ولهم فيها أزواج مطهرة سبحان الله إذا ذكر الله الفاكهة ذكر الأزواج تأملها في جميع الآيات لأيش؟ لأنهم يكونون هم وأزواجهم يتفكهون في هذا العطاء وهذا الرزق إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متكئون فتجد أن الله يقرن هذا بهذا، لأن هذا كله تفكه لكن هذا تفكه من نوع وهذا تفكه من نوع آخر هذا تفكه في المذاق والمطعم وهذا تفكه آخر من نوع ثاني، لأن بذلك تتم النعمة ولهم فيها أزواج أزواج جمع، هل المعنى لكل واحد أزواج؟ وإلا لكل فرد زوجة لكن لما كانوا جمعا قوبل الجمع بالجمع ؟ الأول، لأن الإنسان في الآخرة له أزواج متعددة، والأزواج جمع زوج ويطلق الزوج على الذكر والأنثى، ولهذا يقال زوج للمرأة وللرجل قال الله تعالى: ولكم نصف ما ترك أزواجكم لكن في اصطلاح الفرضيين صاروا يلحقون التاء بالأنثى، فرقا بينها وبين الرجل عند قسمة الميراث ولهم فيها أزواج مطهرة طيب إذا كانت المرأة ماتت وهي صغيرة لم تتزوج يكون لها زوج في الآخرة ؟ نعم يكون لها زوج في الآخرة، إما من أهل الدنيا وإما من من ينشئهم الله عز وجل، لأنه يبقي في الجنة فضل عن من دخلها من أهل الدنيا فينشئ الله لها أقواما فيدخلهم الجنة بفضله ورحمته. وقوله: مطهرة يشمل طهارة الظاهر والباطن، فهي مطهرة من الأذى القذر لا بول ولا غائط ولا حيض ولا نفاس ولا استحاضة ولا عرق ولا بخر، مطهرة من كل شيء ظاهر حسي، مطهرة أيضا من الأقذار الباطنة كالغل والحقد والكراهية والبغضاء وغير ذلك، مطهرة من كل شيء، من كل قذر أو أذى ظاهري أو باطني بخلاف أزواج الدنيا، لكن أزواج الدنيا مناسبة تماما لأزواجهم الذكور، لأنها إذا لم تطهر من هذا فزوجها؟ فزوجها مثلها، ولكن في الآخرة الكل مطهر ولهم فيها أزواج مطهرة وهم فيها خالدون وهذا تمام النعمة أنهم خالدون في هذه الجنات لا يبغون عنها حولا ولا يحولون منها، وكما جاء في الحديث: إن لكم أن تصحوا فلا تمرضوا أبدا وأن تشبوا فلا تهرموا أبدا وأن تحيوا فلا تموتوا أبدا فيتم بذلك نعيم، لكن أعلى نعيم يكون لأهل الجنة هو النظر إلى وجه الله سبحان الله وتعالى، هذا أعلى نعيم كما قال الله تعالى: للذين أحسنوا الحسنى وزيادة فسرها النبي صلى الله عليه وسلم بأنها النظر إلى وجه الله .