تم نسخ النصتم نسخ العنوان
ثانيا : إخراج زكاة الفطر . - ابن عثيمينالشيخ : ومن ذلك أي مما يشرع عند استكمال هذا الشهر المبارك إخراج زكاة الفطر إخراج زكاة الفطر وهو فريضة لقول عبد الله بن عمر رضي الله عنهما :  فرض رسول ال...
العالم
طريقة البحث
ثانيا : إخراج زكاة الفطر .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : ومن ذلك أي مما يشرع عند استكمال هذا الشهر المبارك إخراج زكاة الفطر إخراج زكاة الفطر وهو فريضة لقول عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : فرض رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم زكاة الفطر صاعا من تمر أو صاعا من شعير على الذكر والأنثى والحر والعبد والصغير والكبير من المسلمين وأمر أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة . والكلام في زكاة الفطر يتعلق بأمور :
الأمر الأول : في جنسها والثاني : في قدرها والثالث : في وقتها والرابع : في حكمها.
أما حكمها فقد علمتم أنها نعم؟ أنها فرض ما الدليل؟
الطالب : ...

الشيخ : استرح. طيب. حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم على، زكاة الفطر على الذكر والأنثى والحر والعبد والصغير والكبير من المسلمين إذن هي فرض. والفرض كما نعلم جميعا يثاب فاعله ويستحق العقاب تاركه لأن من فعله أُثيب ومن تركه استحق العقاب فإما أن يغفر الله له وإما أن يعاقبه.
الثاني : في جنسها : من أي شيء تخرج؟ أتخرج من الدراهم؟ أتخرج من الثياب؟ أتخرج من الأواني؟ أتخرج من الفرش؟ أتخرج من النقود؟ أتخرج من من الطعام؟ الجواب : ايش؟ الأخير. تخرج من الطعام لقول ابن عمر : فرض رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم صاعا من تمر أو صاعا من شعير وخص التمر والشعير لأن ذلك غالب قوت الناس في عهد الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم وفي صحيح البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : كنا نخرجها على عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم صاعا من طعام وكان طعامنا يومئذ التمر والشعير والزبيب والأقط . كم هذه من صنف؟ التمر والشعير والزبيب والأقط. كم جنسا؟ أربعة. ولم يذكر البر لأن البر في عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان قليلا لا يقتاته إلا ذاك عن ذياك كما يقولون فكان الطعام الشائع هو هذا أربعة أصناف. فلا تخرج زكاة الفطر إلا من ايش؟ كمل. إلا من الطعام. عندنا الآن في عهدنا ما هو أغلب قوت الناس؟ الرز. الرز هو أغلب قوت الناس. وعلى هذا فتخرج صاعا من رز أو صاعا من بر أو صاعا من تمر. أما الزبيب والأقط والشعير فأصبح في عهدنا اليوم ليس قوتا للناس لا في البادية ولا في الحاضرة.
فلو أخرج الإنسان من غير الطعام وقال أنا أريد أن أخرجها دراهم قلنا له : لا يصح لا يصح لأن نبيك محمدا صلى الله عليه وعلى آله وسلم فرضها صاعا من طعام وقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد أي مردود على صاحبه. وهذا الحديث ثابت في الصحيحين وهو ميزان الأعمال الظاهرة كما أن حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنهما ميزان الأعمال الباطنة. وبإعلان هذا ينتهي تسليم المسابقة لأنني أجبت عن سؤال منها. طيب إذن لا تصح من غير الطعام وإن زينها الناس وإن قالوا إن الدراهم أنفع للفقير وإن الطعام يأخذه الفقير ويبيعه بأقل من نصف القيمة وربما يأخذه الفقير ويرميه للحمام نقول : نحن لسنا مسؤولين عن فعل الفقير نحن مسؤولين عن الفعل الذي أمرنا به. وقد أمرنا أن نخرجها صاعا من من ايش؟ من طعام من طعام. والإنسان إذا فعل الفعل على الوجه المأمور به فإن ما ما ينتج بعد ذلك من فعل الآخرين فليس عليه وليس مسؤولا عنه.
الثالث : قدرها ، قدرها : كم؟ صاعا من طعام ولم يوجبها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أدنى من ذلك ولا أكثر لماذا؟ لأن الصاع من الطعام في الغالب يكفي لعائلة متوسطة في يوم العيد. وهذا هو المقصود من زكاة الفطر أن يطعم الفقراء يوم العيد حتى يشاركوا الأغنياء في فرحتهم بالعيد ولهذا جاء في الحديث : أغنوهم عن السؤال في هذا اليوم . أغنوهم أي الهاء تعود على من؟ الفقراء أغنوهم عن السؤال في هذا اليوم والصاع من الطعام يكفي عائلة متوسطة في ذلك اليوم طيب. إذن القدر صاع من طعام وما المراد بالصاع الأخ.
الطالب : ... .

الشيخ : صاع من؟ صاع كل بلد بحسبه أو صاع معين؟
الطالب : ... .

الشيخ : ما هو؟
الطالب : ... .

الشيخ : استرح. المراد به صاع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم. وقد ذكر العلماء رحمهم الله أن صاع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يزن بالبر الجيد كيلوين وأربعين غراما. بالبر الجيد ومعنى ذلك أن تتخذ إناء يسع كيلوين وأربعين غراما من البر الجيد تملؤه بهذا البر ثم تجعله مقياسا للأصواع. لكن لو أخرج الإنسان ثلاث كيلو من الرز فنرجو أن يكون ذلك مجزئا وإن كان الميزان يختلف باختلاف الثقيل والخفيف لكن ثلاث كيلو إن شاء الله يكون الإنسان فيه إذا أخرجها يكون قد احتاط.
بقي علينا وقت إخراج زكاة الفطر. أحسن ما يكون في إخراجها ما بين صلاة الفجر إلى صلاة العيد يوم العيد لقول ابن عمر : وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة . وقال ابن عباس رضي الله عنهما : فرض رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين فمن أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات . إذن أفضل وقت تخرج فيه متى؟ ما بين صلاة الفجر إلى صلاة العيد يوم العيد. فتعطيها الفقير في ذلك الوقت. وعلى هذا فتقول للفقير : يا فلان سأدفع إليك زكاة الفطر صباح العيد فكن على استعداد لذلك حتى إذا أتيته لتؤدي إليه زكاة الفطر وجدته مستعدا لأن الوقت قد يكون ضيقا. ومن ثم أي من أجل أن زكاة الفطر تدفع صباح العيد ما بين صلاة الفجر إلى صلاة العيد.

Webiste