تم نسخ النصتم نسخ العنوان
حكم الاستعانة بالمخلوق. - ابن عثيمينفإن قال قائل: وهل الاستعانة بالمخلوق جائزة في جميع الأحوال؟ قلنا لا، الاستعانة بالمخلوق إنما تجوز حيث كان المستعان قادرا عليه، وأما إذا لم يكن قادرا فإن...
العالم
طريقة البحث
حكم الاستعانة بالمخلوق.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
فإن قال قائل: وهل الاستعانة بالمخلوق جائزة في جميع الأحوال؟ قلنا لا، الاستعانة بالمخلوق إنما تجوز حيث كان المستعان قادرا عليه، وأما إذا لم يكن قادرا فإنه لا يجوز أن يستعين به، فلو أن أحدا من الناس استعان بقبر فإن هذا حرام بل هو شرك، لأن صاحب القبر لا يغني عن نفسه شيئا فكيف ينفعك؟ ولو استعان بغائب في أمر لا يقدر عليه، مثل أن يعتقد أن الولي الذي في شرق الدنيا يعينه على مهمته في بلده فهذا أيضا شرك شركا أكبر لأنه لا يقدر أن يعينك وهو هناك . فإن قال قائل: وهل الاستعانة بالمخلوق جائزة ؟ قلنا: الأولى أن لا تفعل، الأولى أن لا تفعل، فالإنسان مأمور أن يعين أخاه لكن الغير لا ينبغي أن يستعين، لأن الاستعانة بغيره من باب السؤال المذموم، لكن أنت إذا رأيت أخاك تحتاج إلى معونة فأنت مأمور بأن تعينه، ولكن لو استعنته فإنه ليس حراما، ليس حراما عليك، إنما هو ترك للأولى، إلا إذا علمت أن استعانتك به مما يسره وينشرح له صدره، فهنا إذا استعنته تكون محسنا إليه، ولا يعد هذا من المسألة المذمومة، كما فعل النبي عليه الصلاة والسلام حين دخل بيته ووجد البرمة على النار فيها اللحم فلما قدم له الطعام قال: ألم أرى البرمة على النار ؟ قالوا بلى يا رسول الله لكن هذا لحم تصدق به على بريرة، فقال: هو لها صدقه ولنا منها هدية، أرأيتم بريرة في هذه الحال هل سيكون هذا الأمر شاقا عليها ؟ أبدا ، بل ستسر به وتفرح، فأنت مثلا إذا استعنت بأخيك بحاجة من الحوائج وأنت تعلم أنه يسر بهذا ويفرح فإن استعانتك به تكون إحسانا إليه، لكن لو استعنت بشخص يرى أن استعانتك به أثقل عليه من جبل أحد، هل تستعينه؟ لا، لأن فيه إحراج عليه وفيه إذلال لك أيضا .

Webiste