الشيخ : قال عز وجل : وظن داود أنما فتناه ظن بمعنى تيقن تيقن لأن الظن يأتي بمعنى اليقين كما في قوله تعالى : الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم وقال عزوجل في المجرمين حين عرضوا على النار : وظنوا أنهم مواقعوها أي أيقنوا أنهم مواقعوها ولم يجدوا عنها مصرفا إذن ظن داود إيش ؟ تيقن أننا فتناه في هذه القصة فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب فغفرنا له ذلك وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب هذه القضية واضحة ليس فيها إشكال داود عليه السلام حكم بين الناس فاصل قاضي وظيفته الحكم فكونه يغلق على نفسه محرابه ولا يبقى للناس يحكم بينهم هذا ربما لا يكون جيدا أيضا الحكم القاضي هل له أن ياخذ قول الخصم دون أن يرجع إلى خصمه نعم لا فمثلا إذا جلس إليك رجلان يختصمان قال أحدهما أنا أطلب هذا الرجل ألف ريال ولكنه يابى أن يعطيني غياها مع قدرته على الوفاء هل لك الحق أن تقول هو ظالم لك إيش يقول ؟ اسمع كلام الخصم أقول صحيح عندك له ألف ريال إذا قال نعم صحيح أنك تماطل وأنت قادر قد يقول نعم وقد يقول لا فهو عليه الصلاة والسلام تعجل ليتفرغ للعبادة وهذا ليس من وسائل الحكم لا بد أن يرجع إلى الخصم هذه لا شك أنها اختبار من الله عز وجل فعلم داود أن الله اختبره فتفطن وأن الذي يجب أن يفتح الإنسان بابه للناس ليقضي حوائجهم إذا كان ملزما بذلك وألا يحكم على أحد إلا بعد أخذ إيش ؟ الحجة استغفر ربه وخر راكعا وأناب فغفرنا له ذلك وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب شوف الرب الكريم عز وجل بين أنه غفر له وإذا غفر له كأن لم يذنب كأن لم يذنب ثانيا وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب أي أن ذلك لم ينقصه لأنه استغفر ربه وتاب إليه فله عندنا حسن مآب لذلك انطوى ذكر هذه القضية تماما أتدرون ماذا قال اليهود عليهم لعائن الله المتتابعة إلى يوم القيامة ؟ قالوا إن داود عشق امرأة أحد الجنود عشق امرأة أحد الجنود ولكن ماذا يصنع لا يمكن أن يأخذها منه قهرا فأمره أن يذهب إلى الجهاد أمره أن يذهب إلى الجهاد من أجل أجيبوا يا جماعة من أجل أن يقتل فيأخذ زوجته وكان عند داود تسع وتسعين امرأة وهذا رجل عنده امرأة واحدة هكذا قال اليهود وسبحان الله! هل يمكن أن يقع مثل هذا من واحد من الناس نعم لا يمكن كيف نبي من الأنبياء يفعل هذا فهم والله قد كذبوا كذبوا كذبوا الرسل عليهم الصلاة والسلام مبرأون من مثل هذه الأخلاق لكن ماذا نصنع بأعداء الرسل إنهم يريدون أن يتهموا الرسل بكل سيئة بالكذب بالسحر بالجنون بالكهانة ولا يبالون المهم أن هذه القصة وإن وجدتموها في بعض التفاسير قصة مكذوبة وليعلق كل واحد منكم قرأها في كتاب يعلق عليها هذه قصة مكذوبة على نبي الله حتى يبرأ الرسل مما اتهموا به من أعداء الله عز وجل .