تم نسخ النصتم نسخ العنوان
بيان أنه ينبغي لنا ألا ننقاد لآراء الناس الع... - ابن عثيمينالشيخ : ومع الأسف أن كثيرا من الأئمة لا يدرون عن هذا شيئا والداري عنه لا يطبقه لأنه يخشى من ثورة العوام لو سجدت بعد السلام عند عامة الناس لثاروا عليك وص...
العالم
طريقة البحث
بيان أنه ينبغي لنا ألا ننقاد لآراء الناس العوام بل نسلك الطريق الوسط في تعلميهم ونشر السنة بينهم .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : ومع الأسف أن كثيرا من الأئمة لا يدرون عن هذا شيئا والداري عنه لا يطبقه لأنه يخشى من ثورة العوام لو سجدت بعد السلام عند عامة الناس لثاروا عليك وصاحوا بك وقالوا هذا دين جديد ما وجدنا عليه آباءنا، ولكن هل يجوز لطلبة العلم في المسائل المهمة أن يدعوها من أجل الخوف من ثورة العامة ؟
الجواب : لا لأننا لو أبحنا لأنفسنا هذا لماتت كثير من السنن وصارت الشريعة حسب عمل العامة ما أنكروه تركناه وما أقروه أتينا به وهذا غلط، صحيح أنه ينبغي للإنسان أن لا يفاجئ الناس بهذه الأمور التي لا يعرفونها وإذا فاجأهم وكان لابد من مفاجأة فليعلق على فعله وليقل للناس إن هذا هو السنة حتى يطمئنوا وإلا من المعلوم أن العامة ينكرون مثل هذه الأشياء التي لا يعرفونها، وعلى العكس من ذلك الناس طرفان ووسط، على العكس من ذلك من يأتي الغرائب عند العامة مع أنه في غنا عنها.
مثل أن يأتي بالقراءة التي لا يعرفونها قراءة القرآن التي لا يعرفونها فإن هذا خطر عظيم من وجهين :
الوجه الأول : أن العامي قد ينكر هذه القراءة وهي قراءة ثابتة لا يجوز إنكارها لكن العامي لم يسمع بها من قبل فينكرها، ينكرها إنكارا عظيما وهو معذور لأن القرآن عنده أشرف كلام وأعظم كلام أي واحد يحاول يغير ما يشاهده في مصحفه فإنه سوف ايش ؟ العامي إذا قرأت بقراءة لا يعرفها في مصحفه فسوف ؟ ينكر عليك وحق له أن ينكر لأنه لا يعرف ويرى أن القرآن أشرف الكلام ولا يمكن لأحد أن يغير فيه ولا يبدل فينكر عليك فينكر ما ثبت من القرآن ومعلوم أن انكار ما ثبت من القرآن لمن علم أنه من القرآن كفر هذه واحدة، أو مفسدة أخرى يتشكك في القرآن يقول كيف القرآن يصير فيه هذا التغيير فتهبط منزلة القرآن في قلبه وهذا محذور عظيم لذلك أنصح إخواني طلبة العلم الذين عندهم علم من القراءات أن لا يقرؤوا بالقراءة التي ليست في مصاحف العامة لئلا يقع الناس في هذين المحذورين أو أحدهما، ألم تعلموا أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنكر على هشام بن الحكم قراءة ثابتة عن الرسول لكن عمر ما سمعها فأنكرها وهو عمر حتى ذهب به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرأ القراءة فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن هذه قراءة ثابتة فكيف بالعامة إذا كان عمر ينكر القراءة التي لم يسمعها مع أنها ثابتة فكيف العوام عندنا فأنا أنصح إخواني الذين عرفوا القراءات أن لا يقرؤوا بها عند العامة لئلا يفتنوهم عن دينهم.
فإن قال قائل: وهل الأفضل أن أقرأ أنا لنفسي بهذه القراءات ؟ أو أن أقتصر على قراءة واحدة ؟ ما هو الأفضل ؟
نقول الكل سنة الكل سنة والقول الراجح في السنن الواردة على وجوه متنوعة القول الراجح يفعل هذا مرة وهذا مرة لفائدتين عظيمتين تفهمون ولا لا ؟
أقول السنن الواردة على وجوه متنوعة القول الراجح فيها أن يفعلها الإنسان مرة على هذا الوجه ومرة على هذا الوجه لفائدتين عظيمتين :
الفائدة الأولى : العمل بكلتا السنتين يكون عمل بالسنة هذه وهذه لا يأخذ واحدة وينسى الأخرى.
الفائدة الثانية: إثبات هاتين السنتين لأن السنة التي لا يعمل بها ربما ايش؟ ربما تموت فأقول من كان عنده علم بالقراءات السبع المتواترة فالأفضل أن يقرأ بنفسه بهذا مرة وبهذا مرة.
مثلا : في قوله تبارك وتعالى في سورة الفاتحة مالك يوم الدين وأنا أقولها على حساب المثال لا تحتجوا علي تقول عندك عوام ليش، مالك يوم الدين فيها قراءة ايش ؟
ملك يوم الدين أنابنفسي أقرؤها أحيانا كذا وأحيانا كذا حتى أعمل بالقراءتين لأن القرائتين كلتاهما سنة لكن عند العامي لو اقرأ الرحمن الرحيم ملك يوم الدين قال اصبر من الملك لماذا ؟
لأن المصحف الذي بين يديه ايش ؟ مالك فيرد عليه.
طيب افرض إني قرأت ذهولا أو نسيانا عند عامي : الرحمن الرحيم ملك يوم الدين قال اصبر تراك غلطت، قلت ليش ؟ قال قلت ملك ولكنها مالك.
هل أقول له فيها قراءة ثانية ولا أقول فتح الله عليك وجزاك الله خيرا الثاني أو الأول ؟
الثاني أقول فتح الله عليك وجزاك الله خيرا لأنه محافظ على الكتاب الذي بين يديه.
فالمهم أن هذه مسائل ينبغي لطالب العلم أن ينتبه لها وأن ينظر المحاذير التي تحصل مما لو أتى بشيء لا يعرفه الناس ولهذا قال علي رضي الله عنه : حدث الناس بما يعرفون أتريدون أن يكذب الله ورسوله وقال ابن مسعود رضي الله عنه : إنك لم تحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة .

Webiste