الشيخ : ثم إن المعتكف يلزم المسجد لا يخرج إلا لشيء لا بد منه إما شرعا وإما حسا وعادة.
فالذي لا بد منه شرعا أن يخرج للوضوء أو يخرج للاغتسال من الجنابة أو يخرج للاغتسال يوم الجمعة لأن الاغتسال يوم الجمعة واجب والذي لا بد منه حسا وعادة أن يخرج للأكل والشرب إذا لم يكن له من يأتي بهما أو لقضاء الحاجة من بول وغائط أو يكون هاج به الدم واحتاج إلى الخروج للمستشفى أو ما أشبه ذلك طيب.
وهل يخرج ليعود مريض من أقاربه يعني لو قدر أن له مريضا من الأقارب واعتكف فهل يخرج؟ يقول العلماء لا يخرج إلا إذا اشترط عند دخول الاعتكاف أنه يعود مريضه أو يشيع جنازته لو مات. وهل يصح أن يقول : عند اعتكافه ولي أن أخرج إلى دكاني لأبيع وأشتري في أول الليل.
استمع يا ولد له ذلك أو لا؟ هو اشترط أن يخرج إلى دكانه ليبيع ويشتري في أول الليل فقط له ذلك؟ لا. لأن هذا ينافي الاعتكاف هذا عمل دنيوي محض ينافي الاعتكاف فلا يصح شرطه. طيب لو كان حديث عهد بعرس شاب تو متزوج اعتكف واشترط أـن يخرج كل ليلة للاستمتاع بأهله يصح وإلا ما يصح؟ الرجل شاب وزواجه حديث ومحتاج إلى أهله. واشترط قال : لي على أن أذهب إلى أهلي كل ليلة للاستمتاع بها.
الجواب : يصلح هذا الشرط وإلا لا يصلح؟ لا يصلح لأنه ينافي الاعتكاف. لكن لو سألنا هذا الرجل قال إنه رجل شاب وذو شهوة وحديث عهد بعرس هل الأفضل أن يبقى مع أهله أو الأفضل أن يعتكف؟ الأول أفضل أن يبقى مع أهله أفضل من أن يعتكف لأن النكاح مع الشهوة أفضل من نوافل العبادة وهذه من نعمة الله عز وجل. ولهذا لما حدث الرسول قال : في بعض أحدكم صدقة قال : يا رسول الله كيف يكون صدقة وهو أتى شهوته ؟ قال : أرأيتم لو وضعها في الحرام أكان عليه وزر؟ فكذلك لو وضعها في الحلال كان له أجر .