تم نسخ النصتم نسخ العنوان
شرح قول المصنف : باب قول الله تعالى : (( يظن... - ابن عثيمينالشيخ : ثم قال المؤلف : " باب قول الله تعالى { يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية يقولون هل لنا من الأمر من شيء قل إن الأمر كله لله } " يظنون الضمير يعود ...
العالم
طريقة البحث
شرح قول المصنف : باب قول الله تعالى : (( يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية يقولون هل لنا من الأمر من شيء قل إن الأمر كله لله ))
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : ثم قال المؤلف : " باب قول الله تعالى { يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية يقولون هل لنا من الأمر من شيء قل إن الأمر كله لله } " يظنون الضمير يعود على المنافقين والظن هو الاحتمال المرجوح وقد يطلق الظن على اليقين كما في قوله تعالى { الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم } معنى يظنون أي يتيقنون لكنه في الأصل هو الاحتمال الراجح وضده المرجوح ويسمى الاحتمال المرجوح وهما ، { يظنون بالله غير الحق } ثم بيّن هذا الظن بقوله { ظن الجاهلية }، فظن الجاهلية عطف بيان لقوله { غير الحق } يعني أنه ظن باطل مبني على الجهل ، فالجاهلية هنا بمعنى الحالة أو الحال الجاهلية يعني يظنون بالله ظن الحال الجاهلية التي لا يعرف الظان فيها قدر الله عز وجل وعظمته فما قدروا الله حق قدره ، واعلم أن الظن بالله عز وجل يكون على نوعين : أحدهما أن يظن بالله خيرا والثاني أن يظن بالله شرا
أما الأول فإنه له متعلقان : المتعلَّق الأول متعلقه بالنسبة لما يفعل بك والمتعلق الثاني بالنسبة لما يفعله في هذا الكون ، أما الثاني فيجب عليك أن تظن بالله أحسن ظن فيما يفعله سبحانه وتعالى في هذا الكون بحيث تعتقد أنه ما فعله إلا لحكمة بالغة قد تصل العقول إليها وقد لا تصل ، فإذا جعلت جميع أفعال الله التي تشاهدها في الكون مبنية على حسن الظن به فإنه يتبين لك بذلك عظمة الله عز وجل وحكمته في تقديرها، لا تظن أن الله إذا فعل شيئا في الكون فقد فعله لإرادة سيئة بل عليك أن تظن به سبحانه وتعالى أحسن الظن ، وأما المتعلق بك فالظن بالله سبحانه وتعالى يجب أن يكون مبنيا على أحسن ظن لكن بشرط أن يكون لديك السبب الذي يوجب ذلك الظن الحسن فإن ظننت بالله حسنا مع إهمالك وتفريطك وعدم قيامك بواجبه فإن هذا ليس ظنا حسنا بالله بل هو ظن المتهاون المتهالك ، وليس هذا من الظن الحسن بالله لأنك لو ظننت أن الله يثيبك مع إقامتك على معصيته هل هذا من حسن الظن بالله ؟ لا ، هذا من سوء الظن بالله إذ أن حكمة الله تأبى مثل ذلك فلو ظننت وقلت بأحسن الظن بالله وأفرط في الواجبات وأفعل المحرمات وأحسن الظن بالله بأنه سيغفر لي ويرحمني إلى آخره قلنا هذا ظن في غير محله بل هو ظن سوء بالله عز وجل لأنك تريد أن الله سبحانه وتعالى يخالف مقتضى الحكمة ، ولكن إذا فعلت الفعل الذي تؤمر به وتركت ما تنهى عنه فهذا هو محل حسن الظن بالله ، إذا عبدت الله تعالى على مقتضى شريعته مع الإخلاص له فلديك الآن احتمالان : احتمال أن الله يقبل منك واحتمال أن الله لا يقبل فما هو الظن الحسن في هذا ؟ أن تظن أن الله تعالى يقبل ، ما دمت قد عملت على حسب ما شرعه لك مع الإخلاص له سبحانه وتعالى فحينئذٍ يأتي مقام حسن الظن ، فعليك أن تحسن الظن بالله وأن لا تسيء الظن لا تقول والله أنا لست أهلا بأن يقبل الله مني غلط هذا ، لا تنظر إلى نفسك انظر إلى رحمة الله عز وجل وأحسن الظن به ، فعلت ذنبا عظيما وتبت منه فلديك الآن أمران احتمال أن الله قبل منك واحتمال أن الله ما قبل فما هو حسن الظن بالله ؟ أنه قبل منك لأنك عملت بما أوجب عليك من الإقلاع عن هذه المعصية والتوبة إلى الله تعالى منها ، هذا حسن الظن بالله عز وجل بالنسبة لما يفعله بك ، أما بالنسبة لما يفعله بالخلق فقد ذكرنا قبل قليل أن كل ما يفعله فهو يجب أن تحسن به سبحانه وتعالى الظن وأنه ما فعله إلا لحكمة وفي الحديث الصحيح أن الله تعالى قال "أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم" نعم

السائل : ...

الشيخ : نعم نعم يحمل على سوء الظن بأنفسهم لا بالله على أنهم قد يرون أنهم مفرطون لم يقوموا بالواجب عليهم ، يخشون أنهم ما قاموا بالواجب ، وأما إذا كان الإنسان قد فعل ما يجب ما أوجب الله عليه فإنه ينبغي أن يحسن الظن بالله ، نعم

السائل : ... الله سبحانه وتعالى على ...

الشيخ : أي نعم لها علامات من علاماتها انشراح القلب واطمئنانه ومحبة الخير وكراهة الشر نعم وسهولة الطاعة على الإنسان كل هذه من علامات القبول ، طيب إذن الإحسان بالله كيف نقسمه ؟ نقول إحسان بالله فيما يتعلق بفعله العام فهذا يجب علينا أن نحسن الظن بالله في كل ما يفعله حتى فيما يقدره من الأمور التي تعتبر شرا بالنسبة لنا كالنكبات والكوارث وما أشبه ذلك ، لأننا نعلم أنه فعله لحكمة عظيمة فهو بهذا الاعتبار يكون حسنا أما بالنسبة لما يفعله بنا باعتبار الخاص فإنه إذا كان إذا كان من باب القضاء والقدر كالأول يجب أن نحسن الظن بالله حتى لو أصبنا مثلا بالفقر أو بالمرض أو بفقدان مال أو بفقدان أهل يجب أن نحسن الظن بالله في هذا وأن الله ما قدره علينا إلا لحكمة ، لكن ما كان من باب الجزاء في الأعمال فهذا هو الذي يحتاج إلى أيش ؟ إلى تفصيل إن كان الإنسان قد قام بما ينبغي أن يقوم به في ذلك فهو مأمور بماذا ؟ بإحسان الظن بالله أما إذا لم يقم فإنه كيف يحسن الظن بالله عز وجل بأن يثيبه وهو لم يعمل ؟! بل إن حسن الظن في مثل هذه الحال بالله هو أن تعتقد بأنك لست أهلا لأن يثيبك لست أهلا لثوابه وإلا لكان كل إنسان يتهاون ويقول الله غفور رحيم أنا أحسن الظن بالله ، طيب افعل ما يكون سببا لحسن الظن نعم

السائل : كيف الجمع الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر عمر أنه من أهل الجنة

الشيخ : نعم

السائل : وهو يخاف ...

الشيخ : أي يخاف أن الرسول يخاف أن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبره بناء على حالته في تلك الأيام ثم طرأ له ما يوجب أن يخاف معه النفاق ولهذا عمرو بن العاص رضي الله عنه ذكر أن له أحوالا ثلاثة : حالة الكفر وحالة الإيمان والحالة الثالثة حين فتحت عليهم الدنيا فكان يخاف على نفسه لما فتحت الدنيا ، فعمر رضي الله عنه يقول الرسول عليه الصلاة والسلام أخبرني بذلك بناء على ما علمه من حالي فيما قبل ولكن الآن توليت توليت الأمة وشؤونها وكنت مسؤولا عنها فأخشى أن يكون عندي نفاق نعم

السائل : طيب قلنا أنه أحسن العمل وأدى ما عليه فينبغي أن يحسن الظن بالله أنه تقبل

الشيخ : نعم

السائل : وهؤلاء الصحابة أحسن الناس إتقانا للعمل كيف يقولون مثل هذه الأقوال ...

الشيخ : هم لأنهم يتهمون أنفسهم

السائل : طيب ما هو الحد الذي يعرف الإنسان من نفسه أنه يتهم أو لا يتهم

الشيخ : مثلا إذا قمت وتوضأت للصلاة وضوءا مشروعا ودخلت في الصلاة وأقمتها على حسب المشروع فحينئذٍ أحسن الظن بالله ، وكذلك لو دعوت الله عز وجل دعاء طلب مسألة فإنني أحسن الظن بالله بأنه سيجيبني لأنه من وفق للدعاء فقد وفق للإجابة { وقال ربكم ادعوني أستجب لكم } ولولا هذا الرجاء الذي يكون للإنسان من الله عز وجل لكان الإنسان ما ينشط للعمل لكنه يحسن الظن بالله سبحانه وتعالى ، ولهذا قال ... "لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بربه" نعم

السائل : هل يستثنى من ... إذا كان الواقع مثلا ...

الشيخ : نعم

السائل : هل يستثنى ... زوال هذا ال...

الشيخ : لا ، يُعمل يعمل لأن الله تعالى كما قال يريك عزته ويبدي لطفه ويريك سبحانه وتعالى الحكمة فيما يلقيه عليك من الشرور ولكنه أيضا يريك لطفه فيما يقدر من الأسباب التي تخفف هذا الشيء.

Webiste