تم نسخ النصتم نسخ العنوان
الحث على تدبر القرآن والعمل به وأن التمسك به... - ابن عثيمينالشيخ : القرآن أيها الإخوة نزل للتبرك بقراءته فقط؟ أو لمعاني أخرى عظيمة؟الجواب : لمعاني أخرى عظيمة استمع إلى قول الله تبارك وتعالى :  كتاب أنزلناه إليك ...
العالم
طريقة البحث
الحث على تدبر القرآن والعمل به وأن التمسك به عز الأمة الإسلامية.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : القرآن أيها الإخوة نزل للتبرك بقراءته فقط؟ أو لمعاني أخرى عظيمة؟
الجواب : لمعاني أخرى عظيمة استمع إلى قول الله تبارك وتعالى : كتاب أنزلناه إليك مبارك أكمل ليدبروا آياته يتفهموها ويعلموا معناها ويعرفوا مغزاها وليتذكر أولوا الألباب يعني ليعملوا بذلك، ولهذا كان الصحابة رضي الله عنهم لا يتجاوزون عشر آيات حتى يتعلموها وما فيها من العلم والعمل يتعلموها لفظا وما فيها من العلم يعني معنا والعمل. قالوا : فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعا .
إني أسألكم بارك الله فيكم وأنتم تتلون الكتاب صباحا ومساء. هل أنتم تعتنون بمعناه كما تعتنون بحفظه؟ أجيبوا بصدق؟ نعم، لا هذا غلط اعتنوا بمعناه كما تعتنون بحفظه.
طيب وبعد أن يعتني الإنسان بمعناه هل يعتني بالعمل به كما يعتني بما عليه من لفظه ومعناه؟ الجواب : التقصير كثير التقصير كثير، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وعلى آله سلم : القرآن حجة لك أو عليك ما فيه واسطة لا لك ولا عليك، إذا أنعم الله عليك بالقرآن فهو إما لك وإما عليك متى يكون لك؟ إذا صدقت أخباره وآمنت بها إيمانا لا شك فيه وإذا عملت بأحكامه وامتثلت أوامره واجتنبت نواهيه فإنه سيكون لك.
أسأل الله تبارك وتعالى في هذا المكان أن يجعل القرآن حجة لنا جميعا لا علينا، وإلا فهو عليك رب قارئ يقرأ القرآن والقرآن يلعنه والعياذ بالله إذا لم يعمل به.
إذن يا إخواني في هذا المقام أحثكم على شيئين:
الأول : تدبر القرآن لمعرفة معناه.
والثاني : العمل به حتى نكون أمة القرآن حقيقة. ولهذا مرض الأمة الاسلامية الآن إلا أن كثيرا منهم انصرف عن القرآن وذهب إلى فكر فلان وفكر فلان ورأي فلان ورأي فلان ولكن لو تمسكوا به لكان الله يقول : وجاهدهم به جهادا كبيرا لو تمسكنا والله بالقرآن ما غلبنا أحد وإني أقول لكم ما ميزان العرب وقوة العرب بالنسبة لدولة الفرس والروم والأقباط وغيرهم؟ ايش الميزان؟ أجيبوا؟ لا شيء لا شيء لكن لما أخذوا بهذا القرآن ملكوا مشارق الأرض ومغاربها حتى إنه يؤتى بتاج كسرى من المدائن إلى المدينة النبوية يؤتى به كما قال المؤرخون أُتي بتاج مرصعا بالذهب واللآلئ على بعيرين لا تحمله البعير الواحدة من المدائن إلى المدينة النبوية وألقي بين يدي عمر بن الخطاب رضي الله عنه بماذا غلب المسلمون أعداءهم؟ بتمسكهم بكتاب الله ولهذا لما كنا الآن كثرة كاثرة لكننا والله غثاء كغثاء السيل الإنسان منا لا يقوم منا أولاده ولا أهله ولا جيرانه ولا أقاربه فضلا عن ولا يقوم نفسه أيضا أحيانا.

Webiste