الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم، أولاً هذا السؤال كما سمعنا جميعاً يدل على أن الزوجة الأولى غضبت حين تزوج عليها زوجها زوجة أخرى أليس كذلك؟
الطالب : بلى.
الشيخ : وهل من حق المرأة أن تغضب إذا تزوج عليها زوجها امرأة أخرى؟ الجواب لا، لكن الغيرة تحمل المرأة على ذلك ويحصل لها ما لا يمكن دفعه غيرة طبيعية فنقول ينبغي للإنسان أن يغلب الجانب العقل على جانب الغيرة والعاطفة فننصح هذه المرأة أن تعود إلى التفكير وتعلم أن تزوج الرجل بزوجة أحرى لا لوم عليه فيه فإن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج تسع نسوة، تزوج أكثر ولكن مات عن تسع نسوة والله عزّ وجلّ في كتابه قال: { فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع } ولتوطّن نفسها على هذا الأمر لكن مع الأسف أن النهاية كما في السؤال اختارت هي الطلاق والفراق وبقي الأمر في أولاد الزوجة الأولى هل يصلون إخوانهم من الزوجة الثانية وهل يصلون الزوجة الثانية؟ والجواب عن ذلك أن نقول: أما صلتهم لإخوانهم من الزوجة الثانية فإنها لا شك من صلة الرحم وصلة الرحم من أفضل الأعمال المقربة إلى الله عزّ وجلّ وقطيعة الرحم من أكره الأعمال وهي من كبائر الذّنوب، أما بالنسبة لصلة زوجة أبيهم فزوجة أبيهم ليس بينهم وبينها علاقة من حيث الرحم لأنها بنت الناس لكن لما كان أبوهم يودّها فإنّ صلتها من برّ أبيهم "فإن من بر الرجل لأبيه أن يصل أهل ودّ أبيه" وعلى هذا فصلتهم لزوجة أبيهم من بر أبيهم وبإمكانهم أن يفعلوا المطلوب من صلة الرحم لإخوانهم وصلة ود أبيهم لزوجة أبيهم من غير أن تشعر الأم بل يدارونها ولا يخبرونها بأنهم يذهبون إلى إخوانهم أو إلى زوجة أبيهم فيحصل بذلك المطلوب مع زوال المكروه، أما مسألة الدّعاء فليعلم أن الذي يجيب الدّعاء هو الله عزّ وجلّ والله سبحانه وتعالى لا يجيب دعاء من ظالم ودعوتها على أولادها إذا وصلوا رحمهم ظلم فلا يستجيبها الله عزّ وجلّ