تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تفسير قوله تعالى : << وإذ واعدنا موسى أربعين... - ابن عثيمينقال الله تبارك وتعالى:  وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة  وكان الله تعالى وعده قبل ذلك ثلاثين ليلة وأتمها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة . وعده الله تعالى لم...
العالم
طريقة البحث
تفسير قوله تعالى : << وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة ثم اتخذتم العجل من بعده و أنتم ظالمون >> من سورة البقرة
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
قال الله تبارك وتعالى: وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة وكان الله تعالى وعده قبل ذلك ثلاثين ليلة وأتمها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة . وعده الله تعالى لمناجاته هذه المدة وأناب أخاه على قومه وقال: اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين فكان هارون خليفة موسى في قومه حين ذهب لميعاد الله عزوجل ، ثم إن بني إسرائيل لعتوهم وعنادهم اتخذوا عجلا من الذهب اتخذوه إلها وكان صاحب هذه الفكرة رجلا يقال له السامري ، صنعوا من الحلي الذي قيل إنهم أخذوا من حلي آل فرعون صنعوا منه ثورا عجلا وجعلوا له جوفا تدخل منه الريح من الدبر وتخرج من الفم فإذا دخلت الريح سمعوا له صوتا كخوار الصوت فقال السامري هذا إلهكم وإله موسى، موسى ذهب يطلب إلهه فضل ولهذا مضت ثلاثون ليلة وزادت يطلب هذا الإله ولكنه نسي وضل وتاه وهذه إلهكم وإله موسى فجعل هارون يذكرهم بذلك ويقول: إن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري وهو نبي ولكنهم أصروا استكبارا وقالوا: لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى وأصروا على عبادة العجل ، رجع موسى عليه الصلاة والسلام ووجدهم على حال ليست مرضية على خلاف ما فارقهم عليه وغضب ألقى الألواح وهي التوراة التي كتب الله تعالى بيده ، ألقاها من شدة الغضب واخذ برأس أخيه ولحيته يجره إليه شدة ويقول: ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ألا تتبعن وكان هذا من شدة الغضب وإلا في حال الرضا لابد أن يسأل أولا كيف ضلوا قبل أن يقول ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ألا تتبعن لكن إنسان بشر يعتريه ما يعتريه من الحال البشرية ، قال: يا ابن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي شف هو خشي من موسى عليه الصلاة والسلام أن يقول فرقت بين بني إسرائيل ، لأنه لو قال أو زاد في وعظهم لانقسموا قسمين قسما يكون مع هارون وقسما آخر مع السامري ، فكأنه عليه الصلاة والسلام ترك ذلك خوفا من هذا ، ومع ذلك هم أيضا مصرون على ما هم عليه اتخذوه إلها حتى عبدوه والقصة مبسوطة في سورة طه ، اتخذوه إلها ولهذا قال: ثم اتخذتم العجل من بعده العجل مفعول اتخذتم الأول ، والمفعول الثاني محذوف والتقدير: ثم اتخذتم العجل إلها . وقوله: من بعده تفيد أنهم لم يتخذوه من أول وهلة بل هناك مسافة وهي كما قلت لكم أنه لما مرت المدة التي حددها موسى عليه الصلاة السلام ثم زاد الله تعالى فيها قالوا هذا الإله ولكنه نسي . وقوله: وأنتم ظالمون الواو هنا للحال ، حال من فاعل اتخذتم يعني والحال أنكم ظالمون ليس لكم عذر وكيف يكون لهم عذر ونبيهم هارون يقول: يا قوم إنكم فتنتم به وإن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري وبعد هذا الفعل القبيح الشنيع قال الله عزوجل: ثم عفونا عنكم من بعد ذلك وانظر إلى قوله: وأنتم ظالمون هل هم ظالمون لأنفسهم أو ظالمون لغيرهم ؟ ظالمون لأنفسهم فإن كل عاص ظالم لنفسه فإن تعددت مضرة معصيته إلى غيره صار ظالما لنفسه ولغيره .

Webiste