الشيخ : ولهذا لما كانت صلاة منفردة فريدة. امتنع أن تجمع إليها العصر يعني مثلا لو جاء مطر كثير يشق على الناس أن يخرجوا من بيوتهم للصلاة. وقالوا نجمع العصر مع الجمعة. فهذا لا يجوز. لا يجوز. وكذلك لو كان الإنسان مسافرا وصلى الجمعة وهو يريد أن يواصل السفر فلا يجمع العصر إليها ، لأنها صلاة منفردة ليس لها نظير. دل على ذلك السنة والأصل. دل على ذلك السنة والأصل. ما هي السنة؟ استمع قال عبد الله بن مسعود ابن عباس قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما : جمع النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء من غير خوف ولا مطر . وهل ذكر الجمعة؟ مع أن المطر الذي يأتي في الظهر في غير الجمعة يأتي في الجمعة. الذي يأتي في يوم الخميس والأربعاء والأحد والسبت يأتي في الجمعة. ولم يجمع النبي عليه الصلاة والسلام بينها وبين العصر. هذه دلالة السنة. الأصل؟ الأصل أن كل عبادة تفعل في الوقت الذي حدده الشرع. والعصر لها وقت محدد معين. فالأصل فعلها في الوقت وتقديمها على وقتها لا يجوز إلا بإذن من الشارع. ولم يأذن الشارع أن نصلي العصر مع الجمعة. وقد حُصرت الفروق بين الجمعة والظهر فبلغت أكثر من ثلاثين موضعا. الفروق بينهما. ومن ثم لو قال قائل :نقيس جمع العصر إلى الجمعة بجمع العصر للظهر. قلنا : يمتنع القياس لأن من شرط القياس تساوي الأصل والفرع. ومع هذه الفروق العظيمة لا يمكن أن يلحق الفرع بالأصل.