الشيخ : يبدو أن هذه المرأة وفقها الله وزادها خيرا تحاول أن تحتجب الحجاب الشرعي المتضمن لتغطية الوجه وجميع ما تحصل به الفتنة .
وعلى هذا فإني أقول لها : إذا عزمت على هذا الأمر وصدقت الله عز وجل واتقت الله فإن الله سيجعل لها من أمرها يسرا ، وسيكف عنها أعداءها : { إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا } ولكن ينبغي أن تؤتى البيوت من أبوابها ، فينبغي أن تتصل بنساء مثلها غيرها في الغيرة والحرص على الحجاب الشرعي حتى يخرجن متحجبات حجابا شرعيا ، ومن المعلوم أنه إذا حصلت الكثرة فإن الكثرة كما يقولون تغلب الشجاعة ، إذا حصلت كثرة بين النساء في لزوم الحجاب الشرعي فإن ذلك يهون ويسهل .
كما أن على أهل القرية من الوعاظ والدعاة إلى الله عز وجل وخطباء المساجد أن يبينوا للناس الحق في هذا الأمر وأن لا يخضعوا للعادات التي تخالف الشرع .
ومن المعلوم أن بعض أهل العلم السابقين يرون جواز كشف المرأة وجهها وكفيها ، ولكن هذا القول ضعيف ، ثم إن العمل به في هذه الأزمان يؤدي إلى ما هو أعظم من توسع النساء في هذا اللباس كما هو في الواقع ، فإن البلاد الإسلامية التي أفتى علماؤها بجواز كشف الوجه واليدين أصبح النساء فيها لا يكشفن الوجه واليدين فحسب بل يكشفن الوجه والرأس والرقبة واليدين والذارعين والقدمين ، وتوسع النساء في هذا ، فالذي ينبغي للإنسان العالم أن يكون حكيما فيما يصدر عنه من الأحكام الشرعية وأن يتلافى كل ما فيه الخطر.
وخلاصة ما أقول : أن تعزم هذه الأخت على الحجاب الشرعي وأن تدعو من يسر الله لها من النساء ، فإذا خرجن إلى السوق على هذا الوجه فإن ذلك سيكون له أثر كبير مع ما ينضم إليه ذلك من كلام الدعاة والوعاظ والخطباء.
السائل : بارك الله فيكم يا فضيلة الشيخ ، وأيضا المسلم يا فضيلة الشيخ مطلوب منه أن يعتز بإسلامه ، فهذه المرأة تقول : هذه من العادات ، فتوجيهكم ؟
الشيخ : يعني توجيهنا لهذا أنها تقول من العادات أنها لا تقر بأن هذا مقتضى الشرع بل هو عادة ، والإنسان ينبغي له أن يدع العادات المخالفة للشرع ، وكما أشرت إليه أن بعض العلماء رحمهم الله أجازوا كشف الوجه والكفين ، ولكن المسألة لم تقتصر على هذا توسع النساء في ذلك ، والشيء المباح إذا كان ذريعة إلى محرم صار محرما.
السائل : بارك الله فيكم.