الشيخ : من خصائص هذا الشهر المبارك : أن الله تبارك وتعالى أنزل فيه القرآن القرآن الذي هو أشرف كتاب أنزل على أشرف نبي فإن أشرف الأنبياء من محمد صلى الله عليه وسلم، وأسأله تعالى أن يجعلنا وإياكم من أتباعه ظاهرا وباطنا، أشرف الأنبياء محمد عليه الصلاة والسلام، وأشرف الكتب القرآن وانظر لما ذكر الله تبارك وتعالى أنه أنزل التوراة والإنجيل قال { وأنزلنا عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه } المهيمن معناه الذي له الهيمنة والسيطرة على الكتب السابقة يحكم عليه ولا تحكم عليه ولذلك كل ما خالف القرآن من الكتب السابقة فهو منسوخ بالقرآن، هذا القرآن الذي فتح به المسلمون مشارق الأرض ومغاربها المسلمون قبل أن ينزل عليهم القرآن أمة جاهلة لأنهم كانوا عربا جهالا ليس لهم كتاب ثم منّ الله عليهم بإنزال الكتاب فأخذوا به وأسلموا به وانقادوا له وملكوا به مشارق الأرض ومغارب الأرض من يصدق أن رجلا من العرب يؤتى إليه بخزائن الأرض شرقها وغربها ويؤتى إليه بتاج كسرى يحمل من عاصمة الفرس إلى عاصمة الإسلام المدائن كانت عاصمة الفرس فتحها المسلمون في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه وجيء إليه بتاج كسرى كما قال المؤرخون يحمل على بعيرين التاج هو ما يضعه الملك فوق رأسه كالقبة تاج مرصع بالذهب والفضة والجواهر وكل حجر كريم كما يقولون جيء به محمولا إلى من ؟ إلى عمر بن الخطاب من عاصمة الفرس إلى عاصمة الإسلام من يصدق بهذا وبماذا نال المسلمون هذا بإيش ؟ باتباع القرآن الكريم والأخذ به عقيدة وعملا وسلوكا ومنهجا ولهذا قال الله تعالى { الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان } ولكني أسألكم أيها الإخوة هل المقصود بالقرآن أن تتعبد لله بتلاوته ؟ أو أن تتعبد لله بتلاوته وتعمل به ظاهرا وباطنا ؟ نعم الأول ولا الثاني ؟ الثاني لابد من هذا الدليل اسمع قال الله تعالى { كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته } هذه واحد {وليتذكر أولوا الألباب } يدبروا آياته يتفهموها ويعرفوا معناها وليتذكر أولوا الألباب يتعظ أصحاب العقول بما فيها ولهذا كان الصحابة رضي الله عنهم لا يتجاوزون عشر آيات حتى يتعلموها وما فيها من العلم والعمل .