تم نسخ النصتم نسخ العنوان
كلمة للشيخ عن الطواف في شدة الزحام وما يقع ف... - ابن عثيمينالشيخ : ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمّداً عبده ورسوله أما بعد: فقبل أن نتكلم على ما يشاء الله عز وجل أن نتك...
العالم
طريقة البحث
كلمة للشيخ عن الطواف في شدة الزحام وما يقع فيه من الأخطاء .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمّداً عبده ورسوله أما بعد: فقبل أن نتكلم على ما يشاء الله عز وجل أن نتكلم عليه مما سمعنا من تلاوة كتاب الله عزّ وجلّ فإننا نتكلم عما شاهدناه اليوم من كثرة الناس المعتمرين وكأن الناس في وسم حج، هؤلاء المعتمرون لا شك أنهم مأجورون ومثابون على نيتهم يرجون أن ينالوا أجر الحج كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: عمرة في رمضان تعدل حجة ولكننا رأينا مشاهد بعيدة عن المراد من النسك وعن المراد من العمرة وعن المراد من العبادة وجدنا أناساً معهم عائلاتهم الصغار يجرونهم وبعضهم يجر ولده الصغير كما يجر الخرفان للذبح غير مبالين بما ينالهم من مشقة وتعب ورأينا أناساً معهم النساء الفتيات والعجائز مع المشقة العظيمة ورأينا أناساً يطوفون بالبيت في الطابق الثاني مما يلي جانب المسعى يطوفون على عربيات وعلى غير عربيات، أحياناً يجعلون البيت عن يسارهم وأحيانا يجعلون البيت وراءهم وأحيانا يجعلون البيت أمامهم لأنهم مشغولون بالزحام العظيم الشديد لا يدرون ماذا يفعلون ولا ماذا يقولون أيذكرون الله أم يدافعون عن أنفسهم أيطوفون طوافاً مجزئاً أم يمشون على وجوههم لا يدرون، مثل هؤلاء الذين يطوفون مثل هذا الطواف لا يجعلون البيت عن يسارهم في كل طوافهم، طوافهم غير صحيح وعمرتهم غير صحيحة وسعيهم غير صحيح لأنه مبني على طواف غير صحيح ثم ما الذي أوجب لنا أن نذهب أو أن نأتي من بلادنا والإنسان في بلده مطمئن يصوم بهدوء ويقوم الليل بهدوء ويرجو رحمة ربه بهدوء ويرجو ليلة القدر بهدوء حتى يأتي إلى هذه المشقات العظيمة التي لو أوجبها الله على الناس لحاولوا أن يجدوا لهم مخرجاً من هذا الواجب لما في ذلك من المشقة العظيمة، وإن نصيحتي لإخواني المسلمين أقولها نصحاً لله ولإخواني أن هذه المشقة العظيمة التي تنالهم بهذه العمرة قد ينالهم من الوزر أكثر مما ينالهم من الأجر، مشقة عظيمة نحن ونحن أجانب من صبيانهم وفتياتهم المراهقات نحن نرق لهم وتنعصر قلوبنا لهم مما نجد ونشاهد من هذه المشاهد العظيمة فكيف يرضون لأنفسهم بهذا التعب العظيم الذي قد يؤزرون عليه أكثر مما يؤجرون ثم كما قلت لكم الطواف الذي يكون فيه الطائف جاعلاً البيت عن غير يساره طوافه غير صحيح، لأن العلماء يقولون من شرط الطواف أن يكون البيت عن يساره في جميع الأشواط هؤلاء والله لا يدرون هل يدافعون الناس هل يذكرون الله في طوافهم والطواف بالبيت وبالصفا والمروة إنما جعل لإقامة ذكر الله وهؤلاء لا يدرون كلٌ يحاول أن ينجو بنفسه ثم رأيتهم بعيني أحياناً يستدبرون البيت لأنهم يطلبون المكان الواسع حتى ينفذوا منه من بين الضيق وربما أحياناً يستقبلونه إذا واجهتهم الناس لفوا وواجهوا البيت وصاروا يمشون في طوافهم متجهين إلى الكعبة كل هذا يفسد الطواف ويجعل الطواف غير صحيح وإذا لم يصح الطواف لم يصح السعي وإذا لم يصح السعي لم تصح العمرة لأن العمرة إحرام وطواف وسعي وحلق أو تقصير، لذلك أكرر نصيحتي لإخواني أن عمرة لا تتأتى إلا بمثل هذا فالبقاء في البلاد أفضل لما يحصل فيه من الطمأنينة والصيام براحة والقيام براحة، ويجد الإنسان فيه قلبه من الإقبال على الله والإنابة إليه ما يجده في مثل هذه الأعمال.

Webiste