أما بالمعنى الخاص فالنفاق : إظهار الإسلام وإبطان الكفر وهذا هو المراد بالمنافقين في هذه السورة إظهار الإسلام وإبطان الكفر ومتى ظهر ؟ ظهر حين انتصر المسلمون في غزوة بدر لأنه قبل انتصار المسلمين الناس مؤمن وكافر والكافر يعلن ويصرح بأنه كافر ولا يبالي لكن لما انتصر المسلمون في بدر خاف هؤلاء المنافقون أن يقتلوا إذا أظهروا كفرهم فصاروا منافقين يظهرون أنهم مسلمون وهم كافرون .
والنفاق أعظم من الكفر لأن الكافر عدواته صريحة أليس كذلك عداوته صريحة يعلن لك بأنه كافر وتعرفه وتحذر منه لكن المنافق يظهر أنه أخوك وأنه مسلم ولا تأمن منه لا تأمن منه يأخذ بأسرارك ويعطيها لعدوك لأنه منافق فصارت مضرة المنافقين على الإسلام أشد من مضرة الكافرين لماذا لأن الكافر معلن بكفره والمسلم يستعد له ويحذر منه ويعرفه لكن البلاء كل البلاء هو في النفاق أجارنا الله وإياكم منه .
{ فأعقبهم نفاقا في قلوبهم } إلى متى إلى سنة سنتين ؟ لا { إلى يوم يلقونه } أي إلى الممات وبقوا والعياذ بالله على نفاقهم إلى أن ماتوا السبب قال { بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون } فقولهم { لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين } يتضمن شيئين يتضمن معاهدة مع الله ويتضمن خبرا ما هي المعاهدة ؟ المعاهدة هي أنهم جعلوا عوضا ومعوضا بين طرفين وأما الكذب فقولهم { لنصدقن ولنكونن من الصالحين } فإنهم كذبوا في ذلك والظاهر والله أعلم أنهم من أصل هذه المعاهدة ليسوا بصادقين يعني ما فكروا أن يكونوا من الصالحين ولا أن يتصدقوا ولكنهم أظهروا ذلك نفاقا .