تم نسخ النصتم نسخ العنوان
هل العطية للأولاد تكون للذكر مثل حظ الانثيين... - ابن عثيمينالسائل : فضيلة الشيخ حفظك الله أراد رجل أن يقسم بين أولاده مالاً هل يعطي للذكر مثل حظ الأنثيين لقوله تعالى في الآية:  يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُم...
العالم
طريقة البحث
هل العطية للأولاد تكون للذكر مثل حظ الانثيين أو بالتساوي.؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : فضيلة الشيخ حفظك الله أراد رجل أن يقسم بين أولاده مالاً هل يعطي للذكر مثل حظ الأنثيين لقوله تعالى في الآية: يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ أم يقسم بينهم بالتساوي لقول النبي صلى الله عليه وسلم: اعدلوا بين أبنائكم وإذا فعل الأولى في حياته ثم توفي فهل يسترد ما أخذه الذكور ويعطى للإناث جزاكم الله خيرًا؟

الشيخ : أولاً: نسأل هل هذا الذي أعطاه نفقة أو تبرعاً زائداً، إن كان نفقة فإنه يعطي كل إنسان ما يحتاجه قليلاً كان أو كثيراً، فإذا قُدِّر أن أحد الأولاد احتاج إلى زواج فإنه يزوجه، ولا يعطي الآخرين مثله، ولو فرضنا أن إحدى البنات مرضت وأنفق على دوائها نفقات باهظة فإنه لا يعطي الآخرين.
أما إذا كان تبرعاً فإنه يعطي الذكر مثل حظ الأنثيين، لأنه لا قسمة أعدل من قسمة الله عز وجل، فإذا أعطى الذكر مائة يعطي الأنثى خمسين، ولا يسترد بعد موته ما أعطى الذكور، لأن هذا حق وعدل أن للذكر مثل حظ الأنثيين.

السائل : والحديث يا شيخ؟

الشيخ : الحديث قال: اعدلوا بين أبنائكم والعدل بينهم اتباع ما دلت عليه السنة، وما دل عليه الشرع، هذا هو العدل.
ولهذا ينبغي أن نعرف الفرق بين العدل والمساواة، الآن كثير من الناس يقول: الإسلام دين المساواة، وهذا غلط، ليس في القرآن كلمة مساواة، أو أن الناس سواء، بل لو تأملت لوجدت أكثر ما في القرآن نفي المساواة: لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ ، لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غيرُ أولي الضَّرَر ، قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ وما أشبه ذلك، فأكثر ما في القرآن نفي للمساواة فيما بينهما اختلاف.
في القرآن العدل: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإحْسَانِ ، اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ، وفرق بين العدل والمساواة، لو أخذنا بظاهر كلمة المساواة لقلنا: الذكر والأنثى سواء كما ينادي به الآن المتفرنجون، لكن إذا قلنا العدل أعطينا الذكر ما يستحق والأنثى ما تستحق، ولهذا نرجو من إخواننا الكُتَّاب وغير الكتاب أن ينتبهوا إلى هذه النقطة، لأن كلمة المساواة أدخلها بعض المعاصرين، والله أعلم كيف أدخلوها، قد يكون عن سوء فهم، وقد يكون تصنعًا للكفار وأدباء الكفار، إنما الدين دين العدل، والعدل إعطاء كل أحد ما يستحق.

Webiste