الشيخ : هل يجوز أن نقضي دين الميت من الزكاة؟ إنسان مات وعليه عشرة آلاف ريال ولم يخلف درهما واحدا. ما خلف شيء. هل نقضي عنه؟ لا. لا نقضي عنه. مات الرجل عندنا أحياء محتاجون للزكاة غارم حي وجهه منكسر نعم قلبه منكسر ووجهه خجل من الذين يطلبون لكن ميت مات انتهى ما يلحقه خجل ولا شيء. ولا يمكن نقضي عنه. الدليل إذا قال قائل : ألستم تقولون إنه لا يشترك تمليك الغارم قلنا لا ما نقول نعم نقول بلى. لا الفرق بين بلى وبين نعم : يذكر عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى : ألستم بربكم قال بلى قال ابن عباس : " لو قالوا نعم كفروا ". شوف الفرق ألستم بربكم لو قالوا نعم كفروا لأن معنى نعم يعني لست بربنا لكن بلى يعني أنت ربنا.
طيب الآن نقول لكم : الميت قلنا لا يقضى دينه من الزكاة. ألسنا قلنا إنه لا يشترط تمليك الغارم؟ بلى. طيب. إذا كان كذلك لماذا لا نقضي على الميت نقول عندنا دليل من السنة. كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قدم له ميت وعليه دين لا وفاء له لم يصل عليه. قال : صلوا على صاحبكم . لا يصلي عليه الرسول عليه الصلاة والسلام لأنه مدين عليه دين لا وفاء له. ولم يقض دين أحد من الزكاة أبدا. لكن لما فتح الله عليه فتوحات وكثر عنده الفيء صار إذا مات أحد عليه دين قال : أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم صلى الله عليه وسلم أنا أولى بالمؤمين من أنفسهم من ترك مالا فلورثته ومن ترك دينا فإلي وعلي يقضيه بنفسه ولو كان قضاء الدين من الزكاة جائزا قضاء الدين للميت من الزكاة جائؤا لقضاه الرسول عليه الصلاة والسلام وصلى على المدينين. واضح؟
وقد حكى بعض العلماء إجماع العلماء على أن قضاء دين الميت لا يجزئ من الزكاة. لكن نقل الإجماع فيه نظر لكن فيه خلاف لا شك لكن الخلاف ضعيف. ثم نقول : هذا الميت الذي مات وعليه دين ليبشر بالخير. إذا كان أخذ أموال الناس يريد أداءها ايش؟ أدى الله عنه. كما قال النبي عليه الصلاة والسلام : من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله إليه . إما في الدنيا وإما في الآخرة وهذه بشرى للمؤمن إذا أحسن النية في التعامل مع الناس واستدان من الناس بنية الوفاء ثم قدر أن خسر ولم يوف فإن الله تعالى يؤد عنه. من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله .