القارئ : قال المؤلف الحافظ عبد الغني المقدسي في كتابه * عمدة الأحكام *.

الشيخ : إيش اسمه ؟

السائل : عبد الغني. عبد الغني المقدسي في كتابه * عمدة الأحكام *
عن نعيم المجمر عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : إن أمتي يدعون يوم القيامة غراً محجلين من آثار الوضوء فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل . وفي لفظ لمسلم : رأيت أبا هريرة يتوضأ فغسل وجهه ويديه حتى كاد يبلغ المنكبين ثم غسل رجليه حتى رفع إلى الساقين ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن أمتي يدعون يوم القيامة غراً محجلين من أثر الوضوء. فمن استطاع منكم أن يطيل غرته وتحجيله فليفعل .

الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم
هذا الحديث في بيان فضل الوضوء. وقد عرفتموه فيما سبق. عرفتم الوضوء فيما سبق. والوضوء فيه فضائل منه هذا الحديث الذي سنتكلم عليه إن شاء الله. ومنها أن الإنسان إذا توضأ خرجت خطايا أعضاء الوضوء عند آخر قطرة من قطرات الماء. ومعلوم كثرة الخطايا في جوارحنا. نسأل الله أن يعاملنا جميعا بعفوه. تخرج الخطايا عند آخر قطرة من قطرات الماء. ولهذا أنبه إخواني على أمر مهم كلنا يتوضأ إذا أراد الصلاة أليس كذلك؟ طيب. ينبغي إذا توضأنا أن نستحضر ثلاثة أشياء :
أولا : أننا ممتثلون لأمر الله وهذا يعطي القلب قوة في العبادة والذل لله عز وجل. ما هو أمر الله ؟ ما هو أمر الله؟ قوله تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ . استحضر الآية عند الوضوء وأنك تتوضأ امتثالا لأمر الله كأنك تقول بلسان الحال سمعا لك وطاعة يا رب. هذه واحدة.
ثانيا : استحضر أن هذا وضوء النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لتحقق المتابعة ، لأن نبيك محمدا صلى الله عليه وسلم توضأ على هذا الوجه. إذا عندنا إخلاص وإيش؟ ومتابعة.
ثالثا : احتسب الأجر ، وأن هذا الوضوء يطهرك من الخطايا ، لأن الخطايا إيش ؟ الخطايا كثيرة لكن يكفرون عند آخر قطرة من قطرات الماء. استحضر هذا ليكون محتسبا لثواب الله عز وجل. واضح يا جماعة؟ انتبهوا لهذه الثلاث نقاط. فما أكثر غفلتنا عنها ! أكثر ما نتوضأ لأن الوضوء من شروط صحة الصلاة فنتوضأ لذلك وهذا حسن. لكن إذا استحضرت المعاني الثلاثة صار للوضوء طعم لا تجده إذا غفلت عنها. ولهذا يسن لك بعد الوضوء أن تقول : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين لتكون مطهرا لظاهرك بالوضوء ولباطنك بالشهادة. طيب.