الشيخ : بسم الله الرحمان الرحيم، الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلّم على نبيّنا محمد وعلى ءاله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أشكر الله سبحانه وتعالى أن جعل هذا البرنامج "نور على الدرب" نافعا لعباد الله وهذا ما نريده وتُريده الحكومة السعودية وفّقها الله عز وجل وقد سمعنا الثناء عليه من عدّة أناس ممن هم في البلاد وخارج البلاد ثم إني أهنئ هذه الأخت السائلة التي مَنّ الله عليها بالاهتداء في ارتداء الحجاب الشرعي الذي منه تغطية الوجه بل هو أهمّه.
وأما ما يحصل لها من الأذية من قومها وقولهم إن هذا جنون فلا تتعجّب من هذا فقد قيل عن الرسل عليهم الصلاة والسلام مثل هذا وأشَدّ قال الله عز وجل: { كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ } فلتصبر ولتحتسب ولتعلم أن كل شيء أصابها بسبب تمسّكها في دين الله فإن ذلك رفعة في درجاتها وخير لها في الدنيا والأخرة ولا تكن كمن قال الله فيهم: { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالأخِرَةَ } .
أما أولئك القوم الذين ينهون عن المعروف فما أعظم خسارتهم وهم محادّون لله ورسوله لأن كل من نهى عما أمر الله به ورسوله فهو محاد لله ورسوله وأما قولهم إن هذا الحجاب خاص بزوجات النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلّم فنقول: إذا كانت نساء النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلّم مأمورات بالحجاب وهن أشَدّ النساء عفّة وأبعدهن عن الفتنة فمن دونهن من باب أولى وعلى هذا فالاستدلال بذلك صحيح على أننا لا نسلّم أن هذا خاص بزوجات النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلّم وإنما حجاب نساء النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلّم حجاب خاص ليس هذا الذي نتكلّم عنه. نعم.
السائل : أحسن الله إليكم.