الشيخ : أعجب لقوم يحبون السنة وينتصرون لها ثم إذا خالفهم إنسان في مسألة من مسائل الدين التي يسوغ فيها الاجتهاد عادوه ورموه بالبدعة وشنعوا عليه مع ان المسألة تجدها من مسائل الدين الخفيفة يعني ليست في أصول الدين ولا في أركان الدين مسألة خفيفة يبغض عليها ويعادي عليها ويشنع لماذا ؟ لقد قال الله تبارك وتعالى للرسول عليه الصلاة والسلام : إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لستم منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله وقال الله تعالى : شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى ايش؟ أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه وقال تعالى : ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم الصحابة رضي الله عنهم يختلفون في مسائل كبيرة لكن لا يتعادون لا يتباغضون لا يشنع بعضهم على بعض وأضرب لكم مثلا واضحا لما رجع النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة الأحزاب وكانت غزوة الأحزاب أن قريشا ومن مالأهم من العرب اجتمعوا في نحو عشرة آلاف رجل عشرة آلاف مقاتل وجاءوا إلى المدينة يقاتلون النبي عليه الصلاة والسلام وكان الأمر كما وصف الله إذ جاؤوكم من فوقكم ايش؟ ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا بنو قريظة نقضوا العهد وبنو قريظة إحدى قبائل اليهود الثلاث والثانية
الطالب : بنو قينقاع

الشيخ : بنو قينقاع والثالثة
الطالب : بنو النضير

الشيخ : بنو النضير كل القبائل هذه جاءت إلى المدينة حين علمت في التوراة أن نبيا سيبعث ويكون مهاجره المدينة فاجتمعوا في المدينة ولما هاجر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عاهدوه ولكنهم نقضوا العهد وكان آخرهم بنو قريظة نقضوا العهد ومالأوا الأحزاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رجع النبي عليه الصلاة والسلام من الأحزاب ظن أن الأمر قد انتهى فنزع لامته فأتاه جبريل وقال له : اخرج إلى هؤلاء الذين نقضوا العهد من هم ؟ من هم يا إخوانا
الطالب : بنو قريظة

الشيخ : بنو قريظة اخرج إليهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه : اخرجوا إليهم لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة حثهم على المبادرة فخرجوا في أثناء الطريق دخل وقت العصر فانقسموا قسمين قسم قالوا نصلي العصر في وقتها والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إنما أمرنا ألا نصلي إلا في بني قريظة من أجل المبادرة الى الخروج وقسم قالوا لا لعل النبي صلى الله عليه وسلم أوحي إليه ألا صلاة إلا في بني قريظة فلا نصلي إلا في بني قريظة اختلفوا في إيش ؟
الطالب : في الصلاة

الشيخ : والصلاة ركن منين ؟ من أركان الإسلام والصلاة التي اختلفوا فيها هي أفضل الصلوات ما هي ؟ صلاة العصر الصلاة الوسطى أحدهم صلاها في الوقت والآخر صلاها بعد الوقت اختلفوا هذا الاختلاف العظيم في أصل من أصول الإسلام ولما رجعوا إلى الرسول عليه الصلاة والسلام لم يعنف واحدا منهم ما قال للذين صلوا قبل أن يصلوا إلى بني قريظة في الوقت ما قال أخطأتم ولا قال للآخرين أخطأتم لأن الدليل محتمل لأن الدليل محتمل وإذا كان الدليل محتملا فإنه لا يجوز لنا أن نضلل من خالفنا فيه لأنه اتقى الله ما استطاع هل الصحابة بعد هذه القصة وقع بينهم عداوة واختلاف في القلوب ؟ أبدا والله الآن إخواننا الذين ينتسبون إلى السنة ويحرصون عليها إذا اختلفوا فيما دون ذلك ضلل بعضهم بعضا وعادى بعضهم بعضا وكأنه خرم فرضا من فروض الإسلام اختلف الناس مثلا إذا سجدت هل تقدم الركبتين أو اليدين ؟ فيه خلاف إذا جاء شخص يقول أنا أرى أن يقدم اليدين فرأى شخصا قدم الركبتين عاداه وقال هذا من ذوي الركب وأنكر عليه والمسألة إيش هي ؟ المسألة اختلاف في سنة والقول الراجح الذي تدل عليه الأدلة أنه يبدأ بالركعتين قبل اليدين إلا اذا كان هناك عذر فالعذر لا يكلف الله نفسا إلا وسعها
فأقول يا إخواني الواجب على الشباب خاصة وعلى الإخوة طلاب العلم أيضا الواجب أن يتحدوا وأن يتفقوا وألا تختلف قلوبهم لاختلاف في رأي يسوغ فيه الاجتهاد نعم.