الشيخ : السنة الثانية: دخل النبي صلى الله عليه وآلهِ وسلم ذات يوم على أهله فقدموا له طعاماً وكان قد رأى البرمة على النار ، البرمة قدر من الخزف من الطين المشوي ، والقدر على البرمة معناه أن فيه لحم، فلما قدموا الطعام بغير لحم قال لهم ألم أر البرمة على النار ، قالوا يا رسول الله هذا لحم تصدق به على بريرة يعني وأنت لا تأكل الصدقة لأن الرسول عليه الصلاة والسلام محرم عليه أن يأكل الصدقة وآل البيت محرم عليهم أن يأكلوا الصدقة، استعمل النبي صلّى الله عليه وسلم عمه العباس بن عبد المطلب على الصدقة فلما رجع طلب منه أي من الرسول أن يعطيه منها قال إنما هي أوساخ الناس إنها لا تحل لآل محمد
ولهذا يحرم يحرم على من كان من آل الرسول أن يقبل الزكاة ولكن هل يموت جوعاً إذا كان من آل الرسول وليس عنده مال، هل يموت جوعاً أو يتكفف الناس يا فلان أعطني أم ماذا؟ قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " إذا لم يكن إذا لم يكن خمس فإنهم يأخذون يأخذون من الزكاة مقدار حاجتهم ولا يموتون جوعاً أو يتكفف الناس " وما قاله هو الصواب، لأنه إذا كانت الميتة تحل للإنسان عند الضرورة فهذه الزكاة الطيبة التي حرمت على آل الرسول لشرفهم ، إذا احتاجوا إليها ولم يجدوا منها بداً فإنها تحل لهم ولا بأس
طيب نرجع إلى الحديث قالوا يا رسول الله لحم تصدق به على بريرة قال هو عليها صدقة ولنا هدية هدية من من؟ من بريرة والهدية يقبلها الرسول عليه الصلاة والسلام، كان يقبل الهدية ويثيب عليها، واللحم الذي تصدق به على بريرة لما وصل إلى بريرة صار ملكاً لها من جملة أملاكها، فحل للرسول عليه الصلاة والسلام أن يأكل منه.