تم نسخ النصتم نسخ العنوان
ما حكم ترك صلاة الفجر في المسجد ؟ وهل يأثم إ... - ابن عثيمينالسائل : ما حكم من ترك صلاة الفجر جماعة في المسجد ؟ وهل يأثم إذا استمر في الصلاة في البيت ولم يحضر المسجد قط خاصة في صلاة الفجر؟الشيخ : الحمد لله رب الع...
العالم
طريقة البحث
ما حكم ترك صلاة الفجر في المسجد ؟ وهل يأثم إذا استمر على تركها ؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : ما حكم من ترك صلاة الفجر جماعة في المسجد ؟ وهل يأثم إذا استمر في الصلاة في البيت ولم يحضر المسجد قط خاصة في صلاة الفجر؟

الشيخ : الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين :
اتفق أهل العلم رحمهم الله على أن صلاة الجماعة من أفضل العبادات وأجل الطاعات وأن من تهاون بها أو تركها فإنه محروم غاية الحرمان من الأجر الذي رتبه النبي صلى الله عليه وسلم على صلاة الجماعة ، فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم : أن صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة .
والصلاة مع الجماعة واجبة يأثم الإنسان بتركها ، ويدل على وجوبها كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم :
أما كتاب الله فإن الله سبحانه وتعالى أمر نبيه صلى الله عليه وسلم إن كان مع أصحابه في غزاة أن يقيم بهم الصلاة بل أمر أصحابه أيضا أن يقوموا معه فقال : وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وهذه الآية تدل على وجوب صلاة الجماعة لقوله تعالى : فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وعلى أنها فرض عين وليست فرض كفاية لقوله : وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ ولو كانت فرض كفاية لاكتفي بالطائفة الأولى .
وتدل على الوجوب أيضا من جهة أن هذه الصلاة على هذا الوجه يختل به ترتيب الصلاة ومتابعة الإمام ، فإن صلاة الخوف وردت على وجوه متنوعة كلها يكون فيها مخالفة للقواعد العامة في الصلاة مما يدل على تأكد صلاة الجماعة ولو اختلت بها هذه القواعد العامة .
أما السنة فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ، ثم آمر رجلاً فيصلي بالناس ثم انطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار ولا يهم النبي صلى الله عليه وسلم بهذه العقوبة إلا لتأكد من صلاة الجماعة .
وأما قول بعضهم : هم ولم يفعل ، فإن هذا لو ذهبنا إليه لم يكن للحديث معنى ولكان لغوا من القول ، لأنه لولا أن النبي عليه الصلاة والسلام أراد أن يحذر أمته من التخلف عن الجماعة ما ساق القول بهذا السياق .
ثم إنه أيضا ثبت عنه أن رجلا سأله ليعذره أو ليرخص له في ترك الجماعة لأنه رجل كان أعمى فأذن له فلما ولى قال له : هل تسمع النداء؟ قال : نعم ، قال : فأجب ولو كانت الجماعة غير واجبة لم يلزم بها النبي صلى الله عليه وسلم هذا الرجل الأعمى .
وقد جاء في الحديث أيضا أن : من سمع النداء فلم يجب فلا صلاة له إلا من عذر .
ولهذا ذهب بعض العلماء ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية إلى أن صلاة الجماعة شرط لصحة الصلاة ، وأن من صلى منفردا بلا عذر فلا صلاة له كمن صلى بغير وضوء .
فالواجب على المسلم أن يقوم بهذه الفريضة وأن يصلي مع الجماعة الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء وأن لا يتخلف عنها .
وكون هذا الرجل كما في السؤال يتخلف عن صلاة الفجر وعن كثير من الصلوات ننصحه بأن يتقي الله في نفسه وأن يدع هذا الكسل ، وإذا عود نفسه القوة والنشاط والحزم ظفر بمطلوبه وزال عنه الكسل وصار حضوره للجماعة كأنما فطر عليه ، وصار فقده للجماعة يضيق صدره ويقلق راحته ، هذا هو المؤمن حقا ، فنسأل الله لنا ولأخينا هذا وغيره الهداية والتوفيق.

السائل : اللهم آمين بارك الله فيكم.

Webiste