تم نسخ النصتم نسخ العنوان
ما حكم إسبال الثوب وإذا كان الإنسان لا يقصد... - ابن عثيمينالسائل : ما حكم إسبال الثوب وإذا كان الإنسان لم يقصد به إظهار الكبر بل كان شيئاً عادياً فما رأيكم في ذلك وهل الصلاة فيه صحيحة أم لا لأنني سمعت بعض الناس...
العالم
طريقة البحث
ما حكم إسبال الثوب وإذا كان الإنسان لا يقصد به إظهار الكبر بل كان شيئاً عادياً فما رأيكم في ذلك وهل الصلاة فيه صحيحة أم لا لأنني سمعت بعض الناس يقول من صلى في ثوبٍ متعدي الكعبين فلا صلاة له أفيدونا وفقكم الله ؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : ما حكم إسبال الثوب وإذا كان الإنسان لم يقصد به إظهار الكبر بل كان شيئاً عادياً فما رأيكم في ذلك وهل الصلاة فيه صحيحة أم لا لأنني سمعت بعض الناس يقول من صلى في ثوبٍ متعدي الكعبين فلا صلاة له أفيدونا وفقكم الله؟

الشيخ : إسبال الثوب محرم إذا نزل أسفل من الكعبين ولكن إن كان الإنسان فعله خيلاء وجرّه على الأرض فإنه عقوبته عظيمة جدا فإن الله تعالى لا يكلمه ولا ينظر إليه يوم القيامة ولا يزكيه وله عذاب أليم كما في حديث أبي ذر الثابت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم" قالها ثلاثا وأبو ذر يقول " خابوا وخسروا من هم يا رسول الله؟ " فقال النبي صلى الله عليه وسلم "المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب" وفي حديث ابن عمر "من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه" فيكون حديث ابن عمر مقيدا لحديث أبي ذر ويكون المسبل أي خيلاء.

السائل : نعم.

الشيخ : فإذا جر الإنسان ثوبه خيلاء فإن الله تعالى لا ينظر إليه يوم القيامة ولا يزكيه وله عذاب أليم أما إذا صنعه لغير الخيلاء وإنما هو للعادة فإن ما أسفل من الكعبين في النار كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم "ما أسفل من الكعبين فهو في النار" فيكون حراما لكن ليست له العقوبة التي يُعاقب بها من جر ثوبه خيلاء لأن هذا ما أسفل من الكعبين فهو في النار يكون التعذيب بالنار على ما نزل من الكعبين فقط.

السائل : نعم.

الشيخ : يكوى به ويعذب به في النار ولا تعجب أن يكون العذاب بالنار لجزء من البدن فإن هذا ثابت في الحديث الصحيح حديث أبي هريرة "ويل للأعقاب من النار" في قوم توضؤوا وقصروا في غسل أرجلهم فنادى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأعلى صوته "ويل للأعقاب من النار" فهنا العقوبة على محل التقصير فقط وهي الأعقاب.

السائل : نعم.

الشيخ : كذلك ما أسفل من الكعبين فهو في النار العقوبة على ما حصل فيه التعدي وهو ما تحت الكعبين فقط.

السائل : نعم.

الشيخ : على هذا نقول ما نزل عن الكعبين من الثياب فهو حرام سواء صنعه الإنسان خيلاء أو لعادة بين الناس.

السائل : نعم.

الشيخ : وهذه العادة يجب أن يُبتعد عنها لأن العادة إذا خالفت الشرع فهي عادة باطلة يجب على المرء أن يتجنبها وأما بالنسبة لصحة الصلاة فإن هذه المسألة مبنية على أصل مختلف فيه وهو هل من شرط صحة الصلاة أن يكون الساتر مباحا أو لا؟ فمن العلماء من قال إنه يشترط في الثوب الساتر أن يكون مباحا وأن الرجل لو صلى في ثوب محرم عليه بطلت صلاته.

السائل : نعم.

الشيخ : وعلى هذا فإذا صلى في ثوب خيلاء فصلاته باطلة وهذا هو المشهور من مذهب الإمام أحمد وفيه حديث تكلم العلماء فيه من حيث الصحة.

السائل : نعم.

الشيخ : ومن العلماء من يقول إن موضوع إنه لا يُشترط في الساتر أن يكون مباحا بل يحصل الستر بالثوب المحرم لأن حقيقة الستر حصلت وكون الثوب محرما لا يمنع الستر به وإنما يأثم الإنسان به.

السائل : نعم.

الشيخ : وعلى هذا فتصح الصلاة في الثوب وإن كان خيلاء.

السائل : نعم.

الشيخ : وعلى كل حال المسألة يجب على المسلم الا يكون نظره من زاوية واحدة هل تصح الصلاة او لا تصح بل يجب أن ينظر من الناحتين فنقول هذا ثوب محرم والواجب على المسلم أن يتجنبه في صلاته وغير صلاته.

السائل : نعم.

الشيخ : وهذا كما هو معروف بالنسبة للرجال أما النساء فإن المشروع في حقهن أن يسترن أقدامهن بثيابهن، نعم.

السائل : أحسنتم.

Webiste