الشيخ : ولم يوقفها على الذرية وهذا من فقهه رحمه الله ورضي الله عنه وذلك لأن الوقف على الذرية مصلحته في نفس الإنسان أشد من أن يكون على خارج لكن ما يترتب عليه في المستقبل أعظم ضرراً مما إذا كان وقفاً على خارج الذرية كيف هذا؟ رجل له ثلاثة أولاد وقف عليهم بيتاً وقال هذا وقف عليهم وعلى ذريتهم البطن الأول كم؟ ثلاثة يسهل جدا أن يتقاسموه وأن يتصرفوا فيه وألا يحسد بعضهم بعضا فيأتي هؤلاء الثلاثة ويكون لكل واحد من الأولاد عشرة كم صاروا الآن؟ صاروا ثلاثين سوف يكون اختلاف النظر أكثر والنزاع أكثر هؤلاء الثلاثون صار لكل واحد عشرة كم صاروا؟ ثلاث مئة والثلاث مئة صار لكل واحد عشرة صاروا ثلاثة آلاف وكل واحد يجيب عشرة بطون نعم وهلم جرا هؤلاء كلما كثروا صاروا أهل قرية وكثر فيهم النزاع على هذا الوقف ولذا نجد الأوقاف على أناس معينين ربما يكون مآلها الدمار لأنها إذا اختلت لم يتفقوا على تعميرها وحينئذ يحصل النزاع والدمار ونرى أن يعدل الناس عن هذه النظرية التي كانوا عليها من زمان سابق وأن يقدم الإنسان لنفسه ما دام حياً لقول النبي صلى الله عليه وسلم: خير الصدقة أن تصدق وأنت صحيح شحيح تأمل البقاء وتخشى الفقر ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت لفلان كذا ولفلان كذا وقد كان لفلان .