو غير يوم الجمعة ولهذا رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم رجلاً يمشي في الصفوف يوم الجمعة والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب فقال له: اجلس فقد آذيت ومن ذلك أيضاً من أذية المؤمنين أن يأتي إلى مجتمع المسلمين في رائحة كريهة تؤذي الناس مثل أكل البصل والثوم وغيرهما من ذوات الروائح الكريهة فإن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: من أكل بصلاً أو ثوماً فلا يقربن مساجدنا فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه الإنسان فبين الرسول عليه الصلاة والسلام أن في ذلك أذية ولا شك أن في ذلك أذية، فإن كثيراً من الناس إذا قام بجنبه من أكل شيئاً من هذه المؤذيات لا يستطيع أن يؤدي الصلاة على الوجه المطلوب فيكون في ذلك أذية، باكتساب المؤمن ولا بغير اكتسابه؟
الطالب : بغير اكتسابه

الشيخ : بغير اكتسابه، المؤذى لم يفعل شيئاً يستحق أن يؤذى عليه فالمهم أن أذية المؤمنين لا شك أنها محرمة ولهذا كان الصحابة إذا رأوا أحداً أكل بصلاً أو ثوماً في المسجد أخرجوه من المسجد وطردوه إلى البقيع كل هذا ليبتعد عن أذية الناس، ومن أذية المسلمين أن يضع في طرقاتهم ما يؤذيهم من قشور البرتقال أو قشور الموز أو قطع الزجاج أو الثياب البالية أو الأحجار أو المسامير أو المياه أو غير ذلك قال النبي عليه الصلاة والسلام: تميط الأذى عن الطريق صدقة فجعله أذىً فالأذى أنواعه كثيرة ومن الأذية العظيمة أن ينسب إلى الشخص ما لم يقله ولا سيما إذا نسب إليه قولاً شرعياً بأن يقول قال العالم الفلاني كذا وكذا وهو لم يقله فإن هذا من افتراء الكذب العظيم لأنه ليس كذبا على العالم فقط بل هو كذب حتى على الشريعة التي يحملها هذا العالم ولذلك نقول إذا كان الكذب على الرسول عليه الصلاة والسلام ليس ككذب على أحدنا بل من كذب عليه متعمّدا فليتبوّأ مقعده من النار، فالكذب على العلماء ليس كالكذب على العامّة لأن لو قلت قال العامي كذا وكذا في حكم مسألة شرعية فهذا إن كنت كاذباً فعليك إثم الكذب لكن ليس كما إذا قلت قال العالم الفلاني كذا وكذا لأن الناس سوف يأخذون بما نسبت إلى العالم على أنه قول عالم يقتدى به لكن العامي ما يهمه سواء نسبت إليه القول أم لم تنسب ولذلك يجب أن نحذر من أن ننسب إلى العلماء شيئاً ينقل عنهم إلا إذا تأكدنا هذا حتى لا نعتدي على مقامهم وحتى لا نضل الناس بسبب هذا النقل، لأن الناس إذا قلت قال العالم الفلاني وهم يثقون به أخذوا قولك على القبول وجعلوا ذلك حجّة وهذا خطره عظيم، ومن أذية المؤمنين التحريش بين المؤمنين أن يحرّش بينهم ويلقي العداوة بينهم إمّا بالنّميمة أو بغير ذلك من أسباب التفرّق ولهذا نرى أنّ ما يتناقله بعض الناس وينقلونه أو يقولونه في بعضهم نرى أنه فتنة عظيمة ومحنة كبيرة وأنها سبب لقتل هذه الصحوة المباركة التي كانت ولله الحمد في عصرنا الحاضر، فإنه إذا حرّش بين العلماء وضربت أقوال بعضهم ببعض نقص قدر الجميع، ينقص قدر هذا وهذا ولا يوثق بقول أحد منهم وهذا خطر عظيم يعني إذا لم يثق الناس بعلمائهم ولم ينصاعوا لقول أمرائهم كيف تكون الحال؟ أسألكم؟ إذا لم يثقوا بقول علمائهم ولم ينصاعوا لأمر أمرائهم أصبحت الدنيا كلها فوضى في الشرع والنظام، الشرع لا يقبلون من علماء تتضارب أقوالهم أو يسب بعضهم أو يشتم بعضهم ولا ينصاعون لأوامر ولاة الأمور، إذن أصبح الناس فوضى وهذا خطره عظيم ولهذا نجد الفقهاء من هذه الأمة وهم الصحابة رضي الله عنهم يحرصون غاية الحرص على البعد عن المخالفة والاختلاف حتى أنّ أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه وكانت مدّة خلافته نحو اثنتي عشرة سنة كان يحج بالنّاس كما هي العادة فيما سبق أن الخلفاء هم أمراء الحجيج كان يحج بالناس وكان في أول خلافته يصلي في منى ركعتين بقي على ذلك نحو ست سنوات أو ثمان سنوات يصلي ركعتين كما كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأبو بكر وعمر يصلون في منى ركعتين ثم صار يصلي أربعاً، في الأول يقصر وفي الأخير يتم فذكر ذلك لعبد الله بن مسعود رضي الله عنه فقال: " إنا لله وإنا إليه راجعون " رأى أن مخالفة عثمان رضي الله عنه لما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر رأى أن ذلك مصيبة تستحق أن يسترجع الإنسان عليها ومع ذلك كان يصلي خلف عثمان ويصلي أربعاً وهو يرى أنّ ذلك مصيبة فقيل له " يا أبا عبد الرحمن كيف؟ فقال: الخلاف شر " الخلاف شر كيف الصحابة رضي الله عنهم يوافقون على شيء يرونه منكراً في رأيهم ولكن لأجل أن لا يقع الخلاف مع أنه يوجد الآن أناسا نسأل الله العافية ينتسبون إلى الخير ويوقدون نار الفتنة بين العلماء وطلبة العلم والدعاة بل وعامة الناس وهذا من أكبر الجناية والإيذاء للمؤمنين فعلى من ابتلي بهذا الأمر عليه أن يتوب إلى الله وأن يرجع إلى ربه وأن يتأمّل النتائج العظيمة السيئة التي تترتّب على هذا ونحن لا نقول إن أحداً لا يخطئ كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ما من إنسان إلا وله خطأ.

Webiste