تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تفسير قوله تعالى : (( وإذ قال موسى لقومه يا... - ابن عثيمينثم ذكر نعمة أخرى أيضا فقال: وإذ قال موسى لقومه ياقوم إنكم ظلمتم أنفسكم وإذ قال يعني واذكروا إذ قال موسى لقومه ، والقوم بمعنى الرهط والقبيلة، بمعنى القبي...
العالم
طريقة البحث
تفسير قوله تعالى : (( وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ))
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
ثم ذكر نعمة أخرى أيضا فقال: وإذ قال موسى لقومه ياقوم إنكم ظلمتم أنفسكم وإذ قال يعني واذكروا إذ قال موسى لقومه ، والقوم بمعنى الرهط والقبيلة، بمعنى القبيلة، والفقهاء يقولون: إن القوم من الجد الرابع فما دون، هؤلاء القوم في اللغة العربية، قال لقومه يا قوم ناداهم تحببا بوصف القومية تحببا وتوددا وإظهارا بأنه ناصح لهم لأن الإنسان ينصح لقومه ياقوم إنكم ظلمتم أنفسكم أكد الجملة لبيان حقيقة ما هم عليه وظلمتم بمعني نقصتم أنفسكم حقها، لأن الظلم في الأصل بمعنى النقص قال الله تعالى: كلتا الجنتين آتت أكلها ولم تظلم منه شيئا يعني تنقص، تنقص، هذا هو الأصل، ولكن قد يراد به أكثر من نقص، قد يراد به أكثر من نقص، إنما هنا ظلمتم أنفسكم نقصتموها حقها وذلك لمخالفة التوحيد، فقال: باتخاذكم العجل الباء هنا للسببية أي بسبب اتخاذكم العجل، واتخاذ مصدر وفعلها اتخذ، وهو مضاف إلى فاعله الكاف فاعل والعجل مفعول أول، والمفعول الثاني محذوف، تقديره: إلها، ظلمتم أنفسكم بسبب اتخاذكم العجل إلها تعبدونه من دون الله، والعجل هذا سبق أنه عجل من ذهب صورة، وأن الذي فتن الناس بها رجل يقال له السامري، نعم؟ اتخذوه إلها والعياذ بالله فأرشدهم موسى صلى الله عليه وسلم إلى الخلاص من هذا الظلم العظيم قال: فتوبوا إلى بارئكم فتوبوا أمر بمعنى ارجعوا، لأن التوبة والأوبة معناها الرجوع إلى الله سبحانه وتعالى، والتوبة تكون بالإقبال على الله، بالإقبال على الله بفعل أوامره واجتناب نواهيه، إذا كان الظلم بترك واجب التوبة بفعله، وإذا كان الظلم بفعل معصية فالتوبة بتركها والإقلاع منها.
فتوبوا إلي بارئكم ما قال إلى الله، ولا قال إلى ربكم، لإظهار لومهم وتوبيخهم، لأن البارئ بمعنى الخالق المعتني، خالق المعتني، فكأنه يقول: كيف تتخذون العجل إلها وتذرون خالقكم الذي يعتني بكم وهذا كقول إلياس لقومه: أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين، إلى بارئكم أي خالقكم أيش بعد؟ المعتني بكم، فاقتلوا الفاء هنا تفسيرية، لأن قوله: اقتلوا تفسير للمجمل في قوله: فتوبوا وعلى هذا فالفاء للتفسير، أي فتوبوا بهذا الوصف، اقتلوا أنفسكم أي ليقتل بعضكم بعضا، وليس المعنى أن كل واحد يقتل نفسه بالإجماع .ما أحد من المفسرين قال إن معنى قوله تعالى: اقتلوا أنفسكم أي كل واحد يقتل نفسه، وإنما المعنى: يقتل بعضكم بعضا، يقتل الإنسان ولده والده أخاه، المهم إنكم تستعدون وتتخذون سلاحا خناجر وسكاكين وسيوف وكل واحد منكم يهجم على الآخر ويقتله نعم فهمتم؟

Webiste