تم نسخ النصتم نسخ العنوان
ذكر شروط التوبة . - ابن عثيمينالشيخ : ولكن لا بد للتوبة من شروط. نجملها فيما يأتي :الأول : الإخلاص لله. الثاني : الندم على ما فعل من المعصية. الثالث : الإقلاع عنها. الرابع : أن يعزم ...
العالم
طريقة البحث
ذكر شروط التوبة .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : ولكن لا بد للتوبة من شروط. نجملها فيما يأتي :
الأول : الإخلاص لله. الثاني : الندم على ما فعل من المعصية. الثالث : الإقلاع عنها. الرابع : أن يعزم على أن لا يعود. الخامس : أن تكون التوبة قبل إغلاق باب التوبة. أعيدها الإخلاص ، الندم على ما فعل ، الإقلاع عن المعصية ، العزم على أن لا يعود أن تكون التوبة قبل إغلاق باب التوبة. خمسة شروط. فمن تاب مراءاة للناس فتوبته غير مقبولة. قال عز وجل في الحديث القدسي : "أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه". ومن تاب من أجل أن ينال شيئا من الدنيا فتوبته لا تقبل ، لعدم إيش ؟ لعدم الإخلاص. الثاني : الندم والندم انفعال نفسي قد لا يظهر على الجوارح لكن محله القلب. فتجده يتحسر في قلبه على فعل ما حصل فيندم.
الثالث : الإقلاع عن الذنب. وأما من تاب وهو مصر على الذنب فتوبته غير مقبولة. بل إنه مستهزئ بالله عز وجل. إنسان يقول أنه تاب من الغيبة. والغيبة هي أن يذكر أخاه بما يكره. ولكنه متى حصلت له فرصة اغتاب الناس. فهل تقبل توبته ؟ لا ، لأنه لم يقلع لم يقلع عنها. إنسان يقول الربا حرام أستغفر الله وأتوب إليه من الربا. تعال يا ولد تعال نعطيك هذه المائة بمائة وعشرين مائة بمائة وعشرين ربا ولا غير ربا ؟ ربا . هل تصح توبة هذا الرجل ؟ لا. لا تصح لأنه لم يقلع عن الذنب. إنسان غصب من شخص أرضا واستولى عليها قهرا وقال إني أتوب إلى الله من مظالم العباد. ولكنه مصر على تملك هذه الأرض تصح توبته ؟ لا ما تصح لا تصح لأنه لم ، لم يقلع.
الرابع : العزم على أن لا يعود يعني يعزم بقلبه أنه لا يعود على فعل المعصية. لا يعود إلى فعل المعصية لا يقول إني تبت وندمت وأقلعت. ولكن في ضميره أنه يعود إلى المعصية. فإن هذا لا تقبل توبته. طيب.
الخامس - وهو أهمها - : أن تكون التوبة قبل إغلاق باب التوبة. فإن كانت بعد إغلاق باب التوبة فلا تنفع. وإغلاق باب التوبة يكون بأمرين : أمر عام وأمر خاص.
الأمر الخاص : هو حضور الأجل إذا حضر الإنسان الموت وتاب لا تقبل توبته. سبحان الله! ما تقبل توبته؟ الدليل اسمع الدليل خبرا وواقعا قال الله عز وجل : { وليس التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن } هذا ما له توبة. لماذا ؟ لأنه لم يتب إلا حين عاين الآخرة. فتوبته إذن غير مقبولة. أما الواقع فاستمع أيضا لما أهلك الله تعالى فرعون وقومه وأدرك فرعونَ الغرقُ ماذا قال ؟ { آمنت بالذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين }. فقيل له : { آالآن } يعني آالآن تؤمن ؟ حين أدركك الغرق { وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين }. أي فلا توبة لك. واضح يا جماعة. طيب. هذا الشرط هل أحد منا يضمن أن يتوب قبل أن يحضره الأجل ؟ ليش ؟ لأن الموت قد يأتي فجأة. كم من إنسان مات والقلم في يده يكتب! وكم من إنسان مات وهو يقود في السيارة! وكم من إنسان مات على فراشه! أليس كذلك ؟ هذا هو الواقع. إذا كنت لا تدري متى تموت معناه أنه يجب أن تبادر فورا بالتوبة لأنك لا تدري. ولهذا أنصح إخواني الذين لديهم مظالم للناس أو مظالم فيما بينهم وبين الله أن يتوبوا إلى الله قبل أن يفوت الأوان الإنسان ما دام حيا فكل شيء بإمكانه لكن إذا مات لا يتمكن.

Webiste