ما هو مذهب أهل السنة و الجماعة في الرجاء و الخوف و أيهما الذي يقدم ؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : هذا السائل يا فضيلة الشيخ أبو صبري من جمهورية مصر العربية يقول ما مذهب أهل السنّة والجماعة في الرجاء والخوف وأيهما الذي يقدم مأجورين؟
الشيخ : الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد خاتم النبيين وإمام المتقين وعلى ءاله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، الخوف والرجاء كلاهما من العبادات العظيمة التي تحمل المرء على الاستقامة فبالخوف يكون الفرار من المعاصي وبالرجاء يكون الإقدام على الطاعات لأن الإنسان كلما قوي رجاؤه بالله عز وجل حسن ظنه بالله سبحانه وتعالى وازداد نشاطا في طاعة الله وكلما قوي خوفه من الله عز وجل ازداد كراهة لما يكرهه الله عز وجل فتجنّب المعصية.
وقد اختلف العلماء رحمهم الله علماء أرباب السلوك أيما أفضل أن يقدّم الإنسان الرجاء أو يقدم الخوف فقال بعض العلماء إنه ينبغي أن يكون خوفه ورجاؤه على حد سواء قال الإمام أحمد رحمه الله " ينبغي أن يكون خوفه ورجاؤه سواء فأيهما غلب هلك صاحبه " .
وقال بعض أهل العلم بل الأفضل أن يقدم الرجاء لأن الرجاء يحمل على حسن الظن بالله وقد قال الله سبحانه وتعالى في الحديث القدسي أنا عند ظن عبدي بي وقال بعض العلماء ينبغي أن يقدم الخوف لأنه أشد تأثيرا على النفس في عدم المخالفة.
وقال بعض العلماء ينبغي أن يقدم الخوف في حال الصحة إذا كان صحيحا حتى يحمله على ترك المحرمات وعلى التزام الواجبات وفي حال المرض يقدم الرجاء ليموت وهو محسن الظن بالله عز وجل.
وقال بعض أهل العلم يقدم الرجاء عند فعل الطاعة ليحسن الظن بالله عز وجل في قبولها وعدم ردها ويقدم الخوف إذا حدثته نفسه بالمعصية حتى يهرب منها ولا يفعلها.
وهذه الأقوال كلها تلحظ جانبا من جوانب السلوك سلوك المرء ومعاملته لربه عز وجل والذي يظهر لي أنه إن لم نقل بأنه يقدّم الرجاء إذا فعل الطاعة والخوف إذا هم بالمعصية إذا لم نقل بذلك فإننا نقول عامل نفسك بما تقتضيه الحال ففي بعض الأحيان قد يكون الرجاء أفضل وفي بعض الأحيان قد يكون الخوف أفضل والإنسان طبيب نفسه هذا الذي يظهر في هذه المسألة ولكن المهم أنه يجب على الإنسان أن يكون دائما خائفا راجيا حتى يستقيم على دين الله عز وجل على الوجه الذي أراد الله منه لأنه إن غلّب الرجاء فإنه يُخشى عليه أن يأمن من مكر الله فيستمر في المعاصي وهو يقول يغفر الله لي والله غفور رحيم والله واسع المغفرة وما أشبه ذلك من اتخاذ الأماني على الله عز وجل وربما يُستدرج من حيث لا يعلم والعياذ بالله وإن غلّب الخوف خيف عليه أن يقع في القنوط من رحمة الله فييأس ويستحسر ويقول إنه هلك ولا حاجة أن يعمل ولا حاجة أن يتقرّب إلى الله وما أشبه ذلك من القنوط من رحمة الله فعلى المرء أن يكون دائما ملاحظا نفسه ملاحظا قلبه وأن يصد القلب عن كل ما يهواه إذا لم يكن في طاعة مولاه.
نسأل الله لنا ولكم التوفيق.
السائل : اللهم ءامين. بارك الله فيكم فضيلة الشيخ.
الشيخ : الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد خاتم النبيين وإمام المتقين وعلى ءاله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، الخوف والرجاء كلاهما من العبادات العظيمة التي تحمل المرء على الاستقامة فبالخوف يكون الفرار من المعاصي وبالرجاء يكون الإقدام على الطاعات لأن الإنسان كلما قوي رجاؤه بالله عز وجل حسن ظنه بالله سبحانه وتعالى وازداد نشاطا في طاعة الله وكلما قوي خوفه من الله عز وجل ازداد كراهة لما يكرهه الله عز وجل فتجنّب المعصية.
وقد اختلف العلماء رحمهم الله علماء أرباب السلوك أيما أفضل أن يقدّم الإنسان الرجاء أو يقدم الخوف فقال بعض العلماء إنه ينبغي أن يكون خوفه ورجاؤه على حد سواء قال الإمام أحمد رحمه الله " ينبغي أن يكون خوفه ورجاؤه سواء فأيهما غلب هلك صاحبه " .
وقال بعض أهل العلم بل الأفضل أن يقدم الرجاء لأن الرجاء يحمل على حسن الظن بالله وقد قال الله سبحانه وتعالى في الحديث القدسي أنا عند ظن عبدي بي وقال بعض العلماء ينبغي أن يقدم الخوف لأنه أشد تأثيرا على النفس في عدم المخالفة.
وقال بعض العلماء ينبغي أن يقدم الخوف في حال الصحة إذا كان صحيحا حتى يحمله على ترك المحرمات وعلى التزام الواجبات وفي حال المرض يقدم الرجاء ليموت وهو محسن الظن بالله عز وجل.
وقال بعض أهل العلم يقدم الرجاء عند فعل الطاعة ليحسن الظن بالله عز وجل في قبولها وعدم ردها ويقدم الخوف إذا حدثته نفسه بالمعصية حتى يهرب منها ولا يفعلها.
وهذه الأقوال كلها تلحظ جانبا من جوانب السلوك سلوك المرء ومعاملته لربه عز وجل والذي يظهر لي أنه إن لم نقل بأنه يقدّم الرجاء إذا فعل الطاعة والخوف إذا هم بالمعصية إذا لم نقل بذلك فإننا نقول عامل نفسك بما تقتضيه الحال ففي بعض الأحيان قد يكون الرجاء أفضل وفي بعض الأحيان قد يكون الخوف أفضل والإنسان طبيب نفسه هذا الذي يظهر في هذه المسألة ولكن المهم أنه يجب على الإنسان أن يكون دائما خائفا راجيا حتى يستقيم على دين الله عز وجل على الوجه الذي أراد الله منه لأنه إن غلّب الرجاء فإنه يُخشى عليه أن يأمن من مكر الله فيستمر في المعاصي وهو يقول يغفر الله لي والله غفور رحيم والله واسع المغفرة وما أشبه ذلك من اتخاذ الأماني على الله عز وجل وربما يُستدرج من حيث لا يعلم والعياذ بالله وإن غلّب الخوف خيف عليه أن يقع في القنوط من رحمة الله فييأس ويستحسر ويقول إنه هلك ولا حاجة أن يعمل ولا حاجة أن يتقرّب إلى الله وما أشبه ذلك من القنوط من رحمة الله فعلى المرء أن يكون دائما ملاحظا نفسه ملاحظا قلبه وأن يصد القلب عن كل ما يهواه إذا لم يكن في طاعة مولاه.
نسأل الله لنا ولكم التوفيق.
السائل : اللهم ءامين. بارك الله فيكم فضيلة الشيخ.
الفتاوى المشابهة
- الفرق بين الرجاء الشركي والرجاء المباح - ابن عثيمين
- كيف يجمع المؤمن بين الخوف والرجاء؟ - ابن باز
- كيف يكون المؤمن بين الرجاء و الخوف و إذا كان... - ابن عثيمين
- باب : الرجاء مع الخوف. وقال سفيان : ما في ال... - ابن عثيمين
- ذكرتم خمس أقوال في الخوف والرجاء أيهما يجب أ... - ابن عثيمين
- حال المؤمن بين الخوف والرجاء - ابن باز
- المؤمن بين الخوف والرجاء - ابن باز
- مذهب أهل السنة في الرجاء والخوف - ابن باز
- مذهب أهل السنة والجماعة في الرجاء والخوف - ابن باز
- يقول السائل : ماهو مذهب أهل السنة والجماعة ف... - ابن عثيمين
- ما هو مذهب أهل السنة و الجماعة في الرجاء و ا... - ابن عثيمين