مذهب أهل السنة والجماعة في الرجاء والخوف
الشيخ عبدالعزيز ابن باز
السؤال:
السائل في آخر أسئلته يقول: سماحة الشيخ، ما مذهب أهل السنة والجماعة في الرجاء والخوف؟
الجواب:
أهل السنة والجماعة يقولون: يجب الرجاء والخوف، والعبد يسير إلى الله بين الرجاء والخوف، كجناحي الطائر، يخاف الله، ويرجوه، يصلي ويصوم ويتصدق ويحج ويجاهد، وهو مع ذلك يخاف الله ويرجوه، كما قال تعالى عن الرسل وأتباعهم، يقول سبحانه: إِِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا [الأنبياء:90] رغبًا يعني: رجاء، ورهبًا يعني: خوفًا، وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ [الأنبياء:90] وقال سبحانه: أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ [الإسراء:57].
فالمؤمن يرجو رحمة ربه، ويخاف عذابه، فيتقيه دائمًا، فلا يقنط، ولا يأمن، قال تعالى: إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الكَافِرُونَ [يوسف:87] قال: لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ [الزمر:53] وقال -عز وجل-: أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ [الأعراف:99] فالواجب الخوف والرجاء لا أمن ولا قنوط، يرجو ربه ولا ييئس، ولا يقنط، ولكن يخاف لا يأمن أيضًا، يخاف عقوبته، يخاف الذنوب وشرها، هكذا المؤمن، وهذا قول أهل السنة والجماعة قاطبة.
فيجب على المؤمن أن يسير إلى الله بين الخوف والرجاء حتى يلقى ربه.
قال بعض أهل العلم: ينبغي له أن يغلب الرجاء في حال المرض، والخوف في حال الصحة، حتى ينشط في العمل الصالح، وحتى يحذر محارم الله، ولكن المعتمد في هذا أن يسير إلى الله بين الخوف والرجاء دائمًا دائمًا، نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا.
السائل في آخر أسئلته يقول: سماحة الشيخ، ما مذهب أهل السنة والجماعة في الرجاء والخوف؟
الجواب:
أهل السنة والجماعة يقولون: يجب الرجاء والخوف، والعبد يسير إلى الله بين الرجاء والخوف، كجناحي الطائر، يخاف الله، ويرجوه، يصلي ويصوم ويتصدق ويحج ويجاهد، وهو مع ذلك يخاف الله ويرجوه، كما قال تعالى عن الرسل وأتباعهم، يقول سبحانه: إِِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا [الأنبياء:90] رغبًا يعني: رجاء، ورهبًا يعني: خوفًا، وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ [الأنبياء:90] وقال سبحانه: أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ [الإسراء:57].
فالمؤمن يرجو رحمة ربه، ويخاف عذابه، فيتقيه دائمًا، فلا يقنط، ولا يأمن، قال تعالى: إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الكَافِرُونَ [يوسف:87] قال: لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ [الزمر:53] وقال -عز وجل-: أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ [الأعراف:99] فالواجب الخوف والرجاء لا أمن ولا قنوط، يرجو ربه ولا ييئس، ولا يقنط، ولكن يخاف لا يأمن أيضًا، يخاف عقوبته، يخاف الذنوب وشرها، هكذا المؤمن، وهذا قول أهل السنة والجماعة قاطبة.
فيجب على المؤمن أن يسير إلى الله بين الخوف والرجاء حتى يلقى ربه.
قال بعض أهل العلم: ينبغي له أن يغلب الرجاء في حال المرض، والخوف في حال الصحة، حتى ينشط في العمل الصالح، وحتى يحذر محارم الله، ولكن المعتمد في هذا أن يسير إلى الله بين الخوف والرجاء دائمًا دائمًا، نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا.
الفتاوى المشابهة
- الفرق بين الرجاء الشركي والرجاء المباح - ابن عثيمين
- كيف يكون المؤمن بين الرجاء و الخوف و إذا كان... - ابن عثيمين
- باب : الرجاء مع الخوف. وقال سفيان : ما في ال... - ابن عثيمين
- ذكرتم خمس أقوال في الخوف والرجاء أيهما يجب أ... - ابن عثيمين
- كيف يجمع المؤمن بين الخوف والرجاء؟ - ابن باز
- حال المؤمن بين الخوف والرجاء - ابن باز
- المؤمن بين الخوف والرجاء - ابن باز
- يقول السائل : ماهو مذهب أهل السنة والجماعة ف... - ابن عثيمين
- ما هو مذهب أهل السنة و الجماعة في الرجاء و ا... - ابن عثيمين
- مذهب أهل السنة في الرجاء والخوف - ابن باز
- مذهب أهل السنة والجماعة في الرجاء والخوف - ابن باز