السائل : يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ما أسفل الكعبين ففي النار . فهل نجزم على كل من أسبل ثوبه أنه في النار؟

الشيخ : الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
يجب أن نعلم قبل الإجابة على هذا السؤال أن نصوص الشارع إذا عُلق فيها الحكم على فعل شيء أو على ترك شيء فلا بد من شروط تبينها النصوص الأخرى.
- انتبه يا أخ -.
يعني مثلاً : يأتي في كلام الشارع في كلام الله أو كلام رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من فعل كذا فهو كافر مثلاً. من فعل كذا فهو آثم، من فعل كذا فهو معذب، فهل هذه النصوص المطلقة هي على إطلاقها؟
الجواب : لا. لا بد أن تكون مقيدة بالنصوص الأخرى، لأن الشرع واحد والمتكلم به واحد وهو الله عز وجل ومن أطلعه الله تعالى من رسله على أحكام شرعية. فإذا كان النبي عليه الصلاة والسلام يقول: ما أسفل من الكعبين ففي النار وصار رجل جاهل لم يعلم بهذا الوعيد قد أنزل ثوبه إلى أسفل من الكعبين فإنه لا يعاقب على ذلك لأنه جاهل، وقد قال الله تعالى : ربنا لا تؤاخذنا إن نيسينا أو أخطأنا فقال الله تعالى: قد فعلت ، وقال تعالى: وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم أفهتم يا جماعة ؟ كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم يأتي فيهما الحكم مطلق، يأتي فيهما الحكم على وجه الإطلاق. ولا يعني ذلك أن نغفل الشروط التي تجب مراعاتها بالنصوص الأخرى.
وعلى هذا فقوله : ما أسفل الكعبين ففي النار لو أن أحداً نزل ثوبه أو سرواله إلى أسفل من الكعبين وهو لا يدري أن ذلك حرام فإنه لا يعاقب بهذه العقوبة. نعم