معنى قوله تعالى :" الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم " .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : يبين الله تعالى في هذه السورة أن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل الله أعمالهم أذهبها سدى وضياعاً والذين كفروا بماذا؟ كفروا بما يجب الإيمان به كفروا بالله، كفروا برسله، كفروا بكتبه، كفروا بملائكته، كفروا باليوم الآخر، كفروا بالقدر، إذا كفروا بأي واحد من هذه الأركان الستة فهم كفار كفار حتى لو آمنوا بالبعض وكفروا بالبعض فهم كفار قال الله تعالى أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض وقال تعالى: إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتّخذوا بين ذلك سبيلاً أولئك هم الكافرون حقاً وأعتدنا للكافرين عذاباً مهيناً فالإيمان كلٌّ لا يتجزّأ من كفر بشيء منه فقد كفر به جميعاً فيكون قوله تعالى: الذين كفروا أي كفروا بما يجب الإيمان به من الأركان الستة التي بينها النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل هؤلاء الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله صدوا أي أعرضوا أو صرفوا أي أعرضوا أو صرفوا إذا فسرناها بأعرضوا صار الفعل لازماً وإذا فسرناها بصرفوا صار الفعل متعدياً فعلى الأول يكون المعنى أنهم هم أعرضوا عن سبيل الله وعلى الثاني يكونون صرفوا عباد الله عن سبيل الله وهل يمكن أن نحمل الآية على المعنيين جميعاً؟ أجيبوا يا جماعة! نعم.
الطالب : نعم.
الشيخ : نعم، يمكن لأن من قواعد التفسير أن الآية إذا تضمنت معنيين لا ينافي أحدهما الآخر وجب أن تحمل على المعنيين جميعاً لأن ذلك أعم وأشمل وأبرأ للذّمّة وأحوط وعلى هذا فيكون هؤلاء الكفار قد أعرضوا بأنفسهم عن سبيل الله وقد صرفوا عباد الله عن سبيل الله هؤلاء أضل الله أعمالهم مهما ظنوا أنهم على صواب فإنهم على خطأ وهم أخسر الناس أعمالاً كما قال تعالى: قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت فلا نقيم لهم يوم القيامة وزناً ذلك جزاؤهم جهنّم بما كفروا واتخذوا آياتي ورسلي هزواً .
الطالب : نعم.
الشيخ : نعم، يمكن لأن من قواعد التفسير أن الآية إذا تضمنت معنيين لا ينافي أحدهما الآخر وجب أن تحمل على المعنيين جميعاً لأن ذلك أعم وأشمل وأبرأ للذّمّة وأحوط وعلى هذا فيكون هؤلاء الكفار قد أعرضوا بأنفسهم عن سبيل الله وقد صرفوا عباد الله عن سبيل الله هؤلاء أضل الله أعمالهم مهما ظنوا أنهم على صواب فإنهم على خطأ وهم أخسر الناس أعمالاً كما قال تعالى: قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت فلا نقيم لهم يوم القيامة وزناً ذلك جزاؤهم جهنّم بما كفروا واتخذوا آياتي ورسلي هزواً .
الفتاوى المشابهة
- حكم من لم يكفر الكافر أو شك في كفره - ابن باز
- نقل بعض الحاضرين لنقول فيها نقل الإجماع على كف... - الالباني
- بيان نوعي الكفر ، الكفر الاعتقادي والكفر العملي - الالباني
- ما معنى وحكم كُفْر النِّعَم؟ - ابن باز
- كيف نوجه قوله تعالى في سورة آل عمران :" ولله... - ابن عثيمين
- الفرق بين الكفر وكفر؟ - الفوزان
- ما صحة حديث ( من كفر مسلما فقد كفر ) ؟ - ابن عثيمين
- تقسيم شيخ الإسلام الكفر إلى كفر عملي وكفر اعتق... - الالباني
- متى يكفر تارك الصلاة يا جماعة ؟ أبصلاة واحدة أ... - الالباني
- بيان أن الكفر كفران . - الالباني
- معنى قوله تعالى :" الذين كفروا وصدوا عن سبيل... - ابن عثيمين