تم نسخ النصتم نسخ العنوان
مراجعة ومناقشة ما سبق من تفسير الآيات - ابن عثيمين نأخذ فوائد الآن. آخر ما كتبنا؟ على قوله: ولا تكونوا أو كافر به ؟ نعم. من فوائد هذه الآية الكريمة :أن من اشترى بآيات الله ثمنا قليلا ففيه شبه من اليهود،...
العالم
طريقة البحث
مراجعة ومناقشة ما سبق من تفسير الآيات
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
نأخذ فوائد الآن. آخر ما كتبنا؟ على قوله: ولا تكونوا أو كافر به ؟ نعم.
من فوائد هذه الآية الكريمة :أن من اشترى بآيات الله ثمنا قليلا ففيه شبه من اليهود، فالذين يقرأون العلم الشرعي من أجل الدنيا يكون فيهم شبه من اليهود، لأن اليهود هم الذين يشترون بآيات الله ثمنا قليلا، وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم من طلب علما مما يبتغى به وجه الله لا يريد إلا أن ينال عرضا من الدنيا لم يرح رائحة الجنة .
وحينئذ يشكل على كثير من الطلبة أولئك القوم الذين يقبلون يزفون إلى الجامعات والى المدارس ليجدون بهذا الشهادة، فهل يكونون ممن اشتروا بآيات الله ثمنا قليلا ؟
الجواب حسب النية إذا كان الإنسان لا يريد من ذلك إلا أن يتوظف ويعيش فهذا اشترى بآيات الله ثمنا قليلا، وعلامة ذلك أنه لا يهمه إلا أن يصل إلى هذه المرتبة ولو على حساب العلم والشرع، وأما إذا كان لا يريد ذلك، إنما يريد أن يصل إلى المرتبة التي ينالها بالشهادة من أجل أن يتبوأ مكانا ينفع به المسلمين فهذا لم يشتر بآيات الله ثمنا قليلا، لأن المفاهيم الآن تغيرت وصار الإنسان يوزن بما معه من بطاقة الشهادة واضح؟ إذا نقول لهؤلاء الذين يزفون إلى الجامعات لا عليكم إذا كنتم لا تريدون بذلك الدنيا المحضة وإنما تريدون أن تتبوأوا مكانا تنفعون به عباد الله .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن جميع ما في الدنيا قليل ويشهد لهذا قوله تعالى: قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلا
ومن فوائد الآية الكريمة: أن شرائع الله تعالى من آياته لقوله: بآياتي ثمنا قليلا وهم اليهود يبيعون الدين بالدنيا، ووجه كون الشرائع من آياته: أنها تدل على حكمته عزوجل وتأتي على أكمل الوجوه بخلاف ما يسنه البشر، فإنه ناقص، أولا: لنقص علم البشر وعدم إحاطته، ثانيا: لخفاء المصالح عليه فقد يظن ما هو مصلحة وليس مصلحة. فقد يظن ما ليس بمصلحة مصلحة، ثالثا: أننا لو قدرنا أن هذا الرجل الذي سن النظام أو القانون من أعقل الناس وأعلم الناس بأحوال الناس فإن علمه هذا محدود، محدود في زمانه ومحدود في مكانه، أما في زمانه فظاهر، لأن الأمور تتغير قد يكون المصلحة للبشر في هذا الزمن كذا وكذا، وفي زمن آخر خلافه ، في المكان أيضا، قد يكون هذا التشريع الذي سنه البشر مناسبا لأحوال هؤلاء الأمة في مكان، ولكن في أمة أخرى لا يصح، ولهذا ضل كثير من المسلمين مع الأسف الشديد في أخذ القوانين الغربية وتطبيقها على المجتمع الإسلامي، لأن هناك فرقا بين المجتمعات الأوروبية الكافرة وبين المجتمعات الإسلامية، ولا يمكن أن نطبق ما يصلح لحال أولئك على مالا يصلح لحال المسلمين، هذا إذا قلنا إنه صالح بمكانه فكيف إذا لم يكن صالحا بمكانه ؟ والعجب أن بعض الناس نسال الله العافية تجدهم قد مشوا على قوانين شرعت من عشرات السنين وأهلها الذين شرّعوها قد عجزوا عنها فصار هؤلاء كالذين يمشمشون العظام بعد أن ترمى في الزبالة، وهذا شيء واضح هناك قوانين شرعت لقوم كفار ثم تغيرت الحال فغيروها ثم جاء بعض المسلمين إلى هذه القوانين القشور الملفوظة وصاروا يتنشنشونها، هل يدخل في قوله: لا تشتروا بآيات الله ثمنا قليلا ؟ نعم يدخل في هذا نعم .
ومن فوائد الآية الكريمة: وجوب تقوى الله عزوجل وإفراده بالتقوى، لقوله: وإياي فاتقون
فإن قال قائل: أليس الله يأمرنا أن نتقي الوقت الذي فيه العذاب أحيانا وأن نتقي العذاب أحيانا؟ فقال عزوجل: واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله وقال: واتقوا النار التي أعدت للكافرين وقال: واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة فكيف الجمع ؟
نقول: كل هذه الأشياء التي أمرنا باتقائها اتقاؤها من تقوى الله، لأنها مخلوقة لله عزوجل فاتقاؤها من تقوى الله عزوجل.

Webiste